دبي: محمود محسن
كشف سالم حميد المري، المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء، أن عملية استكشاف القمر من خلال مهمة المستكشف راشد تحتمل النجاح أو عدمه بنسبة 50%، وذلك عقب انضمامه في مدار القمر، استعداداً للهبوط على أرضه بعد نحو أسبوعين في 25 من إبريل المقبل، مؤكدًا أنه لأول مرة في تاريخ الدولة والمنطقة والعرب، توجد حول كوكب الأرض وكواكب أخرى والقمر، مهمات بشرية واستكشافية وعلمية في نفس الوقت، لافتاً إلى أن هذه التطورات غير مسبوقة لنا كعرب ونعيش حالياً عصراً ذهبياً فضائياً، ومع كل مهمة نقوم بها نخوض محطات مفصلية عديدة في هذه المسيرة.
جاء ذلك خلال «لقاء من الفضاء» الحدث الذي نظَّمه مركز محمد بن راشد للفضاء للإعلاميين، أمس الأول، بحضور أكثر من 130 ممثلاً لجهات إعلامية محلية ودولية في متحف المستقبل، حيث أتيحت لهم الفرصة من خلال اتصال مباشر من محطة الفضاء الدولية لمدة 20 دقيقة، مع رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، للحديث عن أبرز المهام والتجارب التي يقوم بها ضمن أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب.
تحدّيان جديدان
بيّن سالم المري أن البحوث على سطح القمر بحد ذاته فيها مخاطرة كبيرة، نظراً لبيئة القمر الصعبة، حيث ينعدم الغلاف الجوي، كما لا يوجد احتكاك لمركبة الهبوط مع الهواء للتخفيف من تسارع عملية الهبوط، وعليه تم الاعتماد بالكامل في هذه المرحلة على استخدام أنظمة الدفع، لافتاً إلى أن عملية وصول مستكشف للقمر والهبوط على سطحه لم ينجح بها سوى 3 دول على مر التاريخ، هم الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد السوفييتي والصين، وتطمح الإمارات أن تكون رابع دولة تنجح في الهبوط على سطح القمر وتواصل عمليتها عليه.
وأوضح أن الإمارات على مشارف محطتين جديدتين لها في الأسبوعين المقبلين، يحدثان لأول مرة في تاريخ المنطقة، حيث تعد المحطة الأولى مع المستكشف راشد، إذ يواجه تحديين جديدين أولهما خروج المستكشف من مركبة الهبوط، ضمن عملية آلية بالكامل، والتحدي الثاني تشغيل المستكشف بنجاح والبدء في المهمة، وهي لحظة تاريخية نتمنى النجاح فيها مع شركائنا الدوليين.
مهمة دقيقة
بالحديث عن المحطة الثانية، أوضح سالم المري، أنها تتمثل في مهمة «طموح زايد2»، مع سلطان النيادي الذي سيصبح أول رائد فضاء عربي يخوض مهمة في الفضاء والسير خارج محطة الفضاء الدولية، مؤكداً أنها محطة جديدة تحتفي بها الإمارات وتتطلع إلى ما بعدها، حيث تم تأهيل النيادي بجميع التدريبات الطويلة والتي امتدت لمدة 5 سنوات، تحضيراً لكل ما تطلبه المهمة، من ضمنها السير خارج المحطة، الأمر الذي تطلب أكثر من 10 عمليات تدريبية خاصة نفذها النيادي، واستغرقت كل عملية ما بين 6-8 ساعات في أكبر حوض في العالم، في داخله مجسم يحاكي محطة الفضاء الدولية.
وأكد أن عملية الخروج من المحطة تعتبر مهمة دقيقة جداً وفيها خطورة وصعوبة، ولا يتم إقراراها إلا عند الضرورة وبعد التجهيز والتدريب الكامل لها، مشيراً إلى أن مهمة النيادي تاريخية بكل جوانبها، ونحن على ثقة بأنه سيؤديها على أكمل وجه إن شاء الله، ونتمنى له ولزميله ستيفن بوين كل التوفيق في السير خارج المحطة.
مهمات وتجهيزات
حول أهمية السير خارج محطة الفضاء الدولية، وأبرز مهام رواد الفضاء على متنها، كشف المهندس عدنان الريس، مدير مهمة «Crew-6» في برنامج الإمارات لرواد الفضاء، ل «الخليج» أن رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي بمشاركة رائد فضاء من وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، بمهمة السير خارج محطة الفضاء الدولية بتاريخ 28 إبريل المقبل، وتكمن أهمية المهمة في تغيير نظام الاتصال على محطة الفضاء، وأيضاً تمهد لتثبيت الألواح الشمسية من قبل باقي رواد الفضاء الآخرين، خلال مدة 6 أشهر.
وبيّن وجود العديد من المخاطر في المهمة، سواءٌ البيئة القاسية للفضاء الخارجي، حيث تتفاوت درجات الحرارة بين الارتفاع والانخفاض، إلى جانب وجود الإشعاعات، لافتاً إلى أن رواد الفضاء مجهّزين ببدل خاصة تقي من الإشعاعات ودرجات الحرارة المختلفة، إلى جانب تجهيزها بأنظمة للمحافظة على حرارة أجسامهم ونسبة الضغط، إضافة إلى وجود نظام اتصال يمكّن رواد الفضاء من التواصل مع زملائهم في محطة الفضاء الدولية والمحطات الأرضية.
من جانبه، تحدث رائد الفضاء سلطان النيادي، في اتصال مباشر من على متن محطة الفضاء الدولية، عن مدى تأقلمه مع طبيعة الحياة في الفضاء بعدما قضى 40 يوماً على متن محطة الفضاء الدولية، كما تحدث عن أهم التجارب العلمية التي نفذها حتى الآن، والتي شملت إجراء تجارب على أنسجة القلب، وعلاج مرض السكري، واختبار إمكانية طباعة أنسجة غضروف الركبة في الفضاء، كما تحدث عن جمال الأرض، كما يراها من الفضاء، وأهمية حماية الكوكب والحفاظ عليه، ومن المقرر تنظيم حدث «لقاء من الفضاء» في عدد من الإمارات الأخرى، على أن يكون الحدث التالي في السلسلة خلال شهر مايو المقبل.