عادي

السودان في الشهر الثالث من الحرب..المعارك مستمرة وتحذير من «جرائم ضد الإنسانية»

21:35 مساء
قراءة 3 دقائق
السودان في الشهر الثالث من الحرب..المعارك مستمرة وتحذير من «جرائم ضد الإنسانية»

الخرطوم - أ ف ب

قصفت طائرات حربية الأربعاء مدينة الأبيض السودانية، وفق شهود، مع انتهاء الشهر الثاني من النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع، غداة تحذير الأمم المتحدة من حصول «جرائم ضد الإنسانية» في إقليم دارفور.

وحوّلت الحرب التي تستخدم فيها كل أنواع الأسلحة والطائرات الحربية والمسيرات، أجزاء عدة من البلاد إلى مناطق «منكوبة».

وقال أحمد طه، أحد سكان الخرطوم، الأربعاء:«أصبحنا بلا طعام ولا شراب ولا دواء. الرصاص والدانات في كل مكان».

وأضاف: «أي منطقة في السودان الآن أصبحت منكوبة».

وقال رجل في الخرطوم الأربعاء: «لا نعرف ما هي نهاية هذه الحرب. فقط ندعو الله أن يرفع البلاء».

وذكر شهود في مدينة الأبيض، أن طائرات تابعة للجيش نفذت «غارات جوية للمرة الأولى في محيط الأبيض»، عاصمة ولاية كردفان، والتي تطوقها قوات الدعم السريع منذ بدء الحرب.

- معارك طاحنة

في الخرطوم، قال مسؤول عسكري، إن قوات الدعم السريع استخدمت في هجومها الثلاثاء على سلاح المدرعات، «طائرات بدون طيار». وأكدّ مصدر من قوات الدعم السريع: «حصلنا عليها من مراكز الجيش التي سيطرنا عليها».

ويرى خبير عسكري أن هذا التطور «سيكون له أثر في سير الحرب»، متوقعاً أن تكون قوات الدعم السريع «حصلت عليها من مصنع اليرموك للصناعات العسكرية» في جنوب الخرطوم. وتدور منذ 15 إبريل/ نيسان معارك طاحنة تتركّز في الخرطوم وفي إقليم دارفور الذي عانى بدوره على مدى عقدين من النزاعات الدامية.

وأسفر القتال عن مقتل أكثر من 1800 شخص، حسب مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد)، لكن الأعداد الفعلية للضحايا قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية. ووفق أرقام الأمم المتحدة، تسبّب النزاع بنزوح نحو مليوني شخص، بينهم أكثر من 900 ألف فرّوا من العاصمة بسبب العنف وأكثر من 475 ألفاً لجأوا إلى البلدان المجاورة.

وأبرم الجانبان أكثر من اتفاق لوقف النار لم يصمد أي منها. لكن الطرفين التزما بشكل كبير بهدنة مدتها 24 ساعة بوساطة أمريكية - سعودية انتهت صباح الأحد، أفاق سكان الخرطوم بعدها على تجدد المعارك.

- «جرائم ضد الإنسانية»

وقالت السودانية سهى عبدالرحمن التي تقيم في العاصمة «نحن نعاني، نعاني ويلات الحرب، ولا يعلم بحالنا إلا الله».

والاتصالات صعبة مع السودان عامة، والمعلومات عما يجري عن الأرض غير متوافرة بدقة من مصادر مستقلة، لاسيما من دارفور في غرب البلاد. ويعاني السودانيون نقصاً في الوقود والمواد الغذائية والسيولة.

وحذّر رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس الثلاثاء، من أن العنف الذي يشهده إقليم دارفوريرقى إلى «جرائم ضد الإنسانية».

وقال بيرتس: «مع استمرار تدهور الوضع في دارفور، يساورني القلق خاصة إزاء الوضع في الجنينة (غرب دارفور) في أعقاب موجات العنف المختلفة منذ أواخر إبريل/ نيسان، والتي اتخذت أبعاداً عرقية».

وتحدث بيرتس عن نمط ناشئ من الهجمات واسعة النطاق التي تستهدف المدنيين على أساس هوياتهم العرقية، والتي يُزعم أنها ارتُكِبَت من قبل ميليشيات.

ويضمّ إقليم دارفور ربع سكان السودان البالغ عددهم 45 مليون نسمة. في العقدين الماضيين، تسبب النزاع فيه بمقتل 300 ألف شخص ونزوح 2.5 مليون آخرين، بحسب الأمم المتحدة.

ووجّهت المحكمة الجنائية الدولية اتهامات الى الرئيس المعزول عمر البشير وعدد من مساعديه، بارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في دارفور.

- مؤتمر دولي

وأعلنت السعودية الثلاثاء، أنها سترأس بالاشتراك مع دول عدة وهيئات دولية، مؤتمراً لدعم الاستجابة الإنسانية للسودان.

ويحتاج 25 مليون شخص، أكثر من نصف السكان، إلى المساعدة والحماية، وفقا للأمم المتحدة، ولكن حتى أواخر مايو/ أيار الماضي، تم تمويل 13% فقط من حاجات المنظمة العالمية التي تحتاج إلى 2.6 مليون دولار لمعالجة الأزمة.

وباتت ثلاثة أرباع المستشفيات في مناطق القتال خارج الخدمة، وفق ما تؤكد مصادر طبية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5eyp9xav

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"