اتهمت أذربيجان، امس الأحد، روسيا بعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق وقف النار الموقع في 2020 برعاية موسكو لإنهاء الحرب التي تخوضها باكو ويريفان للسيطرة على منطقة ناغورنو كاراباخ .
وقالت وزارة الخارجية الأذربيجانية إن «الجانب الروسي لم يؤمن التنفيذ الكامل للاتفاق في إطار التزاماته»، معتبرة أن موسكو «لم تفعل شيئاً لمنع» أرمينيا من تسليم معدات عسكرية للقوات العسكرية في المنطقة.
وتشهد منطقة ناغورنو كاراباخ التي تقطنها أغلبية أرمنية لكنها باعتراف دولي جزء من أذربيجان، نزاعاً بين باكو ويريفان منذ عقدين. وقد خاض البلدان المتجاوران حربين حول هذه المنطقة الجبلية.
ودعت موسكو من جهتها إلى عقد قمة في موسكو لاستعادة زمام المبادرة في عملية السلام. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن موسكو مستعدة «لتنظيم لقاء ثلاثي لوزراء الخارجية في موسكو في المستقبل القريب». كما عرضت أن تستضيف، عندما يحين الوقت «قمة روسية-أذربيجانية- أرمينية لتوقيع معاهدة» سلام.
وأعلنت الخارجية الأرمينية أن المحادثات التي جرت في بروكسل تمحورت حول «تفاقم الأزمة الإنسانية في ناغورنو كاراباخ»، مشيرة إلى أن الطرفين «توافقا على تكثيف الجهود الرامية إلى حل المشاكل القائمة».
من جهته، قال ميشال في تصريح مقتضب عقب الاجتماع إن المحادثات كانت «صريحة وصادقة»، داعياً رئيس أذربيجان، ورئيس وزراء أرمينيا إلى «اتّخاذ تدابير شجاعة لضمان تحقيق تقدّم حاسم ولا رجعة فيه على مسار التطبيع».
وأعلن ميشال أنه يعتزم تنظيم لقاء جديد بين علييف وباشينيان بعد الصيف، ومحادثات خماسية في مطلع أكتوبر/ تشرين الأول في غرناطة (جنوب إسبانيا)، بمشاركة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس، على هامش قمة «المجموعة السياسية الأوروبية».
وتزيد الدول الغربية، ولا سيما الاتحاد الأوروبي، تحركاتها في المنطقة، بينما يبدو أن روسيا، حارسة القوقاز التقليدية والغارقة في غزوها لأوكرانيا، تخسر وسائل عملها. في الوقت نفسه، تصاعد التوتر، إذ أكّدت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن الانفصاليين الأرمينيين يبثون «ترددات لاسلكية للتشويش على أنظمة تحديد المواقع العالمية لشركات الطيران المحلية والأجنبية» التي تحلّق في أذربيجان. ولفت البيان إلى أن «هذه الحوادث تشكل تهديداً خطراً لسلامة الطيران». وبحسب وزارة الدفاع الأذربيجانية كانت طائرة تابعة للخطوط الجوية الأذربيجانية متوجهة إلى مدينة فيزولي في 13 يوليو/ تموز حينما واجهت عطلاً في نظام تحديد المواقع العالمي بسبب تشويش مفترض. ورفضت السلطات الانفصالية الأرمينية هذه الاتهامات ووصفتها بأنها «محض افتراء». وكالات )