أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس السبت، أن أشرس المعارك على محور دونيتسك، تخوضها فصائل هجومية من قوات أحمد الشيشانية الخاصة في وسط بلدة مارينكا، ووحدات من الفيلق الأول للجيش في بلدة أفدييفكا، فيما قتل شخصان في قصف أوكراني على مناطق حدودية روسية. وأعلنت مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة استعدادها للدفاع عن هذه المناطق، في وقت أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن قواته مستعدة للهجوم المضاد وحددت مدته ونتائجه.
معارك شرسة في دونيتسك
قالت الدفاع الروسية، أمس السبت، إن قواتها وعناصر كتيبة أحمد الشيشانية، تخوض أشرس المعارك في أفدييفكا ومارينكا في دونيتسك، وإنها قضت على أكثر من 200 جندي أوكراني على ذلك المحور خلال 24 ساعة. وقال الجيش الأوكراني، أمس السبت إن القتال يتركز في مارينكا بمنطقة دونيتسك في الشرق. وأضاف أن القوات الأوكرانية صدت جميع هجمات القوات الروسية والتي بلغ عددها 14 هجوماً هناك.
وبلغ إجمالي الخسائر البشرية للجيش الأوكراني على كافة المحاور خلال يوم نحو 585 جندياً، مع مقتل 90 جندياً على محور كوبيانسك و85 على محور كراسني ليمان و145 على محوري جنوبي دونيتسك وزابوريجيا، و45 على محور خيرسون. وحيدت القوات الروسية مجموعات تخريب واستطلاع أوكرانية ودمرت دبابات ومدرعات ومركبات قتالية ومدافع هاوتز متعددة الطرز، وأصابت 87 وحدة مدفعية أوكرانية في مواقع إطلاق النار وقوات ومعدات في 96 منطقة. كما ضربت معسكراً ميدانياً لتشكيل قومي يميني أوكراني في منطقة خاركيف، ودمرت 3 مستودعات ذخيرة ومركزاً للقيادة والمراقبة في دونيتسك، إلى جانب إسقاط مقاتلة «سو-27» ومروحية «مي-8» في دونيتسك، واعتراض صواريخ ستورم شادو بريطانية الصنع وهيمارس أمريكية الصنع.
قصف بيلغورود
قال فياتشيسلاف غلادكوف محافظ مقاطعة بيلغورود الروسية الحدودية، إن القصف الأوكراني لأراضي المنطقة خلال 24 ساعة، أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 16 آخرين، حيث تم تسجيل سقوط 18 قذيفة غراد على البيوت السكنية الخاصة في قرية سوبوليفكا. وتوفي ثلاثة أشخاص: رجلان على الفور، وامرأة في سيارة الإسعاف بعد إصابتها بشظية. وأصيب سبعة أشخاص بدرجات متفاوتة الخطورة. ووفقاً للمحافظ، أطلقت القوات الأوكرانية الجمعة 371 قطعة من الذخيرة المختلفة على منطقة شيبيكينسكي، وتسبب ذلك بمقتل امرأتين، وأصيب ثمانية أشخاص.
وذكر المحافظ أن مؤسسة صناعية في شيبكينو، تضررت نتيجة القصف. وفي المدينة لا توجد كهرباء أو مياه. في مدينة بيلغورود، تم تسجيل وقوع أضرار لحقت بإضاءة الشوارع في منطقة سوسنوفكا. وسقطت قذيفتا مدفعية على قرية شيتينوفكا، وخمس أخرى على قرية نيتشايفكا.
فاغنر جاهزة
أكد رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين، أمس السبت، أنه مستعد لإرسال وحداته للدفاع عن منطقة بيلغورود الحدودية التي تعرضت في الأيام الأخيرة لقصف وهجمات مكثفة. وقال: «إذا لم توقف وزارة الدفاع (الروسية) ما يحدث في منطقة بيلغورود، حيث يتم الاستيلاء على أراضٍ روسية فمن الواضح أننا سنتدخل». وأضاف في رسالة صوتية: «سندافع عن شعبنا... الروسي وكل من يعيش هناك»، موضحاً أن رجاله لن ينتظروا دعوة أو إذناً للانتشار في المنطقة. وتابع بريغوجين: «الشيء الوحيد الذي سنطلبه هو الذخيرة حتى لا نكون خالي الوفاض كما نقول في روسيا».
الهجوم المضاد
قال الرئيس الأوكراني في مقابلة نشرت، أمس السبت، إن بلاده مستعدة لشن الهجوم المضاد الذي طال انتظاره لاستعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا. وقال زيلينسكي لصحيفة «وول ستريت جورنال»: «نعتقد بقوة بأننا سننجح». وأضاف: «لا أعرف كم من الوقت سيستغرق. لأكون صادقاً، يمكن أن يسير بعدة طرق مختلفة تماماً. لكننا سنقوم بذلك، ونحن مستعدون»، لكنه لا يعرف ما سينجم عن الهجوم المذكور، لكن على الرغم من ذلك سيتم تنفيذه.
واعترف زيلينسكي، بتفوق القوات الجوية الروسية على سلاح الجو الأوكراني، وطالب الغرب مجدداً بضخ كميات إضافية من الأسلحة. وأعرب عن اعتقاده بأن السلاح الوحيد في العالم القادر على توفير الحماية ضد الصواريخ الروسية، هو منظومات «باتريوت» الصاروخية للدفاع الجوي، وطالب بتوريد 50 منظومة منها لأوكرانيا. وتأمل كييف أن يؤدي الهجوم المضاد إلى تغيير مسار الحرب التي اندلعت قبل 15 شهراً.
وكان زيلينسكي، قد قال الشهر الماضي إن بلاده بحاجة إلى انتظار وصول المزيد من المركبات المدرعة الغربية قبل شن الهجوم المضاد. وبذل مساعي دبلوماسية للحفاظ على الدعم الغربي، وطلب المزيد من المساعدات العسكرية والأسلحة، وهو أمر أساسي لنجاح أوكرانيا في خططها لدحر الروس الذين يسيطرون على مساحات شاسعة من الأراضي الأوكرانية في الشرق والجنوب والجنوب الشرقي.
وأثارت موجة طويلة من الطقس الجاف في بعض أجزاء من أوكرانيا توقعات بأن الهجوم المضاد قد يكون وشيكاً. وعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية، كثفت أوكرانيا من ضرباتها على مخازن الذخيرة وطرق الإمدادات اللوجستية الروسية. (وكالات)
