عادي
في المعرض الذي احتضن 29 مشروع تخرج للدفعة الثانية

خريجو معهد دبي للتصميم يبدعون في الذكاء الاصطناعي والاستدامة

20:24 مساء
قراءة 4 دقائق
محمد عبد الله وهاني عصفور وخديجة البستكي خلال المعرض
DIDI Senior Project 1

دبي: زكية كردي

  • هاني عصفور: علينا أن ننتقل من المعرفة إلى الحكمة
  • محمد رزين: أزيائي الحية تصور العلاقة مع الملابس
  • هالة القصبي: الحفاظ على العربية مشروع مستمر

«الذكاء الاصطناعي» كان أحد أبرز العناصر التي وظفها خريجو الدفعة الثانية في معهد دبي للتصميم والابتكار، في المعرض الذي يقام خلال الفترة من 23 مايو/ أيار، إلى الأول من يونيو/حزيران المقبل، في حي دبي للتصميم، ويحتضن 29 مشروع تخرج، مسلطاً الأضواء على مواضيع تشعبت في مختلف مجالات الحياة، وتشابكت في مساراتها العملية باعتماد نهج الاستدامة، وتوظيف الذكاء الاصطناعي بحكمة، والبحث عن حلول تخدم الإنسانية، وتُسهم في التخفيف من معاناة الناس أمام التحديات الصحية والمرضية.

للحفاظ على اللغة العربية ابتكرت الطالبتان هالة القصبي ونورة مكي مشروعاً توعوياً يدرس مشكلة جيل «الجنزي» أي الجيل الجديد الذي يتحدث الإنجليزية، ولا يتقن العربية، وقالت القصبي: «حاولنا أن نتقصى أسباب هذه الظاهرة هنا في الإمارات، ووجدنا أن الأمر يبدأ من الطفولة المبكرة؛ حيث إن أكثر من 60% من الأطفال الصغار يتركون مع الخادمات المساعدات للأعمال المنزلية خلال عمل الأهل، وهنا يبدأ التواصل باللغة الإنجليزية، بعدها ننتقل إلى المرحلة التي تليها؛ حيث يفضل معظم الأهل المنهاج البريطاني، أو الأمريكي للدراسة، وأيضاً الألعاب تعتمد على اللغة الإنجليزية، والتواصل مع الآخرين في هذا المجتمع المنوع».

وتتابع: «أصبح الأهل يجدون أن التواصل بالإنجليزية أسهل، ولهذا يفقد الأبناء لغتهم الأم بالتدريج، أما الحلّ فيكون عن طريق دراسة المصادر المرتبطة باللغة العربية وتعزيزها، أي عناصر التراث ومنها الطعام والألعاب والعادات وغيرها، ولهذا اخترعنا لعبة ورق مطبوعاً عليها عبارات جذابة عن اللغة العربية، فالحفاظ على العربية مشروع مستمر».

يستكشف المعرض هذا العام مختلف تخصصات التصميم، بدءاً من تصميم المنتجات إلى الوسائط المتعددة، مع التركيز بشكل خاص على الاستدامة قبيل مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP 28).

وتعكس المشاريع المعروضة نهج المعهد في إيجاد حلول إبداعية ومبتكرة قائمة على البيانات وتثري المجتمعات والبيئة، انطلاقاً من الملابس متعددة الاستخدامات التي تم إنشاؤها باستخدام تقنيات قص نمطية للحد من هدر الأقمشة إلى النحت تحت الماء باستخدام صدف البلوتون لدعم الحياة البحرية.

فحص الأسنان

اخترعت الطالبة دليلة منصور جهازاً شخصياً يساعد على فحص الأسنان بسهولة، وهو موصول بتطبيق يوضح طريقة استخدام الجهاز لأخذ صورة للأسنان بسهولة، وتوضيح المشاكل الموجودة في الأسنان، وتقول: «الميزة في التصميم أنه سهل الاستخدام؛ كونه يعتمد شكلاً أقرب إلى الفرشاة، وهو مزود برؤوس صغيرة يمكن استبدالها بسهولة».

ألعاب ذهنية

في مجال الخدمات الطبية ذاته، انطلقت الطالبة مريم بن سلوم إلى تقصي معاناة مرضى الزهايمر والمحيطين بهم؛ لتتعرف إلى معاناتهم عن قرب، وتعمل على دراسة الأشياء التي تساعد في التخفيف من الأعراض والحد من تدهور حالة المريض، وتقول: «بعد إطلاعي الواسع على تفاصيل المرض وحيثياته، اخترعت لعبة صغيرة تحتوي على عدد من الأقسام التي تتعلق بالانطباعات والتواصل مع المحيطين، وأيضاً الألعاب الذهنية التي تساعد في تحسن الحالة المزاجية والصحية للمريض».

فكرة مبتكرة

يقدم الطالب محمد صالح رزين فكرة مبتكرة، عبارة عن اختراع خامة خاصة من المواد الطبيعية الحية لها أكثر من نوع، ويقول: «هذه الخامة المصنعة من النشا مزودة بالبذور، وعمر الزي حوالي ستة أشهر تقريباً، حيث تنمو البذور لتبدو كالأعشاب الصغيرة، ومن ثم تذبل، وهي قابلة للتحلل، ويضيف أنه أراد أن يلفت انتباه الناس لإعادة التفكير بعلاقتهم بملابسهم والشعور بها، فأزيائي الحية تصور العلاقة مع الملابس».

وقال محمد عبد الله، رئيس معهد دبي للتصميم والابتكار في تعليقه عن المعرض: «الابتكار هو حقيقة في عالم المستقبل. فنحن نعمل باستمرار على وضع رفاهية وسعادة الناس في جوهر كل تطوير وتصميم. ويتيح معرض الخريجين رؤية التزام معهد دبي للتصميم والابتكار وأعضاء هيئته تجاه القيام بذلك. وسوف يشاهد الزوار بأنفسهم جزءاً من منهج تعليم طلابنا، وعبقريتهم وإبداعهم، وكيف يلعب التصميم دوراً حاسماً في تطور المستقبل».

مستويات متطورة

أوضح هاني عصفور، عميد معهد دبي للتصميم والابتكار، أن الدفعة الثانية من خريجي المعهد استطاعت أن تنتقل بمواضيع الاستدامة والذكاء الاصطناعي إلى مستويات متطورة، وقال: «لدينا العديد من المشاريع التي اعتمد فيها الطلبة على مواد صديقة للبيئة، ولدينا مشاريع متنوعة مثل الأبنية الذكية، ومواضيع أخرى ركزت على احتياجات ذوي الهمم والأمراض المزمنة، فهناك مشروع يعمل على تقديم صورة بديلة لمن يعانون فقدان البصر عن طريق توظيف الحواس الأخرى في إيصال الحس اللوني، وهذا يعكس وعي جيل الشباب بأهمية تقديم المساعدة والتحلي بالمسؤولية الأخلاقية تجاه البيئة والمجتمع».

وأضاف أن المصممين الشباب يعملون على تطوير التكنولوجيا وتطويعها للمساهمة في حل المشاكل الحياتية بمختلف أشكالها، واليوم أصبح الذكاء الاصطناعي واقعاً، وعلينا كهيئات تعليم أن نغير أنفسنا لأنه باقٍ، فإذا كانت مهمتنا في السابق العمل على نقل المعرفة التي أصبحت مهمته اليوم، فعلينا أن ندرك أن مهمتنا الأساسية أصبحت توجيه هذه المعرفات وهذه القدرات، وأن نتطور كجامعات ومعاهد وننتقل من المعرفة إلى الحكمة، لنعلم الطالب كيفية التفكير بطريقة حكيمة، وكيف يتخذ القرارات بخصوص ما يقوم به.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2y2vkk9a

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"