عادي

دراسة جديدة تقلب المعطيات رأساً على عقب بشأن مجرة درب التبانة

17:48 مساء
قراءة 3 دقائق
مجرة درب التبانة التي تضم كوكب الأرض (أرشيفية)
باريس - أ ف ب
أفادت دراسة نُشرت، الأربعاء، بأن كتلة مجرّة درب التبانة أقل بأربع إلى خمس مرات مما كان يُعتقَد سابقاً، وهي خلاصات تقلب رأساً على عقب المعطيات التي كانت معروفة إلى اليوم عن المجرة التي تشمل كوكب الأرض.
هذه النتيجة هي «ثمرة ثورة غايا»، على ما يوضح عالم الفلك فرنسوا هامر، المشارك في إعداد الدراسة التي نشرتها مجلة «أسترونومي أند أستروفيزيكس».
وكشف غايا، القمر الاصطناعي المخصص لرسم خرائط مجرة درب التبانة، عن مواقع وحركات 1,8 مليار نجم، في أحدث بيانات له في عام 2022.
ويشكل ذلك جزءاً صغيراً من إجمالي ما تحتويه مجرتنا الحلزونية، وهو قرص يبلغ قطره نحو 100 ألف سنة ضوئية، ويتكوّن من أربع أذرع كبيرة، يضم أحدها مجموعتنا الشمسية، تمتد كلها حول مركز مضيء للغاية.
وأتاحت دراسة بيانات غايا حساب منحنى دوران درب التبانة بدقة غير مسبوقة، بحسب معدي الدراسة. وتقوم المهمة على تحديد السرعة التي تدور بها الأجرام السماوية حول مركز المجرة.
وقد خلصت ملاحظات المجرات الحلزونية في ما مضى إلى أن هذا المنحنى كان مسطحاً، أي أنه بمجرد الوصول إلى مسافة معينة من المركز، كانت سرعة الدوران ثابتة.
وقال فرنسوا هامر: «هذه المرة الأولى التي نكتشف فيها أن المنحنى يهبط خارج قرصها. كما لو أنه لا يوجد الكثير من المواد على بعد ما بين 50 و80 ألف سنة من مركز المجرة».
وأضاف أنه «بنتيجة ذلك، أعيد تقويم كتلة مجرتنا درب التبانة إلى قيم تُعتبر منخفضة للغاية، بنحو 200 مليار مرة كتلة الشمس»، أي أقل بخمس مرات من التقديرات السابقة.
استنتاجات جريئة
الدراسة التي أجراها الفريق الدولي وقادها علماء فلك من مرصد باريس والمركز الوطني للأبحاث العلمية في فرنسا، لها نتيجة رئيسية ثانية، إذ إنها «تدفع إلى التشكيك في العلاقة بين المادة المضيئة والمادة المظلمة»، بحسب عالم الفلك هامر.
وتُسمى هذه المادة المظلمة الافتراضية أيضاً بالمادة المظلمة لأنها بقيت غير مرئية وغير قابلة للاكتشاف حتى الآن. ومن المفترض أن توفر الكتلة اللازمة لتماسك المجرات، وتمثل نحو ستة أضعاف كتلة المادة المضيئة، المكونة من النجوم والسحب الغازية. بالنسبة لمجرة درب التبانة، ترى حسابات الدراسة أن هذه النسبة أقل بكثير، مع وجود مادة مظلمة أكثر بثلاث مرات فقط من المادة المضيئة.
لكن عالمة الفلك فرنسواز كومب، وهي زميلة فرنسوا هامر في مرصد باريس، تعتبر أن «هذه الاستنتاجات جريئة بعض الشيء، أو حتى ربما لا تقوم على أساس جيد».
ويرجع ذلك بشكل ملحوظ إلى أن الدراسة تركز على نصف قطر منخفض للمجرة، بينما يحتسب علماء الفلك بشكل عام كتلة المجرة مع الأخذ في الاعتبار مسافات أكبر بكثير.
وتشير كومب، المتخصصة الكبيرة في تطور المجرات، إلى أنه «مع ذلك، بالإضافة إلى الغازات والتجمعات النجمية الكروية والمجرات القزمة أو حتى سحابة ماجلان، لدينا الكثير من المادة المظلمة حتى هذه المسافات، مع كتلة مماثلة».
وعلى الرغم من ذلك ترحب كومب «بالعمل الدقيق للغاية، الذي يحسن معرفتنا بالنجوم ودورانها، حتى مسافة تصل إلى نحو 80 ألف سنة ضوئية من مركز المجرة».
يدافع فريق فرنسوا هامر عن هذا العمل من خلال التحدث عن الطابع الفريد لمجرتنا. وعلى عكس عدد كبير من المجرات الحلزونية، التي شهدت تصادمات عنيفة بين المجرات قبل ستة مليارات سنة، فإن «مجرة درب التبانة تطورت بشكل أكثر هدوءاً لمدة تسعة مليارات سنة»، وفق هامر.
كذلك، يمكن تبرير الفرق بين مجرة درب التبانة والمجرات الحلزونية الأخرى من خلال طريقة المراقبة، التي تعتمد على النجوم في الأولى، وعلى السحب الغازية في الثانية.
من جهتها، ترى فرنسواز كومب أن «مجرة درب التبانة ليست استثنائية على الإطلاق، أما على صعيد المادة المظلمة فهي مثل غيرها».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2s362myw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"