أرض الفنون

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

بدعوة من دار فان كليف العالمية، بالتعاون مع مبادلة، حضرت بالأمس عرضاً فنياً مبهراً، في جامعة نيويورك بأبوظبي. جميل العودة إلى أماكن الدراسة، والدخول بهدوء في حياة الطلاب، كانت هذه زيارتي الأولى للجامعة، كنت أظن لوهلة أنني لست في الإمارات، في دولة أجنبية شهدت لها جامعاتها، كانت الطبقة الغالبة على الطلاب كل الجاليات وقلة قليلة جداً من مواطني البلد، الخليط المتواجد كان متجانساً، والحرم الجامعي كان مبهراً، مكان مفتوح يستطيع أي زائر أن يدخله دون قيود ويتمشى في أروقته، التساهل الواضح كان جميلاً ويعطي انطباعاً بأن التعليم تغير، والقيود لم تعد مهمة إن احترم الكل المكان، واحترم الناس خصوصيته.
حضرت العرض المبهر، في كلية الفنون، على مسرح بتقنياته عالمي، لم أكن أعلم بوجوده قبل أن يعرّفني به مستضيفي. الحفل والعرض قد أحضر من فرنسا، لأبطال عالميين في تسلق الجبال، وبطل عالمي كسر الأرقام العالمية مرات كثيرة في المشي على الحبل في ارتفاعات شاهقة، كان متقناً ومخيفاً في نفس الوقت، متقناً من قبل العارضين الذين استمروا في التناغم والحركة لساعة ونصف الساعة، ومخيفاً لأننا كبشر نبقى في خوف وترقب من أن يصيبهم أي سوء لصعوبة ما قاموا به، باختصار كانت قصة الحياة والموت، قصة المجازفة والتناغم مع الجسد، وما يمكن أن تقدمه لنا كل الحواس متى ما كان هناك انفصال تام عن هموم الحياة.
 التقيت مدير الكلية، وأحد منفذي الجدار الخاص بالعرض، ليخبرني أن الفريق كان متخوفاً؛ لأنها المرة الأولى التي يتم بناء جدارهم الخاص بالعرض والتسلق من قبل فريق خارجي، لكن التقنيات التي تواجدت في الكلية كانت على قدر المسؤولية، المسرح وفريقه مبهر، ودخول دور عالمية وشركة مثل مبادلة في دعم الفن والفنون هو نقلة نوعية لمكانة الإمارات عالمياً في استضافة مثل هذه الأحداث الخاصة، ونتمنى أن يمتد هذا الدعم لعروض محلية تكون بنفس المستوى وأن تدعم الفنون أيضاً بكافة أنواعها، وأن يستفاد من وجود مثل هذه المسارح في الدولة والتقنيات والتعريف بها، الجامعات كثيرة اليوم، لكننا نجهل ما لديها من إمكانيات لربما تغنينا عن بناء الأشياء من الصفر في أحداثنا وفعالياتنا، يجب التعريف بها، وأن تقوم مثلاً وزارة الثقافة والمؤسسات الثقافية بتقصي هذه الأماكن ووضع دليل إرشادي لإمكانياتها، والتعاون مع الجامعات والكليات في خلق توليفة حية، واستقدام واستحداث فعاليات محلية وعالمية.
التجربة كانت بكل صدق مختلفة بالنسبة لي، والالتقاء مع فريق العرض والحديث معهم، وسؤالهم عمّا قدموه جعلني أدرك أننا نتفق في أن الحالة الإبداعية مع كل التعب الذي فيها والمشقة والتفرد في الدخول لعوالم لم يطرقها أحد غيرنا هي الطريق الذي سيجعلنا مختلفين، شكراً لدار فان كليف العالمية وشركة مبادلة وجامعة نيويورك في أبوظبي على ليلة استثنائية لا تنسى.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p93ew42

عن الكاتب

مؤلفة إماراتية وكاتبة عمود أسبوعي في جريدة الخليج، وهي أول إماراتية وعربية تمتهن هندسة البيئة في الطيران المدني منذ عام 2006، ومؤسس التخصص في الدولة، ورئيس مفاوضي ملف تغير المناخ لقطاع الطيران منذ عام 2011

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"