عادي

شاب نمساوي يُعيد إحياء استخدام القش في السقوف المنزلية

16:46 مساء
قراءة 3 دقائق
يسعى ياكوبوس فان هورنه -وهو عالِم سابق في المنظمة الأوروبية للبحوث النووية- إلى ترك وظيفته ليعمل في مجال تصنيع السقوف؛ لإعادة إحياء مادة القش المعروفة بفوائدها البيئية.
يثير منزل هورنه الدهشة عند رؤيته؛ إذ يتميز سقفه البالغة مساحته مائتي متر مربع بالقش المرصوص المتأتّي من قصب يزرعه محلياً على ضفاف بحيرة نيوزيدل (شرق) المذهلة، التي تتميز بمنظر طبيعي أدرجته اليونسكو ضمن قائمتها للتراث العالمي.
ويقول عالم الفيزياء -37 سنة- الذي لم يتردد في التخلي عن وظيفته في المنظمة الأوروبية للبحوث النووية في سويسرا لإدارة عمل عائلته إنّ «تغطية سقف منزل كهذا بالقش تستغرق أسبوعين فقط».
وبعد موسم الحصاد الشتوي يزيل ياكوبوس الحشائش الضارة من القش ويربطه في حزم، معتمداً تقنية ورثها عن والده، وهو هولندي هاجر إلى النمسا في ثمانينيات القرن العشرين.
ياكوبوس ليس نادماً على القرار الذي اتخذه، إلا أنّه يبدي قلقاً في شأن الصعوبات فيما يتعلق بعملية الإنتاج، مشيراً في هذا الخصوص إلى الصين التي تعتمد أسعاراً مغرية وتستحوذ على 80% من حصة السوق في أوروبا.
ولا يُعد شراء القصب من شنغهاي أغلى من تأمينه من أوروبا بالنسبة للمشترين في هولندا، وألمانيا، وإنجلترا، وفرنسا على حد قول ياكوبوس. وفي ظل التضخم الحاصل، تصعب مضاهاة أسعار الصين المنخفضة.
«خطوة حتمية»
كان للجفاف الذي سُجّل في أوروبا دور في زيادة تعقيد المسألة؛ إذ لم يكن الحصاد جيداً ولم ينضج القصب، فينبغي من ثَم تخفيض الأسعار بصورة كبيرة.
بعدما كان استخدام القش شائعاً في هذه المنطقة القريبة من المجر استُبدل به في القرن العشرين القرميد وحجر الأردواز، وهما مادتان عصريتان أكثر، إضافة إلى أنهما أقل قابلية للاشتعال، وهو عامل يؤثر في تكلفة التأمين.
وشهد القش خلال السنوات الأخيرة انتعاشاً في أوروبا نظراً لما يتميز به من ناحية العزل الحراري والصوتي.
وفي ظل ظاهرة التغير المناخي والشح في الموارد تشكل «العودة إلى مواد البناء البيئية» التي كانت تُستخدم في بناء المنازل بجبال الألب خلال عصر ما قبل التاريخ على ركائز متينة خطوةً «حتمية» على ما يؤكد الخبير في جامعة فيينا أزرا كورجينيك.
يتمتع القش القابل للتحلل ببصمة كربونية خفيفة، إذا ما وُضعت «دورة حياته بأكملها؛ أي من إنتاجه إلى التخلّص منه» في الاعتبار.
ويشير ياكوبوس إلى أنّ القش خفيف الوزن وكلفته مماثلة لكلفة سقوف القرميد، كما أنه لا يتطلب سطحاً متيناً جداً ويمكن اعتماده لأربعين سنة. إضافة إلى قدرته على تخزين ثاني أكسيد الكربون من خلال عملية تمثيل ضوئي أكبر من تلك الخاصة بالغابات.
ويقول المهندس المعماري الفرنسي من أصل نمساوي رافاييل باوتشتز: «إنّ المشكلة لا تكمن في المادة في حد ذاتها بل في تدريب الحرفيين والضغط الذي تمارسه المجموعات الكبرى».
ويضيف: «إنّ القش وكل المواد التي لم تخضع لعملية تحويل كيميائية، وتُقيَّم استناداً إلى الحرفي ومهاراته لا تثير اهتمام الصناعيين».
ورغم ذلك، يرغب محبو القصب في الحفاظ على معنوياتهم مرتفعةً. ويشير المهندس المعماري إلى «مشاريع تُنفذ في مختلف الأماكن».
وتشيد منسقة الرابطة الفرنسية لسقوف القش مارين لوبارك بـ«الاهتمام الحديث الذي يولَى للقش وللمواد الطبيعية عموماً».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8tuwja

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"