جائزة إماراتية جديدة للشعر العربي

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

جائزة أدبية في حقل الشعر جديدة أطلقتها ندوة الثقافة والعلوم في دبي تضاف إلى أوسمة تكريم ديوان العرب في الإمارات، بلد الثقافة والمعرفة والفنون التي تعتبر الشعر حاملاً تاريخياً عريقاً لبلاغة وعبقرية اللغة العربية التي هي عمود الديوان وسرّ بيانه الجمالي منذ فحوله القدامى، وإلى فحوله الجدد.
الجائزة في الأساس تكريم للشعر العربي وللشعراء العرب، وتجمع بين العمودي وقصيدة التفعيلة وقصيدة النثر، وهي نظرة موضوعية نبيلة لأشكال الشعر العربي الذي يتجدد تلقائياً من مرحلة إلى أخرى مُستجيباً بذلك لروح الحياة وروح العصر منذ أن كانت قصيدة شعراء الجاهلية قصيدة طلل وتأمّل وحوار مع الذات إلى قصيدة صدر الإسلام الروحية الصافية، إلى قصيدة الحضر والمدنية والمدينة في العصرين الأموي والعبّاسي، إلى قصيدة الموشح المستلهمة من جماليات الحياة والمكان في الأندلس إلى قصيدة التفعيلة التي حافظت على حجر الأساس في عمود الخليل بن أحمد الفراهيدي، إلى قصيدة النثر التي اختارت إيقاعها الموسيقي الخاص بها.
هذه التحوّلات في الشعر العربي ليست عبثية ولا هي تجريبية أو عشوائية، بل هي تعبير حركي عن حيوية الشعر العربي واللغة العربية التي يتجدد معجمها من زمن إلى آخر، لينعكس هذا التجديد على الشعر.. هوية العرب الجمالية ووثيقة أشواقهم وأحلامهم ووجدانهم الحميم دائماً وأبداً بوصفه صورة قلبانية وروحية من صور التاريخ الثقافي للإنسان نفسه.. ندوة الثقافة والعلوم برجالاتها وعقولها المثقفة انتبهت جيداً لهذه التحوّلات التي تطرأ على الشعر العربي، فأطلقت جائزة عربية إماراتية تعكس روح الدولة، ومن مكونات هذه الروح.. الثقافة، والشعر دائماً في قلب الثقافة العربية.
ستحمل الجائزة في كل دورة اسم أحد شعراء الإمارات، وهذا تكريم معنوي نبيل آخر للشعر وللشعراء في بلد الشعر أصلاً بدءاً من القصيدة الفصيحة وانتهاءً بالقصيدة النبطية، وكم في الفصيح من قاموس نبطي شعبي، وأيضاً، كم في النبطي والشعبي من قاموس فصيح.
تفوز بالجائزة قصيدة واحدة وليس ديواناً أو مجموعة شعرية، وهي، في رأيي ميزة إبداعية، إذ سُيتاح للمتنافسين التركيز الكامل على النص الشعري في حدّ ذاته، وأتوقع في ضوء ذلك أن نشهد في المرحلة الشعرية العربية والإماراتية المقبلة ولادة نصوص شعرية أو قصائد واحدة – مفردة تتسم بالإبداعية الملحمية التي تعيدنا بالضرورة إلى الزمن الذهبي للقصيدة العربية الذي كانت فيه القصيدة الواحدة في حدّ ذاتها نصاً مكتملاً يقوم على وحدة فنية متماسكة من ألفها إلى يائها، وهي بالضرورة «القصيدة – الكتاب»، أو «القصيدة – النص» حيث يعود الشعر إلى مستواه الدرامي العالي.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3j5krdrk

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"