عادي
واحدة من أكبر الثروات العائلية في العالم

صراع الـ 14 مليار دولار يهدد إمبراطورية هندوجا مترامية الأطراف

22:48 مساء
قراءة 3 دقائق

لعقود من الزمان، أدار سريتشاند هندوجا إمبراطورية تجارية مترامية الأطراف يعود لها الفضل في بناء واحدة من أكبر الثروات العائلية في العالم، والتي يعود تاريخها إلى أكثر من قرن.

وأثارت وفاة هندوجا عن عمر ناهز 87 عاماً تساؤلات حول من سيخلفه في رئاسة المجموعة، إذ لا تزال المعارك القانونية قائمة بين أفراد العائلة الواحدة لسنوات للسيطرة على استثمارات المجموعة والتي تشمل بنوكاً وشركات إعلام وطاقة، وهذا يهدد بتمزيق الشركة التي كانت متماسكة يوماً ما.

وأصبح جوبيشاند هندوجا، 83 عاماً، أكبر أفراد العائلة البريطانية الهندية سناً بعد وفاة سريتشاند يوم الأربعاء الماضي في لندن. ودخل مع شقيقيه الأصغر منه، براكاش 77 عاماً، وأشوك، 72 عاماً، على مدار السنوات الثلاث الماضية في معارك قضائية بسبب رسالة وقّعها الأشقاء الأربعة، تفيد بأن أي أصول يملكها أحدهم هي ملك للجميع.

وعلى الرغم من أن الأسرة دعت إلى هدنة لتهدئة الصراع المرير على السلطة في نوفمبر، إلا أن الشهر الماضي كشف عن أنهم لا يزالون يتفاوضون بشكل سري لتسوية القضايا ذات الصلة.

وتمتلك العائلة، التي تمتد على أربعة أجيال على الأقل، ثروة إجمالية تبلغ حوالي 14 مليار دولار، ما يجعلها من بين أغنى 20 أسرة في آسيا، وفقاً لمؤشر بلومبيرغ للمليارديرات.

الاختبار الحقيقي

وقال ديفيد هوكينز، المؤسس المشارك لشركة استشارات الأعمال العائلية «بيرشيرون»، عن وفاة سريتشاند: «هذا هو الاختبار الحقيقي لوقف الصراع الأخير بين أفراد عائلة هندوجا».

ويضع هذا الصراع على المحك إحدى أكبر المجموعات التجارية في العالم والتي توظّف أكثر من 200 ألف شخص حول العالم.

وتشمل أصول مجموعة هندوجا، أصولاً كبيرة في الشركات الهندية المدرجة، من شركة صناعة السيارات «أشوك ليلاند» إلى بنك «أندوسلند» ومقره مومباي. كما تعمل العائلة على تجديد فندق قرب شارع «داونينغ ستريت» وسط لندن، حيث تملك مجموعة من المنازل الفخمة المطلة على حديقة «سانت جيمس بارك». وكذلك، اشترت شركة استثمارات عقارية تابعة لها، أكثر من 250 فداناً من الأراضي في مدن هندية كبرى.

ومنذ حوالي ثلاثة عقود، أسس سريتشاند، بنكاً سويسرياً أصبح محور معركة قانونية في المملكة المتحدة بين العائلة. وظهر الخلاف للعلن في عام 2020، بسبب مزاعم سريتشاند بأن أشقاءه الثلاثة كانوا يحاولون انتزاع السلطة منه. ويشغل حفيد سريتشاند، 32 عاماً، واسمه كرم، منصب الرئيس التنفيذي لمصرف «هندوجا بنك»، ومقره في جنيف، في حين أن ابنته شانو، التي تبلغ من العمر 59 عاماً، رئيسة مجلس إدارة البنك.

وأسس والد الأشقاء الأربعة، بارماناند، الشركة العائلية في 1914 بإقليم السند في الهند البريطانية. وبدأت الشركة في تجارة السلع الأساسية واستيراد السجاد، ثم سرعان ما نوعت استثماراتها، مع نجاحها المبكر في توزيع أفلام بوليوود خارج الهند.

وبارماناند، الذي توفي في عام 1971، غرس لدى أبنائه شعاراً تعاهدوا على الالتزام به، يقول: «الجميع يملكون كل شيء وما من شيء عائد لأحد دون غيره».

الدليل الاسترشادي

والتزم الأشقاء بتلك السياسة لعقود، ووصفوها بأنها دليلهم الاسترشادي. إلا أن تلك الجبهة الموحدة انهارت في سنوات سريتشاند الأخيرة، والتي عانى خلالها أحد أنواع الخرف.

وقال ليون فرناندو دل كانتو، وهو محام مقره في لندن ويعمل مع الأثرياء: «حاول الأشقاء إرشاد أنفسهم من خلال شعار فضفاض للغاية. وفي هذه الحالة، ستقرر المحاكم مستقبل النزاع في ظل غياب اتفاقيات واضحة أو دستور للعائلة».

واتفقت ابنتا سريتشاند وأشقاؤه، كجزء من هدنة العام الماضي، على تمزيق رسالة تعود إلى عام 2014، توضح المبادئ التي توحّد العائلة، ما يزيد من فرصة تقسيم مجموعة الشركات.

ومع ذلك، تزداد هشاشة الهدنة. فاتفاق الهدنة نفسه لا يزال يحتاج إلى التوقيع، في وقت لا تزال لدى الأسرة مسائل عالقة تخص الإدارة والخلافة، حتى من قبل وفاة سريتشاند. وقد تؤدي تلك العوامل إلى دعاوى قضائية مستقبلية في المملكة المتحدة أو أي مكان آخر في أرجاء إمبراطورية عائلة هندوجا.

(بلومبيرغ)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n8k3k2z

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"