عادي
أسسها تريم وعبد الله عمران 19 أكتوبر 1970 بتصميم وإرادة لا تلين

الخليج.. 53 عاماً على العهد.. صوت الوطن والمواطن

01:29 صباحا
قراءة 7 دقائق
4
  • واجهت معوقات وتخطتها بفكرها القومي العروبي
  • تستند إلى ثوابت راسخة ومواقف واضحة لا تحيد عن الحق
  • كانت تُطبع في الكويت وتُشحن بالطائرة يومياً للشارقة
  • صدر عددها الأول ب 8 صفحات وتوقفت 10 سنوات
  • عايشت قيام الاتحاد وعدته خياراً حتمياً لا مناص منه
  • واكبت علم الصحافة الحديثة وطورت منصات التواصل

إعداد: جيهان شعيب

في 19 أكتوبر/ تشرين الأول من عام 1970، صدر العدد الأول من صحيفة «الخليج»، التي تأسست على يد الشقيقين، المغفور لهما، تريم عمران تريم، والدكتور عبد الله عمران تريم، رحمهما الله، وأضحت صرحاً إعلامياً براقاً في المنطقة على مدار 53 عاماً، صالت فيها «الخليج» وجالت محلياً وخليجياً وعربياً ودولياً، محققة أهدافها الأساسية في الدفاع عن قضايا الحق بموضوعية وشفافية، وعن قناعة ودراية تامة، وبمنطق لا يجانبه الصواب، وثوابت أساسية راسخة، ومواقف صادقة، لا تحيد عن الحق، ولا تميل لتحقيق مصالح شخصية، على حساب المصلحة العامة، لتبقى كما كانت، صوت الوطن والمواطن.

عايشت «الخليج» ولادة دولة الإمارات العربية المتحدة، وقيام الاتحاد على يد الآباء المؤسسين المغفور لهما، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، وإخوانهما، وكانت صاحبة بصمة في معظم الإنجازات التي تحققت، على المستويات الاجتماعية، والاقتصادية، والتنموية، والصحية، كما شاركت في تعزيز فكرة الاتحاد خياراً حتمياً، لا مجال للتفكير بأن يكون هناك مناص منه، أو حتى مجرد التفكير في ذلك؛ حيث دعمته تماماً، وعملت على تعزيزه.

8

ولادة الصرح

بداية لم تكن ولادة «الخليج» سهلة ويسيرة، لكن إرادة تريم وعبدالله عمران، طوّعت الصعاب؛ إذ امتطيا صهوة التصميم، وتوحدا تماماً في سبيل تحقيق حلمهما في إرساء منبر إعلامي بفكر قومي عروبي قوي، واتفقا على التصدي للمعوقات التي قد تواجههما، وتخطي العراقيل مهما كانت، ولم يفكرا في التراجع، أو الاستسلام لأي إحباط، وبالفعل حققا هدفهما، وأبصرت «الخليج» النور، بعدما نجحا في طمس الظلام الذي واجههما في سبيلها، لتشهد في ذلك على تميزهما، وإرادتهما الحديدية، رحمهما الله، وللقصة تفاصيلها.

2

سلطان ولقاءات دائمة مع الراحلين تريم وعبدالله عمران

بداية القصة

في عام 1968 كان الشقيقان تريم عمران، ود. عبد الله عمران، ضمن الوفد الرسمي لإمارة الشارقة في المفاوضات التي سبقت قيام الاتحاد، وفكّرا في العمل الصحفي، على الرغم من أن الوضع السياسي، كان مقلقاً في المنطقة - وفقاً لقول تريم عمران وقتذاك- وكان ينذر بمخاطر جمّة، وصعوبات ستواجهها الإمارات، لعدم وجود أي كيان سياسي واحد، يستطيع التعامل مع احتمالات المستقبل؛ لذا كان من الأهمية بمكان، الدعوة إلى إقامة كيان قادر على مواجهة التحديات، والعمل على تحقيق وحدة المنطقة، في ضوء تزايد أهميتها الاستراتيجية، بعد تدفق النفط في أراضيها.

وتوحد تفكيرهما على إصدار أول صحيفة سياسية؛ لبيان جوانب الواقع الذي تعيشه المنطقة، بوضوح من دون مواربة، أو غموض، وبالفعل أصدرا مجلة سياسية شهرية؛ هي «الشروق»، ثم اتجها إلى التفكير في إصدار صحيفة، وظهرت العراقيل، لتفصح عن نفسها أمامهما، وتمثلت العقبة الأولى في عجزهما المادي عن تحمل نفقات إصدار مثل هذه الجريدة التي يفكران فيها، علاوة على عدم وجود مطابع مؤهلة في الإمارات.

التوجه إلى الكويت

توجه الشقيقان إلى دولة الكويت الشقيقة، واختارا الناشر فجحان هلال المطيري، الذي كان يصدر مع زوجته غنيمة فهد المرزوق، مجلة أسرية باسم «أسرتي»، وكانا يمتلكان مطبعة حديثة، وإكراماً للشقيقين، وافق المطيري على طباعة مجلة الشروق، وصحيفة «الخليج» لاحقاً، وتحت الحساب، كونهما يماثلانه فكراً، ومبادئ، فيما أتاح لهما استغلال العناصر (التبوغرافية) المتوفرة في مطبعته لإبراز المادة التحريرية، وإخراجها على النحو الذي رسم للمطبوعتين، شخصية مميزة، وكان تريم عمران يحمل في الأسبوع الأخير شهرياً، المادة الصحفية التي تكتب في الشارقة، إلى الكويت، ويعود بها مطبوعة.

ولم يكن الأمر بسيطاً؛ حيث خاضت «الخليج» منذ يوم صدورها الأول، حروباً مهنية وسياسية، مع شعور أصحاب الصحف في الكويت بذلك «الوافد» والمنافس الجريء الذي رأوا فيه دخيلاً، فطالبوا الحكومة الكويتية، بوقف إصداره في بلادهم، ولم ينجحوا في ذلك، وواصلت «الخليج» طريقها في الصدور، بالصورة ذاتها، وأثبتت حضوراً في المشهد على مستوى المنطقة آنذاك.

التوقف ثم العودة

في عام 1972، وتحديداً 29 فبراير/ شباط، قرر الشقيقان إيقاف الصحيفة عن الصدور، لتكليفهما من قبل الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، بمهام في خدمة دولة الاتحاد، فتوقفت «الخليج» عن الصدور، بفعل التطورات السياسية المتلاحقة، التي أسفرت عن قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد مفاوضات شارك فيها الشقيقان تريم وعبد الله، كما شاركا في تأسيس وبناء دولة الاتحاد من خلال عملهما في المؤسسات والوزارات الاتحادية، وعقب عشر سنوات، وتحديداً في 5 إبريل/نيسان من عام 1980، استأنفت «الخليج» نشاطها، حين تفرغ المغفور لهما تريم وعبدالله عمران، لقيادتها على التوالي من خلال مجلس إدارتها الذي تولاه أولاً الراحل تريم عمران تريم، ثم الراحل الدكتور عبدالله عمران تريم.

مركز دراسات

في منتصف 1980 تأسس مركز الخليج للدراسات في إطار مؤسسة دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر، وتطور من قسم صغير للدراسات إلى وحدة متخصصة عام 1999، وفي عام 2004 جرى تطويرها إلى مركز للدراسات، يُعنى بإصدار الكتب، والبحوث والتقارير، وينظم الندوات العلمية، والثقافية الفكرية المتخصصة، إلى جانب تنظيم الندوات والمؤتمرات المتخصصة، وإصدار الكتب المهمة.

وبمرور السنوات تطورت «الخليج»، ومن 8 صفحات انطوى عليها عددها الأول إلى الكثير والعديد حالياً، فضلاً عن الملاحق المصاحبة لها، علاوة على إصدارها صحيفة «غلف توداي» اليومية، باللغة الإنجليزية، إضافة إلى دخولها عالم الصحافة الرقمية، بحضور إلكتروني مميز وباهر.

الصورة

منصات التواصل

وفي خضم مستجدات عالم الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، واكبت «الخليج» كل جديد، وطورت من وسائل التواصل لديها، ووظفت مختلف مجالات التقنية في عالم النشر والطباعة، إلى جانب منصات التواصل التي تحظى بمتابعة الملايين من مشارق الأرض ومغاربها، وأصبحت «الخليج» بعد إدخالها التقنيات الحديثة، قادرة على الوصول إلى القارئ أينما كان وفي أي وقت، توفر له المادة التحريرية والفيديو و«الغراف» بشتى أنواع قوالب الصحافة، لتكون مادتها الصحفية، مواكبة لكل جديد، بقالب مهني دقيق لا يقبل التأويل أو التحريف. وفي خضم عالم التقنية، حرصت «الخليج» على أن تكون منصاتها كما صحيفتها الورقية حاملة للحقيقية فقط من دون أن تنجرف في سيل وغثاء مواقع التواصل التي تدلف ليل نهار بالغث والسمين، حريصة كل الحرص على أن تكون ما تحمله مواقعها المتعددة، الحقيقة فقط، حاملة لواء الحياد والمهنية والموضوعية، كما هي رسالتها منذ التأسيس.

سلطان: تاريخ وطن

في شهادة سامية من صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، عن صحيفة «الخليج» في عام 2020 خلال الاحتفاء بالذكرى الخمسين على تأسيسها.

قال سموّه: «نعبر عن اعتزازنا بما حققته خلال مسيرتها الإعلامية ونقلها للرسالة الصادقة، ودورها في إبراز الصورة الحضارية لدولة الإمارات، مسطرة في صفحاتها نشأة حلم الاتحاد لحظة بلحظة، ومعبرة عن تطلعات وآمال شعب الإمارات في قيام دولتهم تحت علم واحد ومصير مشترك ومستقبل واعد، فوثقت قيام الدولة على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه أصحاب السموّ حكام الإمارات».

وأضاف سموّه: تابعنا في صفحاتها مراحل تطور دولة الإمارات، ونهضتها الميمونة التي شملت كافة مدن ومناطق الدولة، وجعلتها في مصاف دول العالم المتقدم، متصدرة المراكز الأولى في مختلف المؤشرات، ما يعكس ما وصلت إليه دولة الإمارات من تطور وازدهار، ورخاء، لشعبها والمقيمين على أرضها، فلم تكن «الخليج» مجرد صحيفة إخبارية يومية؛ بل هي تمثل تاريخ وطن.

وقال سموّه: منذ تأسيسها، حرصت «الخليج» على نصرة الحق، وتقديم الرسالة الإعلامية الموضوعية التي تخاطب شريحة كبيرة من أبناء الوطن العربي، ونجحت في استقطاب الكفاءات الإماراتية والعربية لتحقيق هذه الغاية، وأسهمت في إعداد المبدعين، والمتميزين الذين تركوا بصمات في الصحافة محلياً ودولياً.

وختم سموّه: نستذكر في احتفالها بيوبيلها الذهبي، مؤسسيها المغفور لهما تريم عمران وشقيقه الدكتور عبدالله عمران، اللذين لم يألُوَا جهداً في خدمة ورفعة وطنهما، والدفاع عن قضاياه، وإعلاء رايته في المحافل الدولية، سواء من خلال تبوئهما المناصب الحكومية، أو تأسيسهما لصحيفة «الخليج» التي غدت منبراً للدفاع عن الحق، ونصرة المظلوم، وطرح القضايا العربية والمحلية، بكل شفافية ومهنية.

الصورة

خطوط طباعة جديدة من الأحدث عالمياً

على مدى عمر صحيفة «الخليج» ال 53 عاماً، حرصت مؤسسة دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر، باستمرار على مواكبة التطور التكنولوجي في العالم، للاستفادة منه في كافة أنشطتها، وهو ما يعكس وعياً متنامياً بضرورة التعاطي مع الثورة الصناعية الرابعة والتقدم التكنولوجي، وتسخيرها في خدمة الصحافة والطباعة وما يتعلق بهما؛ لذا تعكف المؤسسة على تطوير مطابعها باستمرار، ومن هنا أضافت خط طباعة جديداً إلى خطوط الطباعة الموجودة أصلاً في مطابع الدار الكائنة في الشارقة، مع تزويد المطبعة بأحدث الأجهزة التي تعمل على تطوير المواصفات، ليكون ضمن أفضل المنتجات العالمية.

واستحدثت مؤسسة «دار الخليج» في عام 2011 خطاً جديداً للمطبعة، من أحدث ما توصل إليه عالم المطابع؛ إذ لديه قدرة على طباعة 40 صفحة من صفحات الجريدة طباعة ملونة، وتتميز المطبعة الجديدة بقدرة إنتاجية عالية؛ حيث تطبع 50 ألف نسخة من الجريدة في الساعة في حال استخدام المجفف، و70 ألف نسخة في الساعة في حال عدم استخدامه. وتعد المطبعة الجديدة، وهي من إنتاج شركة مان رولاند (كرومو مان)، من أحدث المطابع العالمية؛ وهي مجهزة بأحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا المطابع.

وتمتاز المطبعة الجديدة بكونها صديقة للبيئة، وهي مزودة بجهازي (أفتر بيرنر) يحرقان الدخان الناتج عن الأفران والمصبغة، ويحولانه إلى غاز طبيعي صديق للبيئة، ومن دون رائحة، ولا يضر بصحة الإنسان، وإلى جانب ذلك، تقوم أجهزة الحرق المرفقة بالمطبعة، بحرق كامل المخلفات ولا تخرج إلا هواء نظيفاً تماماً.

وبإضافة الخط الجديد إلى الخطوط الثلاثة السابقة التي تضمها مطابع دار الخليج، تصبح مطابع «الدار» قادرة على طباعة 4 صحف في الوقت نفسه. وتأتي هذه الخطوة، لمواكبة الجديد في عالم المطابع، وفنيات عمل الصحف الملونة بالكامل، وانسجاماً مع رؤية «الخليج»، وحرصها الدائم على تطوير كل أقسامها الفنية والتحريرية.

وتقدم المطبعة الجديدة نوعية فاخرة من الطباعة، أعلى بكثير من النوعية الصحفية المتعارف عليها، ويتحكم جهاز السيطرة فيها بأغلب العمليات بما فيها أجهزة التحضير للطباعة، إضافة إلى تقنيتها الطباعية المتقدمة، فهي تتكون من ثلاثة مستويات عمودية على خلاف الآلات التقليدية التي تمتد أفقياً.

ويحتوي المستوى الأول على حاملات الورق، أما المستوى الثاني، فيضم وحدات الطباعة والتشغيل، بينما يتكون المستوى الثالث من أجهزة التنشيف والتبريد.

كما أن هذه الآلات مصممة لكي تعطي بدائل مختلفة، سواء من حيث الألوان، أو تركيب الصفحات، أو نوعية الطباعة، أو المساحة المطلوبة للآلات.

الصورة
1

 

الصورة
1
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/cvnbfazb

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"