عادي
مهددة بخطر الانقراض

القرط.. شجرة مُعمرة تتحدى الجفاف بجملة من الفوائد

00:43 صباحا
قراءة 3 دقائق
إحدى أشجار القرط العملاقة المعمرة

رأس الخيمة: حصة سيف

لا تزال أشجار القرط في رأس الخيمة -رغم قلة أعدادها، ومواجهتها خطر الانقراض- تمد أغصانها المتفرعة ليستظل تحتها أصحاب المركبات، حيث توجد بجانب المنازل والمساجد في المناطق ذات الطبيعة الزراعية؛ مثل الحيل، والفحلين، والحديبة.

تتميز بعض مناطق رأس الخيمة بنباتاتها الطبيعية المعمرة، التي تشكل «القرط» جزءاً منها، ولا يزال بعض الأهالي يزرعونها، ورغم أشواكها الحادة إلا أنها تُعد مصدراً لطعام الإبل والماشية.

وأشار محمد زيد الشحي (٧٠ عاماً) من أهالي منطقة الحيل إلى أن شجرة القرط من الأشجار القديمة المعمرة بالمنطقة، وكانت أعدادها أكثر في الماضي، أما حالياً فتوجد أعداد قليلة منها، وهي ضخمة وتتميز بامتداد أغصانها الأفقي، الذي يصل إلى ١٥ متراً تقريباً، لافتاً إلى أن الأهالي كانوا يستظلون بظلها سابقاً.

وأوضح أن هذه الشجرة تُستخدم أوراقها وثمارها لعلاج الكثير من الأمراض، فيما تستخدم حبوب ثمارها في دباغة الجلد وإزالة الشعر منه، كما تستخدم أخشابها في صنع «اللانشات» والمراكب البحرية الصغيرة، لكن الشجرة المعمرة لا تتحمل العطش كثيراً، كبقية الأشجار المعمرة مثل «الغاف»، خاصة في بداية نموها، ومن المرجح أن هذا السبب وراء قلة أعدادها مُقارنةً بالماضي، حتى باتت معرضة للانقراض.

أما محمد بو رقيبة الخاطري (٦٥ عاماً) فقال: إن شجرة القرط شجرة معمرة توجد أكثر في المناطق الزراعية، وفي رأس الخيمة توجد في الحيل، والفحلين، والحديبة؛ وهي مناطق زراعية تتميز بخصوبة تربتها، وكانت ثمار هذه الشجرة قديماً تستخدم في علاج الكسور والجروح، وكذلك تستخدم النساء أوراقها في الماضي لصبغ الشعر مثل الحناء؛ فلونها أحمر، وتُدق ثمارها وتوضع على النار، ثم توضع على الرأس لعلاج الصداع، وهي مصدر ممتاز لأكل الجمال.

من جانبها، أكدت وزارة التغير المناخي والبيئة أن الشجرة تُعد دخيلة، ومسجلة أيضاً في شرق السعودية، وأوضحت رداً على أسئلة «الخليج» أنها من الفصيلة الفرعية «إنديكا»، التي تُزرع على نطاق واسع في منطقة الخليج، ويُفترض أن يشمل ذلك قطر، وهي متوطنة في السعودية وعُمان .

وأوضحت الوزارة أن «القرط» تُستخدم في العديد من المجالات، حيث يدخل خشبها في البناء، ويمكن استخدامه حطباً لإنتاج الوقود والفحم، أما لحاؤها فيُعد مصدراً لحمض للصبغ، كما يُستخلص الصمغ العربي من هذه الفصيلة من السنط، ويُستخدم تجارياً بصفته مثبتاً في صناعة المواد الغذائية، وأيضاً مكوّناً في المنتجات الأخرى؛ مثل الغراء، والدهانات، ومواد التجميل.

وأوضح تقرير للوزارة أن لشجرة القرط فوائد طبية؛ فهي تستخدم كعلاج للعديد من الأمراض؛ مثل السكري، وفرط شحميات الدم، كما أنها تساعد على التخفيف من أعراض الزهايمر، وتسكين الألم، وخفض الحرارة، وارتخاء العضلات، وتساعد على خفض ضغط الدم، وعلاج التهاب اللثة، وتعمل مضاداً للأكسدة والالتهابات، وتسهم في علاج أمراض الجهاز الهضمي، وتساعد على إنقاص الوزن».

كما تُعد شجرة القرط غذاءً للماشية، حيث تتغذى على أوراقها وثمارها، وتستخدم مادة الشمارين في الشجرة بوصفها إضافةً إلى المواد المحضرة لصناعة الجلود ودباغتها.

ولهذه الشجرة أهمية في التنوع البيولوجي، حيث تصلح للأحزمة الخضراء في المناطق، التي تزحف عليها الرمال، وهي من الأشجار القوية التحمل والمقاومة للأمراض، وتحظى قضية التنوع البيولوجي (المحافظة على الحياة الفطرية وتنميتها) باهتمام بالغ في الإمارات، وهو ما تعكسه الجهود الضخمة التي بذلتها الدولة، بدءاً بسن التشريعات ومراقبة تطبيقها، مروراً بإنشاء المناطق المحمية، والتوسع فيها، وانتهاءً بالمحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض، وإكثارها وإعادة توطينها في مناطق انتشارها الطبيعية.

ولفت تقرير وزارة التغير المناخي والبيئة إلى ازدياد عدد أشجار القرط، والنيم، والسدر، والغاف؛ وهي من أهم الأشجار المحلية في الإمارات، والتي يمكن أن يستخرج منها الغذاء، وتدخل مكوناتها في صناعة الأدوية والمنتجات التجميلية، وبجانب فوائدها الغذائية والصحية للإنسان فإن لها فوائد عديدة للطيور، والحيوانات، والنحل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3p8sb8sh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"