دعا الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى المسارعة بانتخاب رئيس جديد لمجلس النواب بعد عزل الجمهوري، كيفن ماكارثي، من المنصب. وقال مكارثي، بعد عزله، إنه يشعر بالارتياح بعد السابقة التاريخية بالإطاحة به من منصبه كرئيس للمجلس. وأضاف مكارثي إنه خاطر من أجل الشعب، وليس نادماً على الجهود التي قدمها، فيما أوضح الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، أنه ليس لديه أي طموحات لرئاسة مجلس النواب، مؤكداً أن تركيزه حالياً منصبّ على العودة للبيت الأبيض لإنهاء المرحلة المظلمة من تاريخ البلاد، وأنه مستعد للمساعدة في انتخاب رئيس لمجلس النواب. كما قال إن ما يحدث ضده من ملاحقات قانونية يعود لتقدمه على بايدن في كل استطلاعات الرأي المتعلقة بالانتخابات الرئاسية المقبلة. وأضاف ترامب في تصريحات للصحفيين، أمس الأربعاء، أن المكائد التي تحاك ضده لن تؤثر في تقدمه في الانتخابات.
معركة الخلافة
وبعد التصويت التاريخي على عزل الرئيس السابق لمجلس النواب الأمريكي، كيفن مكارثي، من منصبه، لا تزال هناك ضبابية حول من يخلفه، وتداولت وسائل إعلام أمريكية أسماء بعض المرشحين لخلافته، من بينهم، ستيف سكاليس، وجيم جوردن، وكيفن هيرن، وتوم إيمير.
ومع بداية معركة انتخابية جديدة، أكد مكارثي أنه لا ينوي الترشح مجدداً لرئاسة مجلس النواب، رغم أنه يمكن من الناحية النظرية للمشرعين التصويت لمصلحة إعادة مكارثي إلى منصبه. وفي مؤتمر صحفي، قال مكارثي للصحفيين إنه لن يترشح مرة أخرى للمنصب. وأضاف «لقد ناضلت من أجل ما أؤمن به... أعتقد أن بوسعي مواصلة القتال، ولكن ربما بطريقة مختلفة». وأشار إلى أنه قام بالمخاطرة من أجل الشعب الأمريكي، مضيفاً: «أترك منصبي وأنا أشعر بالفخر والإنجاز والتفاؤل.» ولدى سؤاله عن شعوره بعد التصويت بعزله لحظة خروجه من أروقة المجلس، أجاب مكارثي، لكن بحدّة: «أشعر بالارتياح».
وجاء في بيان للمتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار «نظراً إلى أن التحديات الملحّة التي تواجه بلدنا لا تنتظر، يأمل (الرئيس) بأن ينتخب مجلس النواب رئيساً له سريعاً». وقال الديمقراطيون إنهم يعتبرون مكارثي غير جدير بالثقة بعد أن خرق اتفاقاً بشأن الإنفاق مع الرئيس جو بايدن، كما أنهم يشعرون بالغضب من قراره إعطاء الضوء الأخضر لإجراء تحقيق بشأن عزل الرئيس جو بايدن. كما يحمّل الديمقراطيون مكارثي مسؤولية دفع البلاد إلى شفير «إغلاق حكومي». وفي مؤشر يدل على رفض محتمل ليساريين ديمقراطيين لبقاء مكارثي في منصبه، قالت النائبة التقدمية ألكسندريا أوكاسيو-كورتيز في تصريح صحفي إنها ستصوّت «بالتأكيد» لمصلحة إطاحة رئيس المجلس. وأضافت أنه «ليس على الديمقراطيين إنقاذ الجمهوريين من أنفسهم».
وكان أعضاء مجلس النواب الأمريكي صوتوا، أمس الأول الثلاثاء، على عزل رئيسهم، في خطوة هي الأولى من نوعها في تاريخ البلاد. وقد صوت 216 نائباً لمصلحة عزل مكارثي، في حين عارضه 210 نواب. وجاء تصويت العزل على خلفية تمكن مكارثي من تجنب إغلاق جزئي للحكومة بفارق ضئيل، عبر إقرار مشروع قانون يحظى بدعم عدد أكبر من الديمقراطيين مقارنة بالجمهوريين.
محاكمة ترامب
وفي سياق محاكمة الرئيس السابق، أكد ترامب أنه قام بسداد كل المبالغ والديون المستحقة للبنوك، مشيراً إلى أنه لم يُسمح له باستقدام هيئة محلفين في سابقة هي الأولى من نوعها. وشدّد على أن العدالة يجب ألا تستخدم كسلاح سياسي. وأضاف أن قضية الاحتيال المدني بداية الشيوعية في أمريكا، على حد وصفه، مشيراً إلى أن قضية الاحتيال المدني ستفشل بلا شك، وتابع «سنقوم بما هو الأفضل لشعبنا وبلدنا». ولفت الرئيس السابق إلى أن «الحزب الجمهوري يقوم بعمل رائع لإعادة أمريكا عظيمة من جديد»، مشدداً على عودته إلى الرئاسة وإنهاء هذه المرحلة التي وصفها بالمظلمة من تاريخ البلاد. يذكر أن محاكمة مدنية بتهمة الاحتيال كانت بدأت، يوم الاثنين الماضي، يمكن أن توجه ضربة للإمبراطورية العقارية لترامب، حيث اتهمته جيمس بجني أكثر من 100 مليون دولار من خلال الكذب. وتتعلق المحاكمة في قاعة محكمة بوسط مانهاتن باتهامات جيمس لترامب بالمبالغة في تقييم أصوله للتمكن من الحصول على قروض، وعلى شروط تأمين أفضل. (وكالات)
