عادي

دراسة تكشف المساحات الحقيقية للغابات المقطوعة لزراعة المطاط

17:10 مساء
قراءة 3 دقائق
ما البلد الأول في إنتاج المطاط؟
بانكوك أ ف ب
أظهرت دراسة نُشرت الأربعاء، أن التقديرات بشأن حجم الغابات التي أزيلت من أجل زراعة المطاط في جنوب شرق آسيا «مخففة إلى حد كبير»، إذ إن المساحات الفعلية أكبر مرتين إلى ثلاث مرات من تلك المتداولة بشكل عام.
تشير هذه الدراسة، المستندة إلى بيانات الأقمار الاصطناعية، إلى فقدان أكثر من أربعة ملايين هكتار من الغابات منذ عام 1993، وتكشف أن المطاط زُرع في مناطق حيوية للتنوع البيولوجي.
وهذا أول قياس تفصيلي لعمليات إزالة الغابات الرامية لإنتاج المطاط في جنوب شرق آسيا، وهي منطقة تستحوذ على معظم الإنتاج العالمي.
ويحذر معدو الدراسة من أن تقديراتهم قد تكون أقل من الواقع بسبب قيود مثل الغطاء السحابي في صور الأقمار الصناعية، ما يعقّد الحسابات.
ويقول الباحثون في الدراسة التي نُشرت في مجلة «نيتشر»، إن «ملاحظاتنا المباشرة بالاستشعار عن بعد تُظهر أن إزالة الغابات من أجل المطاط تزيد بمقدار مرتين إلى ثلاث مرات على الأقل عما تشير إليه الأرقام المستخدمة لوضع السياسات» المرتبطة بهذا الموضوع.
وتضم بلدان جنوب شرق آسيا أكثر من 90% من زراعة المطاط في العالم، وقد ارتبط هذا المحصول منذ فترة طويلة بإزالة الغابات.
ومن الصعب قياس حجم المشكلة، ويتم تقدير الأرقام في بعض الأحيان بناءً على تقارير وطنية عن توسع المحاصيل قد تكون غير دقيقة أو غير كاملة.

صور الأقمار الصناعية

يزرع صغار المزارعين معظم أشجار المطاط في قطع أرض كان من الصعب تحديدها في الماضي باستخدام الصور.
وتستخدم الدراسة صوراً عالية الوضوح من الأقمار الصناعية، مع مقارنتها بالصور التاريخية التي تم تحليلها بواسطة برنامج كمبيوتر.
ويرجع هذا التحليل جزئياً إلى الخصائص المميزة لشجرة المطاط، التي تتساقط أوراقها وتعاود نموها في أوقات مختلفة عن نباتات الغابات الاستوائية.
ووجدت الدراسة أن مزارع المطاط الناضجة غطت 14,2 مليون هكتار في جنوب شرق آسيا في عام 2021، خصوصاً في إندونيسيا وتايلاند وفيتنام.
وتشير الدراسة إلى أن 4,1 مليون هكتار من الغابات أزيلت بين عامي 1993 و2016 من أجل زراعة المطاط.
ويوجد مليون هكتار من مزارع المطاط في مناطق مصنفة على أنها رئيسية للتنوع البيولوجي، بدءاً من عام 2021.
وفي جزر جنوب شرق آسيا، تتسبب الظروف المناخية والموسمية المختلفة في تساقط أوراق أشجار المطاط وإعادة نموها في أوقات مختلفة عن أي مكان آخر في المنطقة، ما يزيد من صعوبة تمييزها عن النباتات الأخرى.
ويعتقد الباحثون أن حساباتهم ربما تقلل أيضاً من إجمالي المساحة المزروعة بأشجار المطاط ومن تأثير زراعة هذه الأشجار على صعيد إزالة الغابات.
ويرجع ذلك جزئياً إلى صعوبة رصد جميع المحاصيل من الفضاء، ولكن أيضاً لأن الدراسة سجلت فقط مزارع أشجار المطاط التي كانت تعمل سنة 2021 لرصد مؤشرات إلى عمليات إزالة غابات سابقة.
ولم تؤخذ في الاعتبار مزارع المطاط المهجورة قبل عام 2021، حتى لو كان من الممكن أن تكون سبباً في إزالة الغابات.
وتغطي الدراسة جنوب شرق آسيا فقط، على الرغم من أن المطاط يزرع أيضاً في أجزاء من إفريقيا وأمريكا الجنوبية.
يقول الباحثون إن هناك حاجة إلى مزيد من التركيز على المطاط باعتباره محركاً لإزالة الغابات، خصوصاً في ظل التشريعات الجديدة التي يعكف الاتحاد الأوروبي وآخرون على تطويرها.
وحذرت الدراسة من أنه نظراً لأن عدداً قليلاً فقط من الشركات تنتج معظم المطاط الطبيعي المستهلك على مستوى العالم، «فيمكن الافتراض أن كبار مستوردي المطاط، مثل الاتحاد الأوروبي، يتأثرون بشدة بإزالة الغابات المرتبطة بالمطاط».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/45zk68u2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"