عادي

4 طرق لتحويل رفض الوظيفة إلى مكاسب

23:54 مساء
قراءة 5 دقائق
Video Url
1

إعداد: أحمد البشير

لا أحد يحب الرفض، والتعرض للرفض لوظيفة ما يولّد شعوراً مؤلماً ويشكّل تجربة قاسية. وقد يكون عدم مواجهتك لبعض حالات الرفض في حياتك المهنية أمراً مستحيلاً، لكن هذا لا يجعل من تعرضك للرفض للحصول على الوظائف أكثر سهولة.

ومن المؤلم أن تُرفض لوظيفة كنتَ قد قدمتَ أداء متميزاً في مقابلة العمل التي أجريت معك لنيلها، وشعرتَ بأنها ستكون مفتاح تطوير مسيرتك المهنية بعد الرد المتكرر بالرفض على سجل خبراتك ومهاراتك أثناء بحثك عن وظيفة، أو عندما تكون بحاجة إلى سداد فواتيرك دون مصدر للدخل، ومن السهل أن تشعرك هذه التجربة وكأن هموم العالم بأكمله تقع عليك ويصبح الحفاظ على إيجابيك وتفاؤلك أكثر صعوبة.

وعلى الرغم من ذلك، عليك أن تتحلى بالشجاعة التي تجعلك تختار رؤية هذه التجارب التي تعرضت فيها للرفض من منظور مختلف. وليس من السهل القيام بذلك، لكنه يستحق الجهد، ويمكن أن يساعدك على اكتشاف الفرص التي كنت ستفوّتها لولا ذلك.

لذلك، قمنا بتجميع قائمة من 4 طرق لتحويل الرفض للوظيفة إلى مكسب لصالحك:

1- كن صادقاً مع نفسك

أولاً، لا تجلد نفسك بسبب استيائك من تعرضك للرفض، فتجربة الرفض هي أمر لا بد منه، لكوننا بشر. اسمح لنفسك في أن تشعر بألمك وحزنك وغضبك وغيرها من المشاعر التي قد تتكون داخلك نتيجة للرفض، فالسماح لنفسك بالحزن أو الغضب أو الإحباط هو خطوة مهمة يجب اتخاذها لتقبّل تعرضك للرفض والتعافي منه.

افعل كل ما بوسعك للتنفيس عن مشاعرك، فلا بأس أن تكون عاطفياً لمدة يوم أو بضعة أيام أو حتى أسبوع، لكن بعد ذلك، من الضروري أن تمضي قدماً في حياتك، فربما رفضك لهذه الوظيفة يمنحك فرصةً جديدة لوظيفة أفضل. أعلم أن القول أسهل من الفعل، لكن الشعور بالحزن والأسف على نفسك لن يمنحك الوظيفة التي تريدها، وستبقى عاطلاً عن العمل إذا لم تتغلب على تعرضك للرفض. كن متأكداً أن هناك عرضاً رائعاً ينتظرك في مكان ما، لكنه لن يأتي إليك ويطرق بابك؛ بل يجب أن تسعى إليه.

وتذكّر ألا تأخذ الرفض على محمل شخصي حتى لو وصلت إلى المرحلة النهائية. فالنظر إلى الرفض للوظيفة على أنه هجوم شخصي يعني إعداد نفسك للفشل، حيث إن جميع أنواع الأفكار السلبية عن نفسك قد تبدأ في مراودتك. ولمساعدة نفسك على رؤية الأشياء من وجهة نظر أخرى، يمكنك التفكير في الوقت الذي رفضْتَ فيه شخصاً للقيام بمهمة ما. هل رفضته بسبب هويته؟ هل كان الأمر شخصياً؟ هل كان الرفض بسبب شيء لم يعجبك بشأنه؟ ها أنت ذا، لديك الإجابة عن سؤالك الآن. ربما كنت تعتقد بأنك بذلت قصارى جهدك وقدمت أفضل ما لديك عند التقدم للوظيفة المعنية، لكن الحقيقة هي أن أفضل ما لديك ربما لم يكن كافياً. لذا استعِد ثقتك بنفسك وابدأ في معرفة كيفية النظر إلى الجانب المشرق في أكثر الأشياء سوءاً. وهذا يقودنا إلى النقطة التالية.

2- اطلب الملاحظات من مدير التوظيف

ربما لا يكون طلب الملاحظات والتعليقات من مدير التوظيف بعد أن تم رفضك للوظيفة التي تقدمت إليها من أولوياتك في الوقت الحالي، وعلى الأرجح أنك ترغب في وضع تلك الملاحظات خلفك والمضي قدماً. ومع ذلك، فإن تلقي التعليقات والملاحظات يُعد خطوة حاسمة في تحويل رفضك إلى مكسب لصالحك. فمن خلال التواصل مع مدير التوظيف بعد الرفض، يمكنك تحسين فرصك في الحصول على وظائف أخرى، حيث يمكنك الحصول على معلومات حول كيفية تحسين مهاراتك وأفضل طريقة لتسليط الضوء على مؤهلاتك.

كما أن طلب التعليقات من مدير التوظيف بعد الرفض يوضح مدى استثمارك في تطوير نفسك وتحسين مهاراتك، وقد يُظهرك أمام مدير التوظيف شخصاً مخلصاً جديراً بالاعتبار كأحد الأصول القيّمة لدى الشركة إذا تم تعيينك. ومن يدري، فقد يتم التفكير في إمكانية فتح منصب مماثل في الشركة أو التوصية بك لشخص آخر خارج الشركة، حيث من المرجح أن يكون مدير التوظيف على دراية بالمناصب المختلفة المتاحة في مجاله.

ولطلب الملاحظات والتعليقات، تواصل مع مدير التوظيف من خلال نفس الوسيلة التي تواصل معك عبرها، وعبّر له عن شكرك واذكر سبب تواصلك معه، واطلب المشورة التي تريدها بأسلوب مهذب.

3- قم ببناء شبكة علاقاتك الاجتماعية
بعد إنشاء خطة التنمية الشخصية الخاصة بك والالتزام بها، يحين الوقت لتحديد أنواع الوظائف التي ترغب في متابعتها والتقدم إليها، وأفضل طريقة للحصول على هذه الوظائف هي الاستفادة من شبكة معارفك الاجتماعية. أظهرت دراسة أجراها موقع «لينكد إن» أن 80% من المهنيين يعتبرون بناء شبكات علاقاتهم الاجتماعية أمراً بالغ الأهمية لتحقيق النجاح المهني والارتقاء في السلم الوظيفي.

لقد حان الوقت لخروجك من منطقة الراحة والتعرف إلى أشخاص جدد، ويمكنك تحقيق ذلك من خلال حضور الفعاليات الاجتماعية والمهنية وجمع بطاقات الأعمال والتواصل مع مَن هم في نفس مجالك على مواقع التواصل الاجتماعي. ولا تنسَ أيضاً التعليق على منشوراتهم وإبداء الإعجاب بها ومشاركتها بانتظام. وبأسرع مما كنت تتوقع، ستكون قد شكلت علاقة معهم قد تؤدي إلى حصولك على فرصة عمل رائعة. فقط تذكر أن بناء شبكة علاقاتك الاجتماعية يتضمن توطيد علاقتك تدريجياً بمعارفك. لا تقفز مباشرة إلى طلب توظيفك، فهذا يؤدي إلى الشعور بالنفور لمعظم الناس؛ بل ابدأ ببناء علاقة أولاً واحرص على إجراء اتصالات حقيقية. قد يستغرق الأمر بعض الوقت، لكن أفضل الأشياء تستحق الانتظار دائماً.

4- أنشئ خطة تنمية شخصية
قم بإنشاء خطة تنمية شخصية إذا لم تكن لديك واحدة بالفعل. وإذا كانت لديك خطة، فقم بتحديثها وفقاً للملاحظات والتعليقات التي حصلت عليها. تعد خطة التنمية الشخصية استراتيجية مفصّلة تسمح لك بأن تكون استباقياً ومنتجاً خلال هذه الفترة الحساسة بدلاً من الاستياء وانتظار حدوث الأشياء دون السعي إليها.

كما تساعدك هذه الخطة على أخذ زمام المبادرة لتطوير نفسك حتى لو كان ذلك لمجرد أن تُثبت لمدير التوظيف أنه قد فوّت فرصة توظيف مرشح رائع. إنها خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، لأنها قد تساعدك في العثور على إجابات لجميع أسئلتك حول أسباب رفضك مع مساعدتك في التخطيط والمضي قدماً. يُمكنك اعتبارها كخارطة طريق تصل بك إلى تحقيق هدفك والحصول على عرض توظيف أفضل.

ولإنشاء خطة تنمية شخصية، ابدأ بتحديد منصبك الحالي في حياتك المهنية، وما هو المنصب الذي تطمح إلى الوصول إليه. ما هي تجاربك الشخصية؟ ما هي مهاراتك ومواهبك؟ ما هي المهارات التي ترغب في تعلمها أو تحسينها لديك؟ أجب عن هذه الأسئلة بصدق ثم تابع مسيرتك بوضع وتحقيق أهداف صغيرة قابلة للتحقيق. إليك فيما يلي مثال على هدف صغير قابل للتحقيق وهو «إكمال دورة تدريبية حول إدارة المنتجات في الأيام الثلاثة المقبلة» أو «الحصول على شهادة في التسويق بحلول شهر مارس». حدد موعداً لتحقيق هذه الأهداف، فهذا يجعل الأمور أكثر سهولة. وقم بتحديث أهدافك وإجراء تقييم ذاتي بانتظام ثم قم بإجراء التحسينات عند الضرورة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2yn4dmbv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"