نصح وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، أوكرانيا بالتخلي عن القرم لإنهاء الصراع الحالي، مؤكداً أن اقتراح دخولها إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو» كان «خطأ فادحاً»، وأن توسع الحلف كان يجب أن ينتهي عند حدود بولندا، وفق ما نقلت عنه وسائل إعلام عالمية.
وقال كيسنجر، الذي أكمل هذا اليوم عامه المئة، إن رغبة كييف في الانضمام لحلف شمال الأطلسي، هي التي أدت إلى اندلاع النزاع المسلح، وأضاف أن أوكرانيا بحاجة إلى استعادة الأراضي المفقودة، باستثناء شبه جزيرة القرم.
وتابع السياسي الأمريكي المخضرم: «لم تعد هناك مناطق محايدة بين الناتو وروسيا، وإذا انتصرت روسيا، فإن المفهوم الكامل لوجود الناتو سيتحول إلى غبار». وشدد كيسنجر على أن توسع حلف الناتو كان يجب أن يتوقف في بولندا، حيث كان من الضروري «أخذ المخاوف الأمنية التي أعلنها الرئيس فلاديمير بوتين بجدية».
وأضاف: «بالنسبة لروسيا، فإن خسارة سيفاستوبول، التي كانت دائماً وتاريخياً غير أوكرانية، ستكون سقوطاً، بحيث يصبح تماسك الدولة في خطِر». وأبدى كيسنجر تأييده لإجراءات البيت الأبيض لدعم كييف، وقال إن أوكرانيا حالياً «أفضل دولة أوروبية تسليحاً».
وأكد الدبلوماسي الشهير أنه في نهاية الصراع الحالي، يجب أن تنضم أوكرانيا إلى الناتو، وأضاف: «أنا في موقف مثير للسخرية إنني كنت وحدي عندما عارضت عضوية أوكرانيا، وأكون وحدي تقريباً عندما أدافع عن عضوية الناتو».
وكان كيسنجر، الذي يعد من أتباع الواقعية السياسية دعا في بداية هذه الحرب إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا حتى لو انطوى ذلك على التسليم ببعض المكاسب العسكرية لروسيا.
واحتفل كيسنجر الشهير ب«ثعلب السياسة الأمريكية» في 27 مايو/أيار الجاري، بعيد ميلاده المئة، وهو المسؤول الوحيد في تاريخ الولايات المتحدة الذي عمل وزيراً للخارجية ومستشاراً للأمن القومي الرئاسي. ويُعد كيسنجر عراب الدبلوماسية الأمريكية، حيث لعب دوراً رئيسياً في هندسة السياسة الأمريكية خلال عقدي السبعينات بشأن مجموعة واسعة من القضايا.
