عادي
ألغتها مدارس خاصة.. وتلاميذ يطالبون بزيادتها

الاستراحة بين الحصص.. 5 دقائق حائرة بين الطلبة والمعلمين

00:58 صباحا
قراءة 5 دقائق
الاستراحة تهيئة للحصة التالية
استراحة ال 5 دقائق مهمة للطلبة

تحقيق: شيخة النقبي
يحصل الطلاب على استراحة مدتها 5 دقائق بين الحصص الدراسية خلال اليوم الدراسي، بهدف أخذ قسط من الراحة كي يتمكنوا من تجهيز كتب الحصة التالية، إضافة لمنح المعلمين فرصة التنقل بين الفصول من حصة إلى أخرى، وفي الوقت الذي يطالب بعض الطلبة زيادة مدة هذه الاستراحة، يستغل بعض المدرسين هذه المدة ويستمرون في الشرح لحين حضور معلم المادة التالية، دون مراعاة حق الطلبة في الاستعداد الذهني، فيما ألغت بعض المدارس الخاصة هذه الاستراحة تماماً.

تباينت الآراء حول هذه الاستراحة، بين الطلبة، الذين لم يتفقوا على رأي واحد، وبين أولياء الأمور ومديري المدارس والمعلمين، وهو ما نسرده في التحقيق الآتي:

أكد طلبة ل «الخليج أحقيتهم في الحصول على الاستراحة بين الحصص الدراسية، ومدتها 5 دقائق، ويرون ضرورة زيادتها إلى 10 دقائق، كي يتمكنوا من الاستعداد الذهني للحصة التالية، فضلاً عن تجهيز الكتب الدراسية الخاصة بها.

ويقول عبيد الزعابي طالب في مدرسة حكومية، إن استراحة الخمس دقائق بين الحصص الدراسية مهمة لراحة الطالب ذهنياً، وليصبح جاهزاً للحصة التالية، ويتوافق معه في الرأي، منصور النقبي، طالب في مدرسة حكومية، الذي يوضح أن الطلاب يحتاجون إلى أكثر من خمس دقائق، لأن معظم الأساتذة لا يخرجون فوراً بعد انتهاء حصصهم الدراسية، ما يترتب عليه دق الجرس للحصة المقبلة، وبالتالي يستاء الطلبة من عدم حصولهم على راحة بين الحصص، ويطالب بزيادة هذه المدة حتى تصبح عشر دقائق.

أما محمد عبد الجليل، طالب في مدرسة حكومية، يؤكد أن الطلبة يواجهون مشكلة في الحصول على هذه الاستراحة، حيث إن المعلمين يعتبرونها ضمن حصصهم الدراسية، ما يمنعهم من التحضير للحصة التالية، ويترتب عليه تواصل اليوم الدراسي، لذا يفضل إلغاء الخمس دقائق، لأنها من نصيب المعلم وليس الطالب.

زيادة الاستراحة:

تقول الطالبة عائشة علي، طالبة، بإحدى المدارس الحكومية، إن معظم المعلمات يَسْتغللنَ استراحة الخمس دقائق ويعتبرنها ضمن الحصة الدراسية ويواصلن شرح المادة، وفي بعض الأحيان تحدث مشكلات، فمثلاً تكون الحصة المقبلة في مبنى آخر ما يترتب عليه تأخرنا حتى نصل للحصة التي تليها، حيث تستاء المعلمة منا، وتقترح أن تكون الاستراحة بين الحصص مدتها 10 دقائق أو تبقى 5 دقائق لكن يفرض على المعلمات عدم الاستمرار في الشرح بعد انتهاء الحصة الدراسية.

وعلى عكس هذا الرأي، يؤكد عبد الله الوليد، طالب في مدرسة حكومية، أن فكرة الاستراحة بين الحصص الدراسية جيدة، وأن أغلب المعلمين يلتزمون بمدة حصصهم ولا يعتبرون الخمس دقائق من ضمن الحصة الدراسية.

فيما تقول عذراء جمعة، طالبة في مدرسة حكومية:»في بعض الأحيان تكون لدينا حصتان متتاليتان لنفس المادة، فتستغل المعلمة الخمس دقائق بين الحصتين وتستمر بالشرح، وهذا الأمر يرهقنا ذهنياً ولا يجعلنا نركز على الشرح، وفي إحدى المرات كنّا في مختبر الفيزياء، ودق الجرس معلناً انتهاء الحصة، ووقتها كنّا أنا وبعض من زميلاتي لا زلنا نسجل في الدفتر ما كتبته المعلمة على السبورة، وعند انتهائنا فوراً ذهبنا إلى فصلنا، وبنفس الوقت وقبل دخولنا الفصل دق الجرس معلناً بدء الحصة وكانت المعلمة في الفصل، ونقصت المعلمة من درجاتنا 5 درجات وسجلتنا على أننا متأخرين عن الحصة.

تعب وإرهاق:

أما طلاب وطالبات المدارس الخاصة، قالوا إن مدارسهم لا تعتمد نظام استراحة الخمس دقائق بين الحصص الدراسية، والبعض اعتبره أمراً إيجابياً لقصر اليوم الدراسي، بينما البعض الآخر قال إنه أمر متعب ومرهق، حيث لا توجد راحة بين الحصص الدراسية.

وتقول علياء الهاشمي، طالبة في مدرسة خاصة، إن الدوام المدرسي يبدأ من الثامنة صباحاً وينتهي في الثانية إلا الربع، ولا يوجد لدينا استراحة بين الحصص الدراسية، وأراه أمراً إيجابياً حيث إن الوقت الزمني للدوام المدرسي يعتبر قصيراً ونعود للمنزل بوقت مبكر، ما يتيح لنا الوقت للراحة، ومن ثم مراجعة دروسنا.

فيما يعتبر مؤيد عزيز، طالب في مدرسة خاصة، أن الحصص المتتالية أمر مرهق، فما أن يخرج المعلم من الفصل حتى يدخل معلم الحصة المقبلة الفصل، ولا نستطيع التركيز أو حتى أن نرتاح قليلاً، حيث إن الجلوس لفترات طويلة أمر متعب للغاية.

وتقول لمياء داوود، طالبة في مدرسة خاصة، لدينا فسحتان في اليوم الواحد، ومدة كل واحدة 20 دقيقة، واعتبرها وقتاً كافياً للراحة ولا نحتاج وقت استراحة بين الحصص.

إلغاء الاستراحة:

عدد من المعلمين تحدثوا في هذه القضية، حيث تقول هديل سامي معلمة في مدرسة خاصة، كان نظام المدرسة في السابق 5 دقائق بين الحصص، ولكن بعض المعلمين يستمرون بالشرح حتى بعد جرس انتهاء الحصة الدراسية، والطلاب كذلك يخرجون من الفصل ويتأخرون في الحضور للحصة التالية، أما وقت الفسحة فهو للمرحلة الابتدائية بعد الحصة الثالثة ومدتها 20 دقيقة، والفسحة الثانية بعد الحصة السادسة ومدتها 20 دقيقة، أما المرحلة المتوسطة والثانوية من بعد الحصة الرابعة وبعد الحصة السابعة وبنفس المدة الزمنية.

وتضيف رانيا والي، معلمة في مدرسة خاصة، لا توجد استراحة بين الحصص في المدرسة التي أعمل بها، ويبدأ الدوام المدرسي من الساعة 7:50 وحتى 3:20، وأرى بأن النظام المعتمد لدينا هو الأفضل.

وتقول ليلى الكثيري، معلمة في مدرسة حكومية، أفضل اعتماد استراحة الخمس دقائق لطلاب وطالبات الحلقتين الثانية والثالثة، حيث إنهم أكثر تفهماً لوقت الاستراحة ومتى يتوجب عليهم الرجوع للفصل.

فيما تؤكد عايده النمر، مديرة مدرسة خاصة، أن هناك مطالبة من أولياء أمور الطلبة بإلغاء استراحة الخمس دقائق، وذلك حتى تكون المدة الزمنية لليوم الدراسي أقصر، ما يترتب عليه انتهاء الدوام الدراسي مبكراً.

محمد نظيف مدير مدرسة خاصة، يشير إلى أن إدارة المدرسة هي التي تحدد إعطاء الطلاب استراحة بين الحصص الدراسية أو إلغائها وفق طبيعة المبنى الدراسي.

ويضيف أن الاستراحة بين الحصص ليست لخروج الطالب من الفصل، بل لتجهيز الطالب الكتب للحصة المقبلة والتهيئة النفسية لتجهيز المادة الدراسية التالية، ولذهاب المعلم إلى الفصل.

ويقول أنس عادل، مدير مدرسة خاصة،إنه تم إلغاء هذه الاستراحة بعد أن تغيرت أيام الدوام المدرسي ليصبح من يوم الاثنين حتى الجمعة، وأن يكون دوام الجمعة أربعة حصص دراسية فقط، وتم إضافة حصة دراسية إضافية ليكون عدد الحصص 8 من يوم الاثنين وحتى يوم الخميس.

مهمة للطالب

تقول الأخصائية النفسية فاطمة الصرايرة، إن وقت الحصة الدراسية لطلاب المدارس مهم للطلبة وداخل الحصة عبارة عن عملية تفاعلية بين المعلم والطلبة، ويكون تركيز الطالب لشرح المعلم فيه كبير، ولذلك من الطبيعي إعطاء فترة 5 دقائق بين الحصص الدراسية، أولا لإعادة تنظيم الطالب وأيضاً تهيئته واستعداده للحصة المقبلة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4pcwe27v

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"