البصرة.. الليل ملاذ فناني الجداريات من وهج الحر

«الخليج»

تحول فنانو الجداريات في مدينة البصرة بالعراق، الذي يتعرض لموجة شديدة الحرارة هذه الأيام، للعمل ليلاً بدلاً من النهار وذلك لتفادي درجات الحرارة المرتفعة للغاية.

وقال الفنان التشكيلي حسين النجار «درجات الحرارة أثرت في كل مفاصل حياة مدينة البصرة، طبعاً ارتفاع شديد، ودرجات رطوبة عالية أيضاً»

وأضاف النجار «هذا اضطرنا كرسامين إما أن نتوقف عن العمل أو نختار بدائل من حيث المادة ومن حيث وقت العمل، لذلك من حيث المواد اضطررنا أن نستخدم مواد ذات كفاءة عالية رغم الفروق في الأسعار، واضطررنا أن نستخدم هذه المواد التي هي الأصباغ الجدارية خاصة لأن فيها مواصفات خاصة تكون قادرة على تحمل الإشعاع العالي للشمس بالإضافة إلى درجات الحرارة العالية والرطوبة».

وأضاف «على سبيل المثال هذه الرسمة خلال ساعات النهار ستكون درجة الحرارة بحدود 52-53 (درجة مئوية) فمجرد أن الفرشة تلامس الجدار راح تنشف ولا تتحرك حتى على الجدار، لكن بالنسبة لليل لا توجد أشعة شمس مباشرة، درجة حرارة الجدار بحدود 43-45، فبالإمكان معالجة الألوان والسيطرة عليها بنسبة معينة ونقدر نشتغل».

ومن جانبها قالت الفنانة التشكيلية أنسام العطية إن أشعة الشمس والرطوبة ودرجات الحرارة المباشرة تتسبب كذلك في التعب الجسدي والنفسي، بل وتمنع عملية الإبداع ذاتها.

وأضافت لرويترز «نحن كفنانين ارتأينا أن نختار وقت الليل للرسم بسبب الظروف المناخية مثل ما نعرف أن البصرة درجة حرارتها مرتفعة جداً تصل 53 درجة (مئوية).

وأوضحت « كفنانين لا نستطيع تحمل درجات الحرارة العالية أولاً من ناحية صحية، إضافة للإجهاد البدني والنفسي، ودرجة الحرارة العالية تسهم حتى بطريقة الألوان لما نريد نسوي الألوان فهذه الخامات تجف بسرعة بسبب الحرارة، فاخترنا هذا الوقت بالذات بالليل حتى نقدر نرسم ونقدر نبدع لأنه حتى الأفكار تتشوش لما يكون الجو حار صراحة».

وبحسب الأمم المتحدة فإن العراق خامس أكثر دول العالم تضرراً من التغير المناخي.

ويتسبب الجفاف والقيظ الشديد في جعل أجزاء كبيرة من العراق لا تكاد تصلح للسكن خلال أشهر الصيف.

وقال الفنان التشكيلي أحمد ماجد «بالنسبة للرسم هو مصدر رزقنا، هذا مصدر رزقي الشخصي، أجّلنا الكثير من أوردرات «طلبات» ومستمرين بالتأجيل لأننا لا نستطيع أن نعمل بدرجات الحرارة العالية ومستمرين بالتأجيل لحد ما يبرد الجو ونقدر نشتغل إن شاء الله».