عادي

«عذراء الجليد».. إعادة بناء ملامح أضحية بشرية دُفنت قبل 500 عام

16:30 مساء
قراءة دقيقتين
«عذراء الجليد».. إعادة بناء ملامح أضحية بشرية دُفنت قبل 500 عام

أعاد باحثون بناء ملامح فتاة مراهقة تعرف ب«عذراء الجليد» تمت التضحية بها كقربان بشري قبل 500 عام ضمن ثقافة الإنكا، ودُفنت بالقرب من قمة أمباتو في جبال الأنديز ببيرو.

ومنذ اكتشاف بقايا الفتاة المجمدة المحفوظة جيداً بشكل لا يصدق في عام 1995، أصبحت معروفة بأسماء عديدة، منها «عذراء الجليد» و«خوانيتا» و«سيدة أمباتو»، ولكن لم يُعرف سوى القليل عن هويتها الحقيقية.

الآن، تعاون الفنان السويدي أوسكار نيلسون وفريق من الباحثين من مركز دراسات الأنديز بجامعة وارسو والجامعة الكاثوليكية في سانتا ماريا، لإنشاء عملية إعادة بناء ثلاثية الأبعاد لوجه الفتاة، وفقاً لشبكة CNN.

وتعد عملية إعادة البناء، التي كُشف عنها في 24 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، جزءاً من معرض في متحف محميات الأنديز في بيرو بعنوان (كاباكوشا، ما بعد آلهة الإنكا).

ويتضمن المعرض أحدث الأبحاث حول الفتاة خوانيتا وحياتها، بالإضافة إلى النتائج التي توصلت إليها مومياوات الإنكا الأخرى التي اكتشفت على طول قمم جبال الأنديز البيروفية.

وقد تم الاحتفاظ بمومياء الفتاة حتى يومنا هذا داخل غرفة بدرجة حرارة 20 درجة مئوية تحت الصفر في متحف محميات الأنديز التابع لجامعة سانتا ماريا الكاثوليكية، حيث يمكن لرواد المتحف رؤيتها معروضة.

وكشفت الدراسات أن خوانيتا كانت فتاة تتمتع بصحة جيدة، يتراوح عمرها بين 13 و15 عاماً، عندما توفيت متأثرة بضربة على الرأس.

ودُفنت خوانيتا بملابس احتفالية، إلى جانب أغراض خزفية، وتماثيل نسائية مصنوعة من الذهب والفضة، وبعض الطعام، وأكياس منسوجة، وأوان فخارية مزينة بأشكال هندسية، ولا تزال قيد الدراسة.

وفي عام 2018، بدأ فريق من العلماء وعلماء الآثار مشروعاً مدته خمس سنوات للبحث حول بقايا خوانيتا، بالإضافة إلى البقايا والأغراض الأخرى الموجودة عند براكين أمباتو، وميستي، وبيشو بيتشو المغطاة بالثلوج.

وأثناء عملهم، اكتشف الفريق أن بعض الأطفال والنساء كانوا يمضغون أوراق الكوكا ويشربون «الآياهواسكا»، وهو مشروب مهلوس، خلال الأسابيع التي سبقت وفاتهم. وتشير النتائج إلى أن النباتات المهلوسة والمنشطات العقلية ربما استخدمت لتقليل القلق قبل التضحية البشرية.

وأجرى الفريق فحوصاً مقطعية لخوانيتا في مارس/ آذار عام 2022، واستخدمت النتائج لإنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد لجمجمتها يمكن استخدامه لتوجيه عملية إعادة البناء.

واستغرقت عملية إعادة وجه خوانيتا إلى الحياة نصف عام، وقضى نيلسون 400 ساعة في العمل على النموذج.

من جانبها، قالت أمينة المعرض الدكتورة داجمارا سوشا، وهي أيضاً عالمة الآثار الحيوية لدى مركز دراسات الأنديز بجامعة وارسو، إنه «باستخدام نظارات الواقع الافتراضي، يمكن للزوار القيام برحلة افتراضية على خطى كاباكوشا، متتبعين بقايا طرق الإنكا على منحدرات تشاتشاني، وميستي، وبيشو بيتشو».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y9ubwuuu

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"