نووية سلمية.. وصديقة للبيئة

بعد 11 عاماً بالتمام والكمال على الإعلان عن بدء الأعمال الإنشائية في محطة براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة في إمارة أبوظبي، وتحديداً في يوليو 2012، ها هي المحطة الرابعة جاهزة للتسليم بحسب بيان أصدرته مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، التي أعلنت عن تسليم المحطة لفرق التشغيل والبدء في الاستعدادات التشغيلية والاختبارات الخاصة بها، تمهيداً لحصولها على رخصة التشغيل من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، بصفتها الجهة الرقابية المستقلة المسؤولة عن الأنشطة النووية في دولة الإمارات.
مفاعلات الطاقة المتقدمة الأربعة ستوفر مع اكتمال تشغيلها التام نحو ربع احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء، إذ ستكون لدى محطات براكة الأربع قدرة إنتاجية تصل إلى 5.6 غيغاواط، تنتج 40 تيراواط/ ساعة من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية كل عام.
هذا المشروع الرائد بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، سيؤدي دوراً أساسياً في تنويع مصادر الطاقة في الدولة وسيوفر كمية كبيرة من الطاقة للمنازل والشركات والمنشآت الحكومية مع تقليلها البصمة الكربونية، حيث ستحدّ هذه المحطات من الانبعاثات الكربونية في الدولة بواقع 22 مليون طن سنوياً ما يعادل إزالة 4.8 مليون سيارة من الطرقات.
محطات براكة تقوم بدور محوري في مسيرة الانتقال إلى مصادر الطاقة الصديقة للبيئة من خلال تسريع خفض البصمة الكربونية، إذ وفرت هذه المحطات خلال أشهر الشتاء 48% من احتياجات أبوظبي من الكهرباء دون انبعاثات كربونية، وهذا ما ينسجم مع رسالة الدولة في مجال البيئة والتغير المناخي، حيث تسعى جاهدة لترك بصمة واضحة لها من خلال تخصيص مئات الملايين والعديد من المبادرات التي تترجم استراتيجيتها في هذا الشأن بشكل ناجح.
 ومع المحطة الرابعة والأخيرة في براكة فإن الإمارات تقترب من تحقيق أهداف برنامجها النووي السلمي، وما سيتركه من أثر إيجابي على البيئة ليكون بمثابة ثمرة نجاحها في هذا القطاع مع قرب استضافتها مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 28) في نوفمبر المقبل، للبحث عن حلول لأزمة المناخ.
وبحسب محمد الحمادي، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية فإن مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تعد نموذجاً عالمياً جديداً في تطوير مشاريع الطاقة النووية، حيث أصبحت محطات براكة واحدة من أكثر محطات الطاقة النووية تقدماً في العالم، لاسيما أنها تعد أول مشروع جديد للطاقة النووية يتم إنجازه منذ 27 عاماً.
[email protected]