مخالفات رادعة

00:51 صباحا
قراءة دقيقتين

القوانين في الإمارات تواكب كل المتغيرات والظواهر، وتسعى لتعالج مختلف التحديات؛ حمايةً للمجتمع، وسعياً لتوفير الأمن والاستقرار والنظام، وطوال السنوات الماضية كانت وزارة الداخلية في مواكبة مستمرة للتطورات في المجتمع من أجل الخروج بقانون حديث للسير والمرور الاتحادي يلمّ بجميع المتغيرات ويجد حلولاً للمستجدات التي طرأت، ومنها ما يتعلق بثقافة التعامل مع العوامل الجوية كالأمطار، وكذلك عبور الأودية التي شكلت ظاهرة خلال الفترة الأخيرة تسبّبت في وفاة كثير من الأشخاص، وتشكيل عبء على فرق الإنقاذ.

3 مخالفات جديدة استحدثها مجلس المرور الاتحادي تتعلق جميعها بالتصرف الآمن أوقات الطوارئ وحالات الجو الشديدة، وهي أمور يجب ألّا يستهان بها، وأن يكون الالتزام بها ناتجاً عن إيمان عميق وراسخ بخطورتها وتأثيرها السلبي على الآخرين، وليس خوفاً من الوقوع في غرامة مالية أو نقاط سوداء؛ لأن الاقتناع الحقيقي والصادق بالمخالفة وخطورتها هو المدخل السليم للسلوك الإيجابي تجاهها، الذي يضمن الحفاظ على السلامة، وعدم الزج بالنفس إلى التهلكة وتعريض حياة الآخرين للخطر.

جميع المخالفات المستحدثة مهمة، ويجب أن تلقى التجاوب التام من السائقين وأولها مخالفة «التجمهر بالقرب من أماكن الأودية والسيول والسدود خلال الأجواء الماطرة»، وغرامتها 1000 درهم و(6) نقاط مرورية تضاف لملف السائق، وهي مخالفة تتكرر كثيراً خلال تلك الأوقات، وتسبّبت بحوادث كبيرة تمّ تداول صورها ومقاطعها في وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى مخالفة «دخول الأودية أثناء جريانها أيّاً كان مستوى خطورتها»، والتي أصبحت غرامتها 2000 درهم و(23) نقطة مرورية، إلى جانب حجز المركبة 60 يوماً؛ حيث يمكن ملاحظة التشدد فيها والذي يتسق وخطورة هذا الفعل.

أما المخالفة الأخيرة وهي التي يجب ألّا تقترن بأي سائق فهي «إعاقة الجهات المختصة من القيام بأعمالها بشأن تنظيم حركة السير والمرور والإسعاف والإنقاذ أثناء الطوارئ والكوارث والأزمات وسقوط الأمطار وجريان الأودية» وغرامتها 1000 درهم و(4) نقاط مرورية وحجز المركبة 60 يوماً؛ لأنه من المفترض أن تحظى جهات والإسعاف والإنقاذ بالتعاون التام من الجميع، وألا يكون أي منا سبباً في تأخيرها عن القيام بأدوارها الحساسة في هذا المجال.

نتمنى من الجميع إدراك حقيقة مهمة، وهي أن القوانين تستهدف حمايتهم، وأن التشدد في المخالفات بمنزلة رادع للمتهورين، لكننا نحتاج أيضاً إلى وعي مجتمعي بخطورة تلك الأفعال التي بات البعض يمارسها دون تقدير لخطورتها، من أجل هوس التصوير أو اللامبالاة أو الاعتقاد بأنه يقود مركبة قوية، لكن كل ذلك لا ينفع ولا يجدي أمام قوة الطبيعة التي تقول كلمتها خلال لحظات.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5xbabnat

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"