إعداد: محمد عزالدين
عثر باحثون إسبان، من معهد صحة الحيوان والأمن الغذائي، بجامعة بالماس، على 10 كيلوغرامات من العنبر الخام الذي يطلق عليه «الذهب العائم»، داخل أحشاء حوت عنبر نافق جرفته الأمواج على شاطئ الجزيرة.
وواجه الباحثون صعوبة في تشريح الحوت بسبب ارتفاع وانحسار المد والجزر، ولكن أنطونيو فيرن أوشنديز رود أوشيز، رئيس المعهد، كان مصمماً على معرفة سبب وفاة الحوت، ولاشتباهه في أن يكون هذا الحوت عانى مشكلة في جهازه الهضمي أودت بحياته، وفحص قولونه عندما شعر بوجود شيء قوي يسد جزءاً من أمعائه.
وقال أوشيز: «ما أخرجته كان حجراً يبلغ قطره 50-60 سم ويزن 10 كيلوغرامات».
والعنبر هو مادة عطرية نادرة، تعرف باسم «الذهب العائم»، ويعتبر سيد العطور منذ قرون. وكانت قيمة الحجر الذي أخرجه الباحث من الحوت تساوي 500 ألف يورو، أي ما يعادل 544 ألف دولار، لندرة الحصول عليه، لأنه ينتج عن حوت واحد من بين كل 100 حوت فقط.
ويتكون العنبر الخام في معدة الحيتان التي تتغذى على كميات كبيرة من الحبار وجراد البحر، ولا يمكنها هضم معظم ما تتناوله من طعام، لذلك تخرجه من جوفها عن طريق التقيؤ، ورغماً عن هذا، لا تستطيع الحيتان طرد كل الطعام من معدتها، ويبقى بعضه ويتراكم على مر السنين ويندمج مع بعضه مشكلاً العنبر الخام، الذي يتمكن من إخراجه في بعض الأحيان، ويطفو على سطح البحر، وهذا هو السبب وراء تسميته بالذهب العائم، ولكن في بعض الأحيان لا يتمكن الحوت من إخراج تلك البقايا المتراكمة على مر السنين، كما في حالة هذا الحوت، وينمو العنبر الخام بشكل كبير جداً، ويؤدي إلى تمزق الأمعاء وقتل الحوت.
ويحتوي العنبر على رائحة خشبية مثل خشب الصندل وعلى مادة الأمبرين، وهي عبارة عن مادة كحولية عديمة الرائحة تعمل على تثبيت رائحة العطر وإطالة فترة انتشارها، ومن هنا جاءت شعبيته بين صانعي العطور.
