عادي

مثقفون عراقيون: رحيل كريم صدمة للشعر والأغنية والحياة

00:22 صباحا
قراءة 3 دقائق

بغداد: زيدان الربيعي

عدّ مبدعون عراقيون رحيل الشاعر الغنائي كريم العراقي خسارة كبيرة لمنظومة الشعر في العراق والوطن العربي، مؤكدين أن رحيل العراقي صدمة كبرى للشعر والأغنية والحياة والأصدقاء.

قال علي الفواز رئيس «أدباء وكتّاب العراق»: «الفقد خسارة كبيرة، ليس للشعر وحده، وهو الذي تعوّد أن يمارس غواية الامتلاء دائماً، بل للألفة والحميمية التي يصنعها شاعر شفاف مثل كريم العراقي، بوصفه شاهداً ورائياً ومنتمياً، لذا أجد في هذا الفقد قسوة من يرى عالمنا وهو يخسر كائناً جمالياً طالما تغنى بالحياة، وصنع لها أجمل الصور».

وأضاف مخاطباً روح الشاعر الراحل: «كريم أيها الصديق القديم، صديق الوجع والأحلام المؤجلة، لا يكفي الرثاء لك، لقد كنت مصراً على الحياة، فحين أخبرتني قبل سنوات عن (المرض) كنت ساخراً، وضاحكاً، لأنه جاء عابراً وأنت تفتش في جسدك القديم عن علل قديمة».

وأردف «كم كنت حالماً بعالم أجمل، وبأيام تتسع للضحك، كتبت للحلم كأنه وطن أنيق، وكتبت عن الأنوثة كأنها سحر للتطهير، وكتبت عن الوجع كأنه ما زال عالقاً بروحك منذ أيام فكتور جارا، وكتبت عن الغناء كأنك تجد فيه ترياقاً للخلاص من غرائبية الموت».

بدوره قال عازف العود العراقي نصير شمة: «اليوم حزين قاتم ومؤلم، نودع صديقاً عزيزاً وشاعراً موهوباً وإنساناً في زمن تغيب فيه الإنسانية.. اليوم نودع كريم العراقي.. كريم الإنسان والمبدع، الفنان بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى. كانت أوقاتنا معاً وهو على سرير المرض وخلال أيام الصحة لحظات ستظل في قلبي إلى الأبد».

وأضاف «كريم لم يكن مجرد صديق، بل كان رفيق الأوقات الجميلة والمشاريع الإبداعية.. في مسرحيتنا التي قدمناها في بغداد، كانت لنا لقاءات لا تنسى.. أفراحنا معاً ونحن نتوقف عند التفاصيل الفنية الإبداعية».

نهر الشعر

وتابع «كان كريم ينبض شعراً، وكانت كلماته مرسومة في قلبه ووجدانه وحكمته، امتلك موهبة فريدة استطاع من خلالها ملامسة القلوب والعقول وإلهام الآخرين، كان علامة وسيبقى في عالم الأدب والفن نبراساً يضيء لأجيال جديدة».

وختم شمة بالقول: «أشعر بحزن عميق وأفتقده بشدة. فقدان كريم العراقي لن يعوض أبداً، ولكن يعزينا أننا نحمل ذكرياته في قلوبنا».

بينما رأى الشاعر مجاهد أبو الهيل، أن «رحيل نهر الشعر العذب الصديق كريم العراقي صدمة كبرى للشعر والأغنية والحياة والأصدقاء، نهاية لعصر الأندلس ونزار قباني، فهو امتداد للموسيقى والمطر والزقزقات، رحل مبتسماً وترك خلفه جيلاً يبكي وتاريخاً يسجل وأغنية تلطم خدها على رحيل أبيها».

في حين اختصر الشاعر يوسف المحمداوي حديثه بكلمات قليلة قال فيها: «صبرك الله وصبرنا على فراق من نحب، والكبير كريم العراقي كما أكرم الإخيال بشوارده الرائعة، بالتأكيد أن أرشيف الذاكرة سيكرمه بالخلود».

وقال معن غالب سبّاح، الناطق الإعلامي لاتحاد أدباء العراق: «منذ بواكير الذوق وتشكل شخصياتنا كان لكلمات العراقي فيها فعل السحر، فهو القادم من بطون حزن الجنوبيات والهادل على أغصان الأحبة».

وأضاف «أيها العراقي حد نخاع كل حرف في الكلمة، يا صديق أبجديات الأنين، ويا واحة استراحة يقف عندها كل من ألهمته أغانيك ليقف قبالة الحبيب بكل عنفوان العاشقين، كيف ننعاك، وماذا يقول ناعيك غير أن يغني لبغدادك التي تهوى.. خسارتنا بفقدك فادحة وعزاؤنا أنك من الخالدين في وجداننا أبد الدهر».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5dnvutxy

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"