عادي

السياحة المفرطة تزعج محمية في «الألب الفرنسية»

18:39 مساء
قراءة دقيقتين

في صباح أحد الأيام المشمسة، تسطّر ماريون غيتيني، أمينة محمية طبيعية، محضر ضبط يُلزِم دفع غرامة في حق شابتين ألمانيتين تخيّمان خارج الأوقات المسموح بها في منطقة مواجهة لسلسلة جبال مون بلان فوق شاموني في جنوب شرق فرنسا.

إنها الساعة التاسعة والربع صباحاً... وقد تخطى السياح الوقت المسموح به لتخييم المتنزهين، وبالتالي ارتكبوا مخالفة يُغرّم أصحابها بـ68 يورو. وتشكل القيود وعمليات المراقبة العقابية جزءاً من التدابير المتخذة لحماية المحمية الطبيعية وبحيراتها من مخاطر السياحة المفرطة.

وتقدّم هذه المناطق السياحية في جبال الألب، رؤية لا تُحجب لجبل مون بلان، مع مسارات للتنزه العائلي، وبعد الصعود بالتليفريك من شاموني، يجب السير لنحو ساعتين لبلوغ بحيرة بلان على علو 2350 متراً. ويشهد الموقع زيارة 1000 إلى 1500 شخص في المعدل يومياً خلال الصيف، وفق تقديرات الجمعية المكلفة حفظ الموقع.

ويقر إريك فورنييه، رئيس بلدية شاموني الواقعة في منطقة شاموني - مون بلان بأن «هذه نقطة ساخنة يتعين حلها». وتضم المنطقة نحو 13 ألف نسمة و82 ألف سرير سياحي، وشهدت ازدياداً في نسبة الإقبال خلال الصيف بنسبة 5% مقارنة مع 2022. ويشدد رئيس البلدية مع ذلك على الطابع «غير التمثيلي» للموقع، مقارنة مع مساحات طبيعية أخرى في المنطقة لا تعاني برأيه «الإقبال المفرط».

ولاحتواء موجات السياح بصورة أفضل، تجهد السلطات العامة لإيجاد وسائل تعداد جديدة. ويرتدي احتساب حجم التدفق إلى هذا الموقع صعوبة أكبر مقارنة بـ«نقاط ساخنة» أخرى في المنطقة، كتلفريك إغوي دو ميدي أو قطار مير دو غلاس (بحر الجليد)، اللذين باعا على التوالي 345 ألف تذكرة و205 آلاف عام 2022.

وفي الانتظار، تخضع بحيرة بلان منذ بداية الصيف الحالي لتدابير حماية جديدة، بما يشمل وضع حبال لمنع خروج الزائرين عن الدروب المحددة لهم، وأنظمة للتصريح الذاتي عن مواقع التخييم العشوائي، ومنع السباحة خلال شهري يوليو/ تموز وأغسطس/آب، وتوعية المتنزهين.

وعلى الرغم من وجود لافتات ضخمة تحدد السلوكات المحظورة في المكان، فإن الرسالة المطلوبة لا تجد آذاناً صاغية لدى البعض. ومُنعت السباحة في المكان لأسباب مرتبطة بالسلامة العامة، ويُعرّض المخالفون أنفسهم لغرامات مالية.

ومن المشكلات الأخرى في الموقع، المسيّرات، وهي ممنوعة في المحمية الطبيعية. وفي خلال 15 دقيقة، ترصد ماريون غيتيني مسيّرتين. ويبرر زوجان إنجليزيان تسييرهما لهذه الطائرات من دون طيار في المكان بأنهما «يجهلان» أنها ممنوعة. وتقول حارسة الموقع «نشهد عدداً متزايداً من المسيّرات» في سماء المنطقة، وهي تحرص على محو أي صور ممنوعة ملتقطة من المكان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ycka7n3p

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"