عادي
الدورة السادسة تنطلق 29 أكتوبر

القمة الثقافية في أبوظبي.. «مسألة وقت»

00:45 صباحا
قراءة 4 دقائق
القمة الثقافية أبوظبي (أرشيفية)

أبوظبي: «الخليج»

تنظم دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، فعاليات الدورة السادسة من القمة الثقافية أبوظبي في منارة السعديات تحت شعار «مسألة وقت»، خلال الفترة من 29 إلى 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لاستكشاف تغيير علاقتنا مع الوقت وكيف يمكن للثقافة أن تبدل مفهوم العالم للوقت.

تجمع هذه الدورة نخبة من أبرز القادة في الثقافة والفن والإعلام والسياسة والتكنولوجيا، من أكثر من 90 دولة، في جلسات تتناول كيفية تحويل الوقت من الطابع الميكانيكي الذي يُميّزه في عصرنا الحالي، إلى طابع ثقافي جديد.

تستكشف جلسات القمة الحوارية تأثير تغيير علاقتنا مع الوقت في طريقة إنتاج الثقافة وتلقيها واستهلاكها، إضافة إلى دور الثقافة في مساعدتنا على اجتياز لحظة التغير الحاسمة هذه في طريقة تعاملنا مع الوقت.

ويحفل برنامج القمة هذا العام، بجدول أعمال زاخر، من الكلمات الافتتاحية والجلسات الحوارية، ومحادثات الفنانين، والحوارات الإبداعية، والعروض الثقافية، والمرئية التي يقدمها نخبة من المشاركين من القادة الثقافيين والفنانين وصناع القرار والباحثين والتربويين لدراسة هذه القضايا المعاصرة الملحّة.

وتطمح القمة في دورتها لهذا العام إلى إيجاد طرق جديدة يمكن للثقافة من خلالها تغيير المجتمعات حول العالم، وتحويلها إلى حلول فعلية وواقع ملموس.

وقال محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: «ضمن أهدافها الاستراتيجية التي أطلقت لأجلها، تعود القمة الثقافية في دورتها ال 6 لمعالجة القضايا الملحة التي تؤثر في ميدان الثقافة. مستكشفة من خلال آراء نخبة المفكرين وصناع القرار والمبدعين دور الثقافة في تغيير سرعة إيقاع العالم، من خلال تسلّيط الضوء على علاقتنا مع الوقت. ومع جهودنا لمواكبة تطورات العصر الحالي لا يسعنا إلا أن نسأل أنفسنا كيف تغيرت علاقتنا مع الوقت، وما تأثير ذلك في طريقة إنتاجنا للثقافة واستهلاكها».

ويتناول برنامج القمة موضوعاً فرعياً كل يوم، يرتبط بتطور علاقتنا بالوقت، يناقش التحديات التي يفرضها هذا التطور على القطاعات الثقافية والإبداعية وتقديم حلول عملية لتجاوزها.

وتركز جلسات وفعاليات اليوم الأول بعنوان «تذكر الأوقات» (مرور الوقت)، حول طريقة فهمنا لمسار الوقت في عصر نشهد فيه تقلباً سريعاً لأنظار واهتمامات الجميع، وتتجلى هنا أهمية الثقافة في تكوين الذكريات الجماعية، ويطرح السؤال: هل يمكننا التوفيق بين الماضي والحاضر والمستقبل لوضع أسس مشتركة منتجة جديدة؟ وما هي بدائل المفهوم الخطي للوقت التي يمكننا استخدامها لإعادة تصوّر علاقة أكثر استدامة مع الوقت؟

يُسلّط اليوم الثاني بعنوان «وقت التصرف» (اغتنام اللحظة)، الضوء على انتشار «ثقافة السرعة» التي تُلغي تدريجياً التفكير النقدي وقدرتنا على التعامل مع التعقيدات، ما يسبب اضطرابات كبيرة في كيفية إنتاج الثقافة وتلقيها واستهلاكها. وفي هذا السياق، ستدعو القمة، في يومها الثاني، المتحدثين لاستكشاف قدرات الثقافة والمجالات الإبداعية في مساعدتنا على إبطاء تلك السرعة والتغلب على حالة انعدام اليقين وتجاوز التعقيدات بسهولة وفاعلية أكبر.

الزمن العميق

في اليوم الثالث، تناقش القمة موضوع «وقت المشاركة» (الوقت الذي لا ينتهي)، ومع تزايد ضبابية المستقبل وسط تقلبات عصرنا وتعقيداته، تتنامى أهمية تعاون العالم لمعالجة التحديات المشتركة طويلة الأجل، مثل حالة الطوارئ المناخية والأزمات المرتبطة بها. كما يستعرض اليوم الثالث ما يمكن للثقافة أن تقدمه في ضوء بروز آفاق جديدة طويلة الأجل من خلال طرح مفهوم «الزمن العميق»، وسيدعو هذا الموضوع الفرعي أيضاً إلى التفكير في دور الاستجابة لتحدي التغيّر المناخي حول العالم.

وقال إرنستو أتون راميرز، مساعد المدير العام للثقافة في «اليونيسكو»: «يشكل عام 2023 محطة استثنائية لقطاع الثقافة. ففي ظل المساعي الدؤوبة لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، سيحظى الفنانون والمهنيون الثقافيون بفرصة لتقديم حلول جديدة تساعد في سد الفجوات الموجودة، وقد حان وقت العمل لجعل الثقافة هدفاً قائماً بحد ذاته، في خطة التنمية العالمية لعام 2030 وما بعدها».

وقال كينيث كوكير، نائب المحرر التنفيذي في مجلة «إيكونومست»: «في ضوء التقدم الذي يسجله الذكاء الاصطناعي، تقف الثقافة كأداة حاسمة للتعبير عن قيمنا الإنسانية ومصيرنا المشترك».

وعلّق تيم مارلو، الرئيس التنفيذي ومدير متحف التصميم: «رسّخت القمة الثقافية أبوظبي مكانتها خلال فترة وجيزة كمنصة مهمة تلتقي فيها المجتمعات الثقافية من مختلف أنحاء العالم.

من جهته، قال أنطوني نقاش، المدير العام التنفيذي لشركة غوغل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: «يسعدنا أن نواصل شراكتنا مع دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي في قمتها الثقافية السادسة لنبحث الدور الذي يمكن فيه لمنتجاتنا الرقمية دعم قطاعي الثقافة والسفر، محلياً ودولياً.

وقال ريتشارد أرمسترونغ، مدير مؤسسة ومتحف سولومون آر جوجنهايم: «طوّر متحف جوجنهايم علاقة وثيقة مع (ثقافة أبوظبي) على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية. وتحدث كل من: هارفي ماسون جونيور، الرئيس التنفيذي لدى الأكاديمية الوطنية لتسجيل الفنون والعلوم، وبانوس إيه باناي، رئيس منتجات ويندوز حيث عبرا عن سعادتهما بالقمة الثقافية أبوظبي التي تعتبر حدثاً استثنائياً ومنصة مثالية لتبادل المعرفة والأفكار».

تبادل المعرفة

تشكل القمة منتدى سنوياً استثنائياً لتبادل المعرفة والحوار وتطوير السياسات، وتنظمها «ثقافة أبوظبي» بالتعاون مع عدد من الشركاء العالميين، من أبرزهم، (اليونيسكو)، ومتحف ومؤسسة سولومون آر جوجنهايم، وإيكونومست إمباكت، ومتحف التصميم في لندن، وغوغل، والأكاديمية الوطنية لتسجيل الفنون والعلوم إلى جانب عدد من الشركاء الآخرين، مثل أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، وغيرها من المؤسسات.

مواضيع ملهمة

شهدت الدورات السابقة من القمة الثقافية أبوظبي تناول مواضيع ملهمة ومشاركة متحدثين بارزين، بمن في ذلك نخبة من الشخصيات المؤثرة، أمثال مادلين أولبرايت، ودارين ووكر، والشيخة حور بنت سلطان القاسمي، ومجموعة روانغروبا، وفرانك جيري، وتريفور نواه، الذين ساهموا في إثراء وإلهام حوارات ونقاشات القمة. وأثمرت القمة عام 2022 نشر تقرير بالتعاون بين دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي واليونيسكو بعنوان «الثقافة في زمن كوفيد-19: الصمود والتجدد والنهضة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/zwjks4p4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"