في أواخر العام الماضي، وتحديداً في ال 30 من نوفمبر/ تشرين الثاني، أطلقت شركة «أوبن أيه آي» للذكاء الاصطناعي، برنامجها الشهير «تشات جي بي تي»، ليصل عدد مستخدميه خلال شهرين، إلى نحو 100 مليون شخص.
وروبوت المحادثة «تشات جي بي تي» وغيره من أدوات الذكاء الاصطناعي، التي وصل عددها لأكثر من 1000 أداة، غيّرت من قواعد اللعبة في كثير من قطاعات الحياة المختلفة.
وقطاع التعليم ليس بمنأى عن هذه التحولات الكبيرة، إذ بات بعض طلبة المدارس والجامعات يستخدم تلك الأدوات في إنجاز واجباته المنزلية. فهل من الخطأ الاستعانة بأدوات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية؟
لا تقتصر مهارات الذكاء الاصطناعي على كتابة المقالات والأوراق البحثية، بل تتعداها إلى إنشاء برامج حاسوبية خلال ثوان معدودة، وتحويل كلمات المستخدمين إلى صور وتصاميم فنية إبداعية كما في برنامجي (Dall-E) و(MidJourney) وغيرها العديد.
ووجدت صحيفة «فاريستي» الطلابية التابعة لجامعة كامبريدج، أن 47.3% من طلاب الجامعة، استخدموا أدوات الذكاء الاصطناعي كوسيلة مساعدة لإكمال مساقاتهم الدراسية.
كما وجد استطلاع رأي أجراه مركز «إمباكت للأبحاث» في الولايات الأمريكية، أن المعلمين باتوا يعتمدون على منصة الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر من الطلاب. وكشف الاستطلاع أن 51% من المعلمين استخدموا منصة «تشات جي بي تي في» التحضير والتخطيط لحصصهم الدراسية.
وبحسب تصنيف بلوم للأهداف التعليمية، فإن عملية التدريس الناجحة، تكون باكتساب ست مهارات، مرتبة بشكل هرمي.
فالمستوى الأول أو الأدنى، يمثل مهارة اكتساب المعرفة والحفظ، تليه مهارة الفهم والاستنتاج، ومن ثم التطبيق، وتلك المستويات الثلاثة هي المهارات الأساسية، تليها مهارات متقدمة هي التحليل، وتقييم صحة المعلومات، حتى نصل إلى أعلى الهرم حيث مهارة التفكير النقدي.
وخلال مقابلة أجراها مع وسيلة الإعلام «ستراكتلي في سي»، قال الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» سام ألتمان: «تكيفنا مع الآلات الحاسبة، وأصبح مسموحاً استخدامها في حصص الرياضيات، لذلك أعتقد أن استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات التعليمية، سيصبح أمراً مسموحاً مع مرور الوقت، تماماً كما في حالة الآلات الحاسبة». لذا من الواضح أن الذكاء الاصطناعي سيؤثر بعمق على نظام التعليم للأجيال القادمة.
(بي بي سي)
