عادي

من الذي كان يُعرف بـ«حمي الدبر» وهي جماعات النحل؟

18:02 مساء
قراءة دقيقتين
هو الصحابي الجليل عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح رضي الله عنه من بني ضبيعة بن زيد من الأوس، وكان أحد السابقين الأولين من الأنصار، وهو خال عاصم بن عمر بن الخطاب، وأمه هي الشموس بنت أبي عامر بن صيفي بن ضبيعة.
ولما هاجر النبي محمد إلى يثرب آخى بينه وبين عبد الله بن جحش، وشهد عاصم مع النبي غزوتي بدر وأحد، وكان ممن ثبتوا يوم أحد، وعُرف عنه مهارته في الرماية، وشجاعته.
رُوي أن النبي محمداً سأل من معه ليلة العقبة أو ليلة بدر، فقال: «كيف تقاتلون؟»، فقام عاصم بن ثابت فأخذ القوس والنبل، وقال: «إذا كان القوم قريباً من مائتي ذراع كان الرّمي، وإذا دنوا حتى تنالهم الرّماح كانت المداعسة حتى تقصف، فإذا تقصّفت وضعناها وأخذنا بالسيوف وكانت المجالدة». فقال النبي محمد: «هكذا نزلت الحرب، من قاتل فليقاتل كما يقاتل عاصم».
وأبلى عاصم يوم أحد بلاء حسنًا، وقتل يومها من أصحاب اللواء من بني عبد الدار بن قصي الحارث ومسافع ابني طلحة بن أبي طلحة، فنذرت أمهما أن تشرب الخمر في رأس عاصم، وجعلت لمن جاء برأسه مائة ناقة، فقدم ناس من بني لحيان من هذيل على النبي محمد فسألوه أن يوجه معهم نفراً يُقرئونهم القرآن ويعلمونهم شرائع الإسلام.
فوجه النبي معهم سرية مرثد بن أبي مرثد وفيهم عاصم، فلما قدموا بلادهم اجتمع عليهم نحو مائة من بطون رعل وذكوان ولحيان، فقالوا لهم: استأسروا فإنا لا نريد قتلكم، وإنما نريد أن ندخلكم مكة فنصيب بكم ثمناً. فأبى عاصم إلا القتال، فرماهم حتى فنيت نباله، ثم طاعنهم حتى انكسر رمحه، فقاتلهم بالسيف، وقال: «اللهم إني حميت دينك أول النهار فاحم لي لحمي آخره»، فجرح منهم رجلين وقتل واحداً، ثم قتلوه، وأرادوا أن يحتزوا رأسه فإذا بالدبر "جماعات النحل" تحميه، ثم أمطرت السماء في الليل مطراً كثيفاً حمله، فلم يصلوا إليه.
وكان عاصم قد عاهد الله عهداً ألا يمس مشركاً، ولا يمسه مشرك بعدما أسلم، فكان عمر بن الخطاب يقول حين بلغه أن الدبر منعه: حفظ الله العبد المؤمن؛ كان عاصم قد وفي له في حياته فمنعه الله منهم بعد وفاته كما امتنع منهم في حياته.
توفي عاصم وله من الولد محمد؛ أمه هند بنت مالك بن عامر من بني جحجبا بن كلفة.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4sdt2n8j

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"