عادي
3 أعوام «أرضية» على إطلاقه للكوكب الأحمر

«مسبار الأمل» يوفر 2.9 تيرابايت من بيانات غلاف المرّيخ

12:35 مساء
قراءة 3 دقائق
خريطة المريخ بناء على تجميع 3 آلاف صورة رصدها المسبار
ثلاثة أعوام أرضية على إطلاق مسبار الأمل إلى المريخ

دبي: يمامة بدوان

يكمل الخميس 20 يوليو، مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» 3 أعوام «أرضية» على إطلاقه إلى الكوكب الأحمر، ما أسهم في توفيره 2.9 تيرابايت من الملاحظات والبيانات الغلاف الجوّي للمرّيخ، كذلك الكشف عن سلسلة من البيانات الفريدة والمهمة، لم ترصد من قبل، ما جعل الإمارات تتبوّأ مكانة مرموقة بين الدول في سباقها لسبر أغوار الفضاء العميق.

ومنذ وصوله إلى مداره في 9 فبراير 2021، تمكن المسبار من توفير 8 حزم من البيانات والصور الفريدة للكوكب الأحمر، منها تعدّ الأولى. كما أنه نشر 13 ورقة علمية وبحثية من البيانات في مجلات علمية متخصصة عالمية، ما يؤكد أهمية هذه المعلومات للباحثين والعلماء في العالم.

اهتمام عالمي

ومع تزايد الاهتمام العالمي بمحاولة فهم طبيعية كوكب المريخ، والبحث عن إجابات عن الظواهر المختلفة للكوكب، تأتي بيانات المسبار وملاحظاته، لتشكل رافداً مهماً للمجتمع العلمي الدولي، إلى جانب تأكيد حرص دولة الإمارات مساهماً رئيساً في تطوير علوم وتكنولوجيا الفضاء، حيث يواصل فريق المهمة تحليل البيانات ونشرها كل 3 أشهر، لتوفير فهم أعمق للظواهر الطبيعية على الكوكب الأحمر.

ومع إتمام مهمته الأساسية في الكوكب الأحمر مطلع 2023، والمتمثلة في دراسة الغلاف الجوي للمريخ، التي أسهمت في توفير الإجابة عن أسئلة علمية رئيسية، باشر «مسبار الأمل» المراحل الأولى من التحليق بجوار قمر ديموس التابع للمريخ، مع تمديد مهمته للعام المقبل 2024، حيث تمكن من التقاط أوضح صورة له، من مسافة 100 كم، ما جعل الإمارات تسجل إنجازاً علمياً، ويدحض نظرية أن هذا القمر هو كويكب خارجي تم التقاطه ضمن مدار المريخ، كما كشفت الملاحظات، لأول مرة، عن مناطق في الجانب البعيد من «ديموس»، لم تُرصد من الناحية التركيبية سابقا.

ملاحظات فريدة

ومن أبرز الملاحظات والبيانات الفريدة، التي وثقها المسبار، خلال مهمته الأساسية الممتدة لعام مريخي واحد (عامان أرضيان)، رصد منتجات الهالة من المستوى الثالث للمقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية ولأول مرة، التي تضم معلومات عن توزيع السحب الممتدة من ذرات الهيدروجين والأكسجين المحيطة بكوكب المريخ وهروبها إلى الفضاء، ورصد أول ملاحظة للاحتجاب النجمي في الطول الموجي فوق البنفسجي القصوى، ورصد تباين ساعات اليوم الواحد، ضمن سحب المياه الجليدية، والبالغ طوله 24 ساعة و37 دقيقة، بينما تصل السنة المريخية إلى 687 يوماً أرضياً. كما تمكن لأول مرة من رصد التغيرات اليومية لدرجات الحرارة في غلافه، من دون أي اختلافات كبيرة للموقع أو التوقيت، مما يؤدي إلى تحليل ناجح لموجات الغلاف بشكل مفصل.

تغيّرات موسمية

ولم يكتف بذلك، بل رصد مسبار الأمل ظواهر مناخية على الكوكب الأحمر، مثل التغيّرات الجغرافية والموسمية اليومية في السمات الرئيسية لغلافه الجوي، كما شكّل خريطة لبيانات الارتفاع من مقياس الارتفاع بالليزر المداري على المريخ، بتجميع أكثر من 3 آلاف ملاحظة لتكون صورة واحدة لسطحه، التي قام بها فريق معهد أبوظبي التابع لجامعة نيويورك بأبوظبي.

ووثّق المسبار عاصفة غبارية إقليمية سريعة التطور، في منطقة «زعنفة القرش» أو «مسطح سرت» في منتصف الشتاء في نصف الكرة الجنوبي، مع انتشار الضباب الغباري وغيوم الجليد المائي الرمادية، كما تمكن من التقاط أول صورة شاملة لظاهرة الشفق المنفصل في الغلاف الجوي للمريخ أثناء الليل، ما أسهم في تقديم معلومات هي الأولى عنه في أوقات مختلفة، ونجاحه في تسجيل ملاحظات فريدة عن العواصف الغبارية المريخية وطريقة تطورها وانتشارها في مساحات شاسعة من الكوكب، والتقاط صور متتالية بفارق 5 دقائق، ما أسهم في مساعدة العلمياء على دراسة حركة الرياح، ومراقبة ظاهرة تشكّل الغيوم، وحركة عواصف الغبار، كذلك التقاط أول صورة طيفية بالأشعة فوق البنفسجية القصوى والمتطرفة لقمر«ديموس»، التي أسهمت في التعرف إلى تكوين السطح والعوامل الجوية الفضائية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yw8xh8y4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"