بعد كارثة زلزال الحوز المدمر، اجتاحت سيول جارفة، أمس الجمعة، إقليم ميدلت الواقع شرقي المغرب، فيما توقّع مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث أمس الجمعة أن تطلب الممملكة مساعدة من الأمم المتحدة «اليوم أو غداً» لمساندة الناجين من الزلزال.
وضربت عواصف قوية مدينة وجدة، ما أدى لتعطل حركة السير واقتلاع العديد من الأشجار.
وانتشرت مقاطع مصورة للسيول وسط تحذيرات من بعض السكان من توخي الحذر واتخاذ طرق بديلة وعدم الاستهانة بالأرواح بالتواجد في مناطق السيول.
وظهر في بعض المقاطع السيول وهي تجرف بعض السيارات رغم محاولات أصحابها السيطرة عليها وإخراجها خارج مجرى السيل دون فائدة.
انقطاع الطريق بين الريش وميدلت
وأشارت بعض المصادر في المغرب إلى انقطاع الطريق بين الريش وميدلت.
وأفاد شهود عيان بأن أمطاراً مستمرة في الهطول في شرق المغرب منذ أكثر من 12 ساعة تسببت في حدوث سيول جارفة.
من جهة أخرى، توقّع مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث أمس الجمعة أن يطلب المغرب مساعدة من الأمم المتحدة «اليوم أو غداً» لمساندة الناجين من الزلزال.
وصرح غريفيث، منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، في مؤتمر صحفي «نتوقع ونأمل استناداً إلى محادثاتنا مع السلطات المغربية أن يرسل طلب المساعدة اليوم أو غداً.. أعني بذلك قريباً جداً».
وأكّد أنه بعد الحصول على الضوء الأخضر من المغرب، سيكون بإمكان الأمم المتحدة المشاركة في مرحلة مساعدة الناجين.
وبلغ عدد الضحايا جراء الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز جنوب مراكش ليل الثامن إلى التاسع من سبتمبر/أيلول 2946 قتيلاً و5674 جريحاً، وفق آخر حصيلة رسمية صدرت مساء الأربعاء.
وقال غريفيث «إنني واثق بأن هذه الأرقام أدنى من العدد الفعلي، لكن السلطات وضعتها بتأنّ».
ووقع الزلزال ليل الجمعة السبت، وكان بقوة 7 درجات، بحسب المركز المغربي للبحث العلمي والتقني (6.8 وفق هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية)، وهو أقوى هزّة يتمّ قياسها في المغرب على الإطلاق. وضرب خصوصاً قرى نائية في مناطق جبلية معزولة.
وأعلنت الرباط مساء الأحد قبولها عروضاً من أربع دول، للمشاركة في عمليات الإغاثة.
ولم ينتقد غريفيث عدم طلب المغرب فوراً مساعدة الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن «الأيام الأولى بعد كارثة مفاجئة تشهد على الدوام فوضى نسبية».
وقال إن المرحلة الأولى «تركز على البحث عن الناجين وعن الذين لم ينجوا»، في حين أن «المرحلة التالية تقضي بتقديم المساعدة للناجين وتوفير ملاجئ وطعام ومعدات طبية».
وتابع «آمل في المغرب أن ننتقل من مرحلة إلى أخرى».
لا انتقادات
وأوضح «ليست لدي أي انتقادات، نحن مستعدون للعمل وتقديم دعم في ما يخص التنسيق».
وتابع «انتقلنا مؤخراً فقط من البحث عن أحياء إلى تقديم المساعدة للناجين، وهي المرحلة التي تكتسب فيها المساعدة أهمية قصوى».
سنوات لإعادة البناء
وقال متحدث باسم الفيدرالية الدولية لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بونوا شاربانتيي «تلزمنا أسابيع، أشهر أو حتى سنوات لإعادة البناء، لأن الأمر هنا لا يتعلق بمجرد تصليحات بل بإعادة تشييد العديد من القرى».
وأطلق الصليب الأحمر الدولي نداء لجمع أكثر من 100 مليون دولار لتوفير الاحتياجات العاجلة للمغرب.
وأوضح شاربنتيي أن الناس بحاجة لمأوى وفرش وأغطية وألبسة شتوية. وكان يتحدث خلال المؤتمر الصحفي لغريفيث انطلاقاً من مراكش.
وأضاف «يتوقع أن تضرب عواصف وتهطل أمطار الثلاثاء المقبل بينما لا يزال الناس ينامون في العراء. خلال الأسابيع المقبلة ستهبط درجات الحرارة إلى صفر أو ناقص عشرة في الجبال. يجب أن نضمن لكل هؤلاء الناس سقفاً».(وكالات)