المخدرات آفة المجتمع

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

يبدأ بتجربة، وينتهي بإدمان، والضحية أسرة كاملة وليست فرداً واحداً، هكذا تكون رحلة الإدمان على المخدِّرات، رحلة عنوانها الشقاء، وقصتها الضياع، وخاتمتها الهلاك.
آفة الإدمان على المخدِّرات تؤثر سلباً في جيل الشباب، وتعدّ من أعقد التحديات التي تواجه المجتمعات، وتؤثر في ترابط الأسرة. وطرائق الترويج لتلك الآفة تنوّعت، فلم تعد تقليدية كما كانت سابقة، بل أصبحت تصل بكل سهولة لهواتف الشباب، وأصبح مهربو تلك المخدِّرات يتفنّنون في ابتكار طرائق جديدة للترويج.
جهود عظيمة تبذلها الجهات الأمنية بالدولة للتصدي لتلك الآفة، والقبض على المروّجين، وتوعية الشباب بأضرار تلك الآفة بشكل مستمر؛ فالبرامج التوعوية لا تتوقف، وتلك القضية تمثل مسؤولية الجميع، فكل فرد في المجتمع له دور مهم في الحدّ من تلك الآفة، والإبلاغ عن الحالات المشكوك فيها، فضلاً عن تقديم النصائح للشباب، والإبلاغ عن الشباب المدمنين أيضاً، ليلتحقوا بالبرامج العلاجية، وتنتهي رحلة معاناتهم، وتتغير حياتهم للأفضل، ويكونوا أشخاصاً منتجين في المجتمع.
برامج متنوعة تقدمها الدولة من أجل حماية الشباب من تلك الآفة، وأخرى تطرحها من أجل تقديم الرعاية العلاجية لشفائهم من إدمان المخدِّرات، وكثير من الانتكاسات تحدث، والتهاون من بعض المرضى، إلّا أنها مستمرة في تقديم الرعاية العلاجية لهم، وهنا يأتي الدور المهم للأسر، لدعم مرضاهم من تلك الفئة، وتقديم المساندة لهم؛ لمعاونتهم على التخلّص من الإدمان، والبقاء بجانبهم حتى لا يعودوا للنفق المظلم ولرفقاء السوء، الذين يشكلون السبب الرئيسي في انتشار تلك الآفة.
المراكز المتخصصة لعلاج الإدمان أُنشئت من أجلهم، وتنوّعت برامجها لاستقطابهم، فضلاً عن السرية التي قد تكون سبباً في حماية خصوصية المدمنين، حتى يصلوا إلى مرحلة التعافي التام، ويكونوا قادرين على الدمج في المجتمع.
الدولة حريصة على هذا الملفّ الشائك، فتمّ تشكيل «مجلس مكافحة المخدِّرات» برئاسة الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بهدف مكافحة جلب المخدِّرات، وتوفير الكشف المبكر والعلاج المبكر للمتضررين من تلك الآفة، لتكون جميع المبادرات والبرامج تُسهم في الحدّ من تلك الآفة، وتعزيز الوعي المجتمعي له دور إيجابي في إكمال تلك المنظومة الرقابية والعلاجية.
توفير فرص وظيفية لمثل تلك الفئات من المتعافين من الإدمان ضرورة، حتى لا يعودوا إلى نفق الإدمان، ويكونوا قادرين على بدء حياة جديدة، والانطلاق إلى رحلة عمل من دون أي منغصات، فضلاً عن قدرتهم على إيجاد مساحة جيدة في الحياة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/29fdybva

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"