عادي

«مصيرها الموت أو السجن»...العراق يشنّ حرباً شاملة على المخدرات

15:50 مساء
قراءة 3 دقائق

بغداد (أ ف ب)

على مدى سبع سنوات، كان محمد يتناول بشكل يومي نحو عشر حبوب من الكبتاغون، لكن الشاب البالغ من العمر 23 عاماً يريد الآن أن يتحرّر من إدمانه على المخدرات، الآفة التي يشنّ عليها العراق حرباً شاملة.

تحوّل العراق،، إلى موئل لتجارة المخدرات، لكن في السنوات الأخيرة تفاقم فيه استهلاك المواد المخدرة، فيما تسعى الحكومة لإيجاد حلول للأزمة لا سيما عبر معالجة المدمنين.

وأكثر أنواع المخدرات انتشاراً في العراق، هو الميثامفيتامين أو الكريستال، ويوجد كذلك الكبتاغون وهو من نوع الأمفيتامين يجري إنتاجه على نطاق صناعي في دول مجاروة.

يستقبل حالياً مستشفى إعادة تأهيل للمدمنين افتتحته وزارة الصحة في إبريل/نيسان، نحو 40 مريضاً جاؤوا بأنفسهم إلى «مركز القناة للتأهيل الاجتماعي».

من بينهم محمد الذي يتعاطى منذ أن كان بعمر 16 عاماً، «10 أو 12» حبة كبتاغون في اليوم، كما يروي تحت اسم مستعار، يضيف أنه كان يعمل في متجر للمواد الغذائية ودفعه زملاؤه لبدء تعاطي كبتاغون من نوع «صفر واحد».

ويتابع الشاب المتحدّر من محافظة الأنبار الواقعة في غربي العراق والحدودية مع سوريا والسعودية، «يتعاطونها في المتجر، تعطي نشاطاً وقوة وتمنعك من النوم».

ويضيف أن الحبة التي يبلغ ثمنها دولارين «منتشرة في كل مكان، منتشرة بسهولة».

بعدما أمضى للمرة الأولى أسبوعين في المركز عاد إلى منزله، لكنه قرر بعد ذلك الرجوع إلى العيادة خشية الاستسلام للتعاطي من جديد، ويقول إن الكبتاغون يقود المرء «إما إلى السجن أو إلى الموت».

«آفة»

من حوله وفي أجواء تسودها الراحة في قاعة الرياضة في العيادة، كان رجال من مختلف الأعمار يلعبون كرة الطاولة أو «بايبي فوت»، بعضهم كان مبتسماً فيما بدت ملامح التعب على وجوه آخرين.

تضمّ العيادة قسماً للنساء، ويقضي الشخص فيها شهراً وأحياناً شهرين أو ثلاثة بحسب حالته، فيما يتلقى المرضى دعماً نفسياً أيضاً خلال جلسات فردية يومية أو جماعية أسبوعياً.

وبعد خروجهم من العيادة، يواظب المرضى على زيارات أسبوعية لستة أشهر.

يقول مدير المركز عبد الكريم صادق كريم إن العيادة تستقبل «مختلف الأعمار، تبدأ من ال14 و15 عاماً، لكن معظمهم بالعشرينات من العمر».

ويضيف أن نوع المخدر الأكثر انتشاراً هو الكريستال؛ إذ «يسبب الإدمان من أول جرعة».

من جهته يرى علي عبد الله المعاون الإداري للمركز، أن التعاطي «آفة تدمّر البشر نهائياً»، موضحاً أن استهلاك المخدرات تصاعد في العراق بعد العام 2016.

وتعلن القوات الأمنية العراقية حالياً وبشكل شبه يومي عن عمليات مداهمة وتوقيفات مرتبطة بالمخدرات.

وبين تشرين الأول/أكتوبر ويونيو/حزيران 2023، أوقف 10 آلاف شخص «بتهم مرتبطة بجرائم مخدرات، من متاجرين وناقلين ومهربين ومروّجين ومتعاطين»، كما قال لفرانس برس حسين التميمي المتحدث باسم المديرية العامة لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية.

كذلك ضُبطت 10 ملايين حبة كبتاغون و500 كيلوغرام من المخدرات، بينها 385 كلغ من الكريستال على الأقل خلال الفترة نفسها، وفق الأرقام التي أفصح عنها مسؤولون من مديرية شؤون المخدرات.

وتلقى هذه العمليات نجاحاً غالباً بفعل تعاون إقليمي متزايد وعمل استخباري مشترك في جمع المعلومات.

ويقول التميمي إن«ملف شؤون المخدرات ملف دولي» ولذلك استقبلت بغداد في مايو/أيار مؤتمراً جمع عدة دول مجاورة، كان أهم مخرجاته «إنشاء قاعدة بيانات لتبادل المعلومات في ملف شؤون المخدرات والمؤثرات العقلية»، فضلاً عن «إعداد نقاط تواصل بشكل أسبوعي بين المديرية العامة والأجهزة المختصة في الدول العربية والإقليمية».

سوق صاعدة

وفق أرقام رسمية جمعتها فرانس برس، ضُبطت في الشرق الأوسط 110 ملايين حبة كبتاغون على الأقل في العام 2023.

ومنتصف تموز/ يوليو، أفادت وزارة الداخلية عن اكتشاف غير مسبوق لموقع لتصنيع الكبتاغون في جنوب العراق حيث لا يزال تصنيع المخدرات ضعيفاً.

تدرك الحكومة العراقية خطورة الموضوع، ولذلك فتحت ثلاثة مراكز لإعادة التأهيل في محافظات الأنبار (غرب) وكركوك (شمال) والنجف (جنوب)، لاستقبال المدمنين الذين تم توقيفهم، وتعتزم السلطات فتح مراكز في مماثلة في كافة المحافظات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/54ez2c2u

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"