جذب معرض إكسباند نورث ستار، الذي ينظمه مركز دبي التجاري العالمي وتستضيفه غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، 50 شركة مليارية (يونيكورن) تبلغ قيمتها السوقية الإجمالية حوالي 663 مليار دولار، ما يعكس مكانة دبي وجهةً عالمية للشركات المليارية.
وتعد الشركات المليارية محركات أساسية للابتكار والنمو الاقتصادي في المنطقة. ويعكس حضورها وجود منظومة تقنية متقدمة، خاصة في ما يتعلق بنمو رأس المال الاستثماري، فضلاً عن الاستثمار الدولي، وتأتي مشاركتها في المعرض لتشكل دعماً لأهدافه بتعزيز جهود تحقيق مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية (D33) لتحويل 30 شركة ناشئة إلى شركة عالمية يونيكورن - بقيمة مليار دولار أو أكثر - بحلول عام 2033.
وتهدف أجندة دبي الاقتصادية (D33) التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، إلى مضاعفة حجم اقتصاد الإمارة، خلال العقد المقبل، وتعزيز مكانة دبي لتكون بين أفضل ثلاث مدن اقتصادية حول العالم.
وقال كريستيان ويدبروك الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة الحوسبة الكمومية Xanadu Quantum Technologies في كندا، التي تبلغ قيمتها مليار دولار: «في المرة الأولى التي أتيت فيها إلى دبي، كانت في وقت سابق من هذا العام، وهذه هي المرة الثالثة لي هنا ويجب أن أعود مرة أخرى في غضون بضعة أسابيع أخرى. أنا حقاً أحب هذا المكان، أعتقد أنه يعطيك مثالاً جيدًا لما يمكن أن يبدو عليه المستقبل. إنها واحدة من البلدان المفضلة لدي في العالم، وأعتقد أن ما نقوم به هنا في الحوسبة الكمومية هو شيء يمكن أن يضاهي طموحات دبي وأبو ظبي والإمارات العربية المتحدة ككل في ما يتعلق بالتكنولوجيا العميقة، نحن لسنا في دبي ولكننا قريبون جدًا من القيام بشيء ما في أوائل العام المقبل، وهو افتتاح مكتب هنا في دبي. لقد تحدثنا مع مختلف المسؤولين الحكوميين وصناديق الثروة السيادية، وهم أيضًا متحمسون للغاية. في الواقع، أحد مستثمرينا من العام الماضي كان هيئة كهرباء ومياه دبي، وهم مهتمون جدًا بالتكنولوجيا العميقة خاصة الحوسبة الكمومية. وهناك الكثير من الشركات الناشئة الرائعة هنا وفرص التمويل، والكثير من الحاضنات، كما أنه يتمتع بأجواء رائعة وصديق للأعمال التجارية للغاية».
من جهته، قال جوناثان روس الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة (Groq)، التي تبلغ قيمتها مليار دولار: «هذه هي المرة الأولى لي في دبي، وهي رائعة، لدينا مبيعات في دبي، فالموقع والبنية التحتية رائعة، فهو بجوار أكبر مطار في العالم. إنه مركز العالم الآن. يعد معرض «إكسباند نورث ستار» فكرة رائعة وأعتقد أن التركيز على الشركات الناشئة هو وسيلة رائعة لجعل دبي مركزًا للتكنولوجيا. نبحث دائمًا عن عملاء رئيسيين في المنطقة، وعندما نحصل على ذلك، سنعمل على ترسيخ أنفسنا بشكل كامل في المنطقة وهذا ما نستكشفه حاليًا هنا».
منصة رواد الأعمال الإماراتيين استعرضت منصة رواد الأعمال الإماراتيين «Emiratiprenuer» في معرض «إكسباند نورث ستار»، أفكاراً إماراتية مبتكرة في مجال الاقتصاد الرقمي، تعكس ريادة الشباب الإماراتي، ومهاراتهم في ابتكار مشاريع، تخدم مسيرة إمارة دبي نحو المستقبل والتحول الرقمي.
وتعد المبادرة منصة مثالية للتواصل والتعارف والتطوير، وهي مصممة لرواد الأعمال والمبتكرين والمستثمرين الإماراتيين، وضمت منطقة عرض هي الأولى من نوعها للمبتكرين الشباب الموهوبين والشركات الناشئة الرقمية، وشارك في فعالياتها 50 شاباً إماراتياً يمتلكون أفكاراً مبتكرة في مجالات الاقتصاد الرقمي.
وقدمت المنصة مشاريع أربعة من المبدعين والمبدعات الإماراتيين، وعرفت الحضور بقصص نجاحٍ وإبداعٍ إماراتية تشقّ طريقها باحترافية نحو العالمية، أبدع في ابتكارها شباب وشابات من الإمارات تسلّحوا بالخبرة والمعرفة، ليظهروا للعالم بأن القدرات الوطنية الشابة قادرة على الوصول إلى آفاق واسعة في مجال التطبيقات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي ومقدرات التقنية الحديثة.
بصمة خاصة وتحدث أحمد الكعبي خريج نظم المعلومات من كلية التقنية العليا، الحاصل على دبلوم الذكاء الاصطناعي والمدن الذكية من جامعة مانشستر – المملكة المتحدّة عن تطبيق «Rise Digitals» الذي أراد له أن يحمل بصمته الخاصة، وهو عبارة عن تطبيق يعتمد كلياً على الذكاء الاصطناعي، ويقدّم لمستخدميه خيارات الوصول إلى الصور والملفات الصوتية والمواد المرئية عبر تحديد متطلباتها والحصول عليها بكل سهولة ويسر.
وقال الكعبي عن مشروعه «الحلم»: لم أتردد في السعي من أجل تحقيق طموحاتي والوصول إلى تطبيق يمكنني من خلاله أن أقدم للمستخدم ما يرغب به من الوسائط المسموعة والمرئية، فالتطبيق يمكّن مستخدميه من اختبار الأصوات والاستعاضة عنها بأصوات أخرى عالية الجودة والكفاءة».
أما أسماء البلوكي وهي خريجة هندسة طاقة متجددة ومستدامة من جامعة الشارقة، فأرادت أن تخلّد اللحظات وتحفظ الذكريات من خلال مشروعها المبتكر «فوتو بوث»، وهو عبارة عن جهاز يحتوي كاميرا رقمية متطورة وجهازاً لوحياً مدعّماً بنظام تشغيل خاص يتيح للمستخدمين التقاط الصور بجودة عالية والاحتفاظ بها سواء عبر السحابة أو طباعتها.
طموح وفي إشارة إلى رغبته بالوصول إلى العالمية، أكد الشاب أحمد عبد الله الكمدة، وهو خريج إدارة أعمال من الجامعة الأمريكية في دبي، أن شغفه في التطبيقات ومجالاتها لا سيما الترويجية منها، دفعه إلى ابتكار تطبيع «هومي homi»، وهو لفظ يشير إلى «صديق»، الذي يمكّن مستخدميه من الدفع المباشر لمشترياتهم، وفواتيرهم وغيرها، والحصول على عائد مادي بعد كل عملية.
وقال الكمدة: «لدينا قدرات كبيرة في دولة الإمارات التي وفّرت لنا نحن الشباب المواطن مختلف سبل التمكين، لهذا حرصت على توظيف شغفي في هذا المجال التقني والوصول إلى تطبيق إماراتي ينافس التطبيقات العالمية في القدرة على توفير السلاسة والسهولة والأمان في الدفع لمستخدميه من دون الحاجة إلى الكثير من البطاقات والمحافظ».
أما الكابتن طيّار أحمد عادل رضا، كابتن في طيران الإمارات، فقد دفعه عشقه للسفر واستخدامه الكثير للتطبيقات المتنوعة إلى ابتكار تطبيقه الخاص «TEERYA» وهو عبارة عن حاضنة للكثير من التطبيقات المهمة التي لفتت انتباهه خلال أسفاره؛ حيث يمكن اعتبار هذا التطبيق حصيلة لمعرفته الكبيرة في هذا العالم والتي أراد أن يقدّمها للمستخدمين في تطبيق واحد.
وأكدت الشابة مريم الأنصاري مؤسس مبادرة «رواد الأعمال الإماراتيين Emiratipreneur»، أن المشروع هو نتاج إيمان بقدرات ومواهب الشباب الإماراتي، يركّز على الإبداعات المتميّزة في مجالات التكنولوجيا، وأشارت إلى أن وجود هذه الإبداعات في معرض مثل إكسباند نورث ستار أمر مهم للتعريف بقدراتهم وإمكاناتهم، ولفت أنظار المستثمرين لها.
