الإعلام العالمي.. والحقيقة

00:35 صباحا
قراءة دقيقتين

المشهد الإعلامي العالمي خلال الأسابيع الماضية كان أكثر انكشافاً ووضوحاً في تحيزه للمصالح والنفوذ والإملاءات، وفي غالبيته رهن لسياسة بعيدة كل البعد عن الصدق والمصداقية والوضوح، ونقل الحدث كما هو بدون تزييف أو تعديل أو توجيه.

هكذا خرجت علينا العديد من صحف العالم المعروفة، قالبة لكثير من الحقائق في ما يحدث في غزة المحاصرة، التي تقصفها الطائرات ليل نهار، وتهدم مبانيها ويُقتل الأطفال والشباب وكبار السن فيها جراء ذلك، بل ناشرة صوراً مفبركة معدلة أو صوراً حقيقية تم تجييرها لغير حقيقتها، كل ذلك لتساير النفوذ المفروض عليها. أوضح ذلك التحيز كانت تبثه بعض القنوات الإخبارية التلفزيونية الشهيرة التي أدعت مراسلة إحداها أنها شاهدت قطع رؤوس وقتل الإسرائيليين، دون أن تقدم دليلاً حقيقياً تستند عليه من صور أو فيلم مصور، وأثبتت الوقائع عدم صحة ما قالته. ولم تكن محطات الإذاعة المسموعة بعيدة كذلك عن قلب الحقائق والتلاعب بها، حتى وصل الأمر وبكل وضوح الى أن يطلب الإعلام من الذين تم الإفراج عنهم من الأسرى الإسرائيليين تغيير أقوالهم لإدانة الفلسطينيين ولو بالكذب.

أما البطل الحقيقي في نقل الحقائق بكل شفافية ومصداقية ووضوح، فكان وسائل التواصل الاجتماعي التي قلبت الطاولة على وسائل الإعلام المعروفة، وساهمت بكل حرفية في إيصال الحقيقة إلى أكبر قدر وأوسع رقعة من البشر وبكل اللغات، حيث وظّف الآلاف إمكانياتهم، كلٌ في حقل تخصصه لتكون الحقيقة ناصعة واضحة أمام الجميع وبأسرع وقت وأدق التفاصيل، بل وكشف الكثير من أساليب الخداع التي مارستها وسائل إعلام تقليدية، حيث سلطت الضوء على كل حدث موضحة ما تم التلاعب به أو تجييره في غير موضعه، ما ساهم في تكوين رأي عام عالمي شعبي ضد ما يحدث لإخواننا وأهلنا في غزة.

العالم أصبح أصغر من قرية، وأيّ حدث فيه مهما تم التلاعب في تفاصيله لتوظيفه في غير مساره الحقيقي سينكشف، ومهما تكالبت قوى الطغيان وإمبراطوريات الإعلام لتزييف الحقائق لمصلحة أي جهة كانت فإنها اليوم مكشوفة تماماً.

الحقيقة لا تحتاج إلى شهادة من أي جهة إعلامية، فهي اليوم أكثر وضوحاً من عين الشمس، والمستقبل القرب سيكشف مدى الخطايا التي وقع بها البعض من الإعلاميين، عندما يزول غبار الدمار الذي أصاب البشر والحجر في غزة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc3kyz2a

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"