حنين إلى مجلة ثقافية

هذا الحنين إلى مجلة ثقافية، كأن المجلة عائلة أو بيت أو مجموعة أصدقاء، وهي كذلك، أما المجلة فهي «شؤون أدبية». وكان ذلك قبل أكثر من ٣٧ عاماً.
صدر العدد الأول من مجلة «شؤون أدبية» «ثقافية فصلية» عن اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في شتاء ١٩٨٦، ١٩٨٧ في 172 صفحة، وجاء اسم الروائي علي أبو الريش بصفة المشرف العام، أما سكرتير التحرير، فكان الناقد والمترجم العراقي رعد عبد الجليل جواد، وتألفت هيئة التحرير من: د. أحمد سلامة، أمينة بوشهاب، حمدة خميس، عارف الخاجة، عبدالحميد أحمد، د. محمد حوّر، د. محمد المطوّع، وصمّم غلاف العدد الأول من «شؤون أدبية» الفنان العراقي محمد فهمي، وجاء في الصفحة التعريفية الأولى من المجلة أنها تتلقى المراسلات باسم سكرتير التحرير على صندوق بريد (ص.ب ٤٣٢١ الشارقة).
كانت الحصة الكبرى في العدد الأول من «شؤون أدبية» للشعر والقصة القصيرة.
قرأنا في ذلك العدد الأول من مجلة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات نصوصاً شعرية عمودية وتفعيلية ونثرية لكل من: سلطان بن علي العويس، عمر أبو سالم، ممدوح عدوان، عبد اللطيف أرناؤوط، ليلى أحمد، عصام ترشحاني، حمدة خميس، مهدي محمد مصطفى، جعفر الجمري، عيسى الياسري، عارف الخاجة، أديب كمال الدين، ظاعن شاهين، وقصائد مترجمة نقلها إلى العربية: علي المك، وكامل يوسف، والدكتور محمد عبدالحيّ.
قرأنا في العدد الأول من «شؤون أدبية» قصصاً قصيرة لكل من: الرميد حسن، سعيد سالم الحنكي، عبدالرضا السجواني، فاروق مرعشي، نعيم علوية، ناصر جبران، عبدالإله عبدالقادر، فاروق أُوهان، وقرأنا قصتين مترجمتين نقلهما إلى العربية: عمر عدس، ومحمود منقذ الهاشمي.
كانت «شؤون أدبية» في عددها الأول، وتالياً في أعدادها الأخرى الفصلية المنتظمة في النصف الثاني من القرن العشرين تعكس خريطة الإبداع الأدبي العربي، متمثلاً في الشعر والقصة القصيرة بشكل خاص، وكانت المجلة في ذلك التمثيل الأدبي بوصفها منبراً ثقافياً إماراتياً، عربياً في الإمارات، وانطلاقاً من الشارقة، تعكس أيضاً خريطة الكتابة العربية التراثية، التقليدية والحداثية المعاصرة أيضاً، وفق استقطابات أدبية أولاً.. بعيداً عن أي اعتبار أيديولوجي أو عقائدي أو تعصبي..فقط، الإبداع العربي الصافي، والحرّ.
[email protected]