عادي
عبيد سيف الزعابي رئيس المجلس البلدي للمدينة لـ الخليج:

حكمة سلطان ميّزت هوية كلباء الزراعية والسياحية

01:38 صباحا
قراءة 5 دقائق
مشاريع تطويرية ل «شروق» في كلباء

حوار: محمد الوسيلة
أكد الدكتور عبيد سيف حمد الزعابي، رئيس المجلس البلدي لمدينة كلباء، أن استراتيجية عمل المجلس تقوم على تطوير الخدمات والمرافق العامة بالمدينة واستدامتها، وتعزيز هوية كلباء الزراعية والسياحية التي ميزت المدينة بحكمة صاحب السموّ حاكم الشارقة. مشيراً إلى أن المجلس خطى خطوات متقدمة في تمتين تواصله مع أهالي المدينة بتنظيم اللقاءات المباشرة، وفتح أبوابه أمام المراجعين وتطوير خدماته التقنية، بإطلاق موقع إلكتروني تفاعلي نهاية يونيو الماضي.

1

وقال في حوار مع «الخليج»: إن تحديات المجلس تتمثل في الاهتمام بقطاع الإسكان واستكمال شبكة الطرق الداخلية، بعدد من أحياء المدينة، والمضي قدماً في تنفيذ مشروع الصرف الصحي في شموليته لجميع المناطق، وتوسيع رقعة خدمات الغاز بالمدينة، ومعالجة النفايات، وتنفيذ مشروع تعديل مسارات 4 أودية رئيسية في المدينة وتعبيدها، لضمان حماية المدينة من خطر السيول والفيضانات وغيرها من مهام وخدمات تشكل في مجموعها أولويات خطط وبرامج عمل المجلس.

حدثنا عن أبرز إنجازات المجلس خلال المرحلة الماضية؟

- بنيت استراتيجية المجلس البلدي على تطوير الخدمات والمرافق، في مدينة كلباء والمناطق التابعة لها إدارياً واستدامتها، ومن هذه الرؤية انطلقنا وحددنا مؤشرات تخدم الاستدامة والاقتصاد الأخضر والدائري، وتعزّز المكتسبات التي تحققت بكلباء أبرزها استثمارات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في العنصر البشري في البلدية والدوائر المحلية بالمدينة، فضلاً عن استثمار سموّه، في المرافق السياحية وتعزيز عمليات الاستقطاب والترويج لهذه المرافق المتمثلة في المرافق السياحية والمتاحف والمشاريع الإنمائية التي أمر بتنفيذها وتطويرها، وأصبحت مزارات يشار إليها بالبنان، مثل برج الساعة، وبحيرة كلباء، وكورنيش المدينة، ومتحف التاريخ الطبيعي، ومتحف الأحياء البحرية، ومحمية القرم، والأسواق الشعبية، والمراكز التجارية والمعالم التاريخية بعد ترميمها، مثل قلعة خور كلباء وغيرها من المرافق.

في محور آخر ركز المجلس على تطوير خدماته الإلكترونية والارتقاء بها، بحيث تصبح ذات مردود اجتماعي واقتصادي، ونوعية واستباقية، متل تخضير المدينة ومعالجة النفايات والصرف الصحي، حيث أنجزنا موقعاً إلكترونياً أطلق نهاية يونيو الماضي، وهو تفاعلي، بحيث يمكن للمواطن تقديم طلباته ومقترحاته وملاحظاته عبره. كما طوّرنا العلاقات مع الدوائر المحلية، لتقديم خدمات للمواطنين بكفاءة، وأطلقنا مبادرات مجتمعية للالتقاء بالأهالي والسكان، حيث نظمنا مجالس رمضانية لمعرفة احتياجات المواطنين وتطلعاتهم، والتعرف إلى مقترحاتهم لمعالجة احتياجات المدينة، وأجرينا زيارات منتظمة ومستمرة لمناطق تابعة إدارياً للمدينة، مثل وادي الحلو، وسور كلباء وطريف للوقوف على احتياجات أهلها.

ما أبرز المشاريع والملفات التي يعمل المجلس عليها خلال المرحلة القادمة؟

- هنالك ملفات مهمة يركز على معالجتها بإيجابية، حيث نعمل بالتنسيق مع الدوائر الحكومية المختصة بحكومة الشارقة، على التغلّب على تحديات قطاع الإسكان، وضمن مخرجات التخطيط الاستراتيجي، بالتنسيق مع دائرة التخطيط، بتوفير الأراضي السكنية للمواطنين، خاصة الشباب، مع المحافظة على الرقعة الزراعية تماشياً مع رؤية صاحب السموّ حاكم الشارقة. إلى جانب تحديات خدمات الصرف الصحي والغاز في استدامتها وشموليتها، وضمان مدّها إلى جميع المناطق بالمدينة، فضلاً عن واجب استكمال شبكة طرق الأحياء الداخلية في المدينة، لتعزيز مسيرتها التنموية.

وتحتاج مدينة كلباء بشكل عاجل، إلى تطوير معالجة النفايات السابقة والاستغناء عن المكبّ الحالي، واستثمار موقعه لتوفير أراضٍ لتوزيعها تجارياً وصناعياً، والمكبّ تحد ماثل للبلدية، حيث يحتاج إلى معالجة متخصصة وتطوير التعامل مع النفايات، بإعادة تدويرها عبر الجهة المختصة، لتوفير بيئة خضراء ونظيفة.

ونعمل كذلك مع الجهات المعنية على تطوير مجمع الساف السكني الجديد، الذي يشكل إضافة للمدينة ويوفر مساكن صحية ومستدامة لأهالي المدينة، حيث نعمل مع البلدية على تشجير المجمع، ونشر البساط الأخضر في حديقته الرئيسية التي تضم ملاعب ومرافق للأنشطة الاجتماعية وغيرها. كما ستنجز البلدية أعمال النظافة بمجمع الساف.

تعرضت كلباء لسيول وفيضانات بفعل الحالة المدارية «الفهد»؛ ما تقييمكم لآثارها؟ وما المعالجات التي وضعتموها لتلافيها مستقبلاً؟

- نجح المجلس البلدي والبلدية، بالتعاون والتنسيق مع الجهات المختصة في إمارة الشارقة، في أعقاب السيول والفيضانات التي شهدتها المدينة نهاية يوليو الماضي، في معالجة تجمّعات المياه الراكدة وتنظيف المدينة في وقت قياسي، وتقديم الخدمات الضرورية للمتضررين، بعد تنفيذ عملية إجلاء الأسر وإيوائها، بالتنسيق مع الجهات المعنية بحكومة الشارقة. وشكلنا بعد انحسار «الفهد» لجنة متخصصة لتقييم آثار السيول والفيضانات، وعقدت اجتماعات لبحث آثارها في المدينة والمناطق التابعة لها. وبعد تقييم التجربة توصلنا إلى أهمية تعبيد مسارات الوديان القديمة، وفتحها لتأخذ مجراها إلى البحر بطرائق حديثة، لتفادي التحديات مستقبلاً، خاصة أن أغلب المناطق المتضررة، تقع في مستويات تحت سطح البحر، مثل أحياء سهيلة والمصلّى والبراحة والدحيات. وقدمنا تصوراً لمعالجة مستدامة للجهات العليا بالإمارة، بمقترح الرسوم الخاصة بتعبيد مسارات أربعة وديان بالمدينة، تشمل الرأس والسور ووسام والغيل، والإسراع في تعبيدها وتوصيلها بالبحر، حتى لا تؤثر في الأحياء المنخفضة بالمدينة. كما نسّقنا مع الجهات المختصة، لاستكمال شبكة الصرف الصحي، وأحواض المعالجة لتشمل جميع الأحياء بالمدينة.

هنالك مناطق تعاني الطرق الترابية ومردودها السلبي على السكان، ما جهودكم في تعبيدها؟

- بالفعل هنالك مناطق بالمدينة بحاجة ماسّة إلى شبكة طرق داخلية، حيث عقدنا اجتماعات متواصلة مع هيئة الطرق والمواصلات بالشارقة، وقدمنا مخططاً كاملاً للمناطق ذات الأولوية، والحاجة الملحّة إلى إنشاء طرق داخلية، مثل أحياء البردي والبراحة وخور كلباء والقلعة، بالمنهج نفسه، عملنا مع الجهة المعنية بالإمارة من أجل الإسراع في استكمال شبكة الصرف الصحي لتشمل مناطق السور والطريف والساف، وغيرها من المناطق المستحدثة ذات الأولوية في المشروع.

ماذا بخصوص تحديات القطاع السكني؟

- لا شك في أن قطاع الإسكان أحد تحديات المجلس، لذلك بذلنا الجهود ضمن استراتيجية عملنا لتوفير المسكن المناسب والمرموق للمواطنين، تنفيذاً لرؤية صاحب السموّ حاكم الشارقة، مع مراعاة محدودية الرقعة الجغرافية بالمدينة، وحرصنا في ذلك على عدم التعدي مطلقاً على الرقعة الزراعية بالمدينة، طبقاً لرؤية سموّه لتحقيق الأمن الغذائي. لذلك وضعنا مبادرات لمجابهة تحديات القطاع السكني، من أجل تحقيق الاستقرار الأسري والأمن الاجتماعي. ومضينا بخطى حثيثة في جهود توفير الأراضي السكنية للمواطنين، وركزنا على تلبية طلبات المواطنين، خاصة الشباب ورفعها لدائرة الإسكان بالشارقة، حيث نجحنا في تقديم 124 طلباً من المواطنين للجهات المختصة بإمارة الشارقة، للحصول على أراضٍ سكنية وصناعية من ديسمبر العام الماضي حتى نهاية إبريل هذا العام.

كيف ترى هوية المدينة في ظل تعدد المشاريع التنموية؟

- مدينة كلباء تاريخياً منطقة زراعية وكانت واحة وسلة فواكه للمناطق المتاخمة لها، لذلك هويتنا الرسمية تاريخياً منطقة زراعية وبرؤية صاحب السموّ حاكم الشارقة وحكمته ودرايته الشاملة بالمنطقة، استطاع تحويل المدينة مركز إشعاع حضارياً بإنشاء الكثير من المرافق الثقافية والتراثية، فباتت المدينة زاخرة بالمتاحف والأنشطة التراثية والفعاليات، من محاضرات وندوات ومهرجانات تعكس بعدها الثقافي، وشكلت إضافة جديدة لهوية المدينة الزراعية.

كما أن سموّه، تمكن من إضافة بعد سياحي جديد، عندما همّ بالاستثمار في المرافق السياحية وتقديم الخدمات النوعية للزوار والسيّاح، حتى أصحبت كلباء تضاهي المدن الكبرى، حيث وفرت هذه الخدمات قيمة إضافية لجذب السياح والزوار، لتضيف عمليات جذبهم بعداً اقتصادياً للمدينة بالتوافد على مرافقها الجميلة، مثل برج الساعة وشاطئ كلباء والكورنيش الجديد وبحيرة كلباء، والمباني بشكلها الحضاري في مدخل المدينة الشمالية، وتطوير حصن كلباء وكلباء القديمة، وإنشاء المراكز التجارية، مثل الواجهة البحرية، ومول كلباء والمتاحف في الغيل ومتحف أشجار القرم والأحياء المائية، وجامعة كلباء، ونزل الرفراف الذي يعد من الوجهات المتفردة في القطاع الفندقي بالدولة، وعليه طلب عالٍ من السياح ولا يوجد مثيل له في الدولة. إلى جانب الرقعة الخضراء وعمارة المساجد ذات الطابع الحديث، فضلاً عن المشاريع المستقبلية التي ستحقق حال إنجازها خلال المرحلة القادمة، قيمة إضافية للمدينة، مثل سوق الجبيل والقنوات المائية في الغيل والمارينا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4tmxwppz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"