حلا شيحة.. الموهبة لا تموت

22:37 مساء
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

الموهبة تقود صاحبها إلى حيث يمكنه أن يُبدع، والموهبة لا تُفَبرك ولا تُشترى، كما لا يمكن إخفاؤها، تولد مع الإنسان فإما أن ينميها وإما أن يدفنها ويدعي تجاهلها، لكنها في هذه الحالة لا بد أن تخرج إلى النور من حين إلى آخر، تحرض صاحبها وتستفزه، ليستجيب لها ويستمتع بتميزه بها؛ وحين نقول موهبة فنحن لا نتحدث عن المواهب الفنية فقط، فحتى في المهن بمختلف مجالاتها وأنواعها هناك إنسان موهوب في هذا المجال، ويحقق نجاحات مميزة، وزميل له ناجح إنما النجاح الباهت العادي، كمن يؤدي واجبه لا أكثر ولا أقل.

الموهبة لا تموت، فراقصة الباليه تحركها النغمات والألحان، فتحملها على الرقص في خيالها وإحساسها حتى ولو أصبحت مقعدة أو عجوزاً تسعينية، الموسيقى كافية لتوقظ فيها نبض الفتاة الرشيقة التي تتمايل على المسرح بخفة الفراشات، وكل فنان موهوب عمل وأبدع في مجاله ثم ابتعد لا بد أن تحرضه موهبته ليعود، فإما أن يستجيب لها وإما أن يقفل الباب على الماضي، ويكتفي بالذكريات.

حلا شيحة فنانة موهوبة، لم تمنح نفسها فرصة الوصول إلى قمة الإبداع وقمة التألق في التمثيل، عاشت في تذبذبات، وكانت كلما اقتربت من حافة الانطلاق نحو النضج، وإظهار طاقات كثيرة كامنة بداخلها، تنسحب وتبتعد لأسباب مختلفة.

حرة هي في قراراتها، وليس على الجمهور محاسبتها، ولا محاسبة أي فنان في ما يتخذه من قرارات تتعلق بحياته الشخصية، فآخر حدود الجمهور هو العمل الفني والموهبة، وما يقدمه الفنان وتصرفاته في الأماكن العامة ومع الناس؛ وعودة حلا شيحة للظهور والتألق على صفحتها على السوشيال ميديا، يمكن أن يكون مؤشراً جيداً لاستعادتها الرغبة في الانطلاق مجدداً، وما تنشره من صور ومقاطع وما تكتبه يعد مؤشراً إيجابياً يعكس حقيقة جوهرها ورغبتها في التصالح مع الحياة والفن والجمهور؛ وهي تستحق أن يمنحها الجميع فرصة العودة، لأنها موهوبة، ابنة عائلة فنية بامتياز، راقية ومحبوبة؛ بل ومحِبّة.

لا نستغرب ترحيب الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية بعودة حلا، وطيه صفحة الخلاف، وهو المعروف عنه كرمه وطيبته ومهنيته، وهي المتلمسة طريق العودة، لتلبية نداء الموهبة بأسلوب راقٍ، محترمة إرادة وقرار النقابة سواء بمنعها عن مزاولة المهنة أو بالعودة عن القرار.

لا يجب أن يكون للجمهور رأي في قرار العودة، فكم من ممثلات ابتعدن أو اعتزلن ثم عدن؟! والتنمر الذي يمارسه البعض على حلا ليس مفاجئاً ولن تكون له نهاية؛ إذ صار التنمر على السوشيال ميديا الوظيفة التي يمارسها البعض إما مقابل أجر وإما مقابل شهرة، ومن يستجيب لهم يحقق لهم النجاح على حساب راحته ونجاحه.

عودة حلا حميدة، على أمل أن تضع مستقبلاً موهبتها في مقدمة اهتماماتها، وتحسن اختياراتها، كي تبرز كل الطاقات «النائمة» في داخلها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4c48tn7m

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"