عادي
تعاون مثمر مع الإمارات خلال العامين الماضيين

اختتام الدورة الـ33 للجمعية العامة لـ«إيكروم» في روما

19:59 مساء
قراءة 4 دقائق
أرونا فرانشيسكا ماريا جوجرال
جيجي ليمي جوزيف
خلال اجتماعات الجمعية العامة لمنظمة إيكروم
ناصر عبدالكريم الدرمكي
ويبر ندورو

* ناصر الدرمكي: رغبة قوية في مزيد من النجاح للمحافظة على التراث الثقافي

اختتمت في روما الدورة الثالثة والثلاثون للجمعية العامة للمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية (إيكروم). وشاركت وفود وطنية من الدول الأعضاء في إيكروم البالغ عددها 137 دولة، إضافة إلى مراقبين من الدول غير الأعضاء والمنظمات الحكومية الدولية والمؤسسات الشريكة الأخرى في الفعاليات التي أقيمت على مدى يومين، واستضافها المقر الرئيسي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، لمناقشة وتقييم التقدم الذي حققته منظمة إيكروم، وتحديد الأولويات، ومعالجة القضايا الناشئة في هذا المجال.

انخرطت منظمة إيكروم مع شركائها والدول الأعضاء في تعاون وثيق، لدفع الجهود للمحافظة على التراث الثقافي بشكل مستدام. ويعد التعاون طويل الأمد بين إيكروم وإيطاليا، ودولة الإمارات العربية المتحدة، مثالاً ممتازاً لمناقشته خلال نشاطات الجمعية العامة لمنظمة إيكروم، وأحد الموضوعات الرئيسية التي يجب تسليط الضوء عليها من خلال استعراض أهم الإنجازات التي تحققت خلال العامين الماضيين.

ثلاث اتفاقيات

أما بالنسبة للعلاقات بين إيكروم ودولة الإمارات العربية المتحدة فتصاغ وفقاً لثلاث اتفاقيات تم توقيعها بين الطرفين منذ بدء التعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2008.

وتحدث ناصر عبد الكريم الدرمكي، نائب المدير الإقليمي لمكتب إيكروم الشارقة، أمام ممثلي الدول الأعضاء عن التعاون المثمر بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومنظمة إيكروم خلال العامين الماضيين، مستعرضاً عدداً من البرامج والمشاريع؛ مثل: الملتقى العربي للتراث الثقافي، وجائزة إيكروم - الشارقة للممارسات الجيدة في حفظ وحماية التراث الثقافي في المنطقة العربية، وجائزة التراث الثقافي العربية لليافعين، ومشروع التوثيق التفصيلي لمتحف المحطة للطيران بالتعاون مع هيئة الشارقة للمتاحف، والعديد من الأنشطة والمشاريع الأخرى.

وقال ناصر: «بفضل رعاية ودعم صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، فإن هذا التعاون المثمر بين إيكروم والدولة سوف يستمر وينمو بالتأكيد خلال العامين المقبلين، مع رغبة قوية في تحقيق المزيد من النجاح ومزيد من التعاون مع الشركاء المحليين والإقليميين والدوليين للمحافظة على التراث الثقافي وتعزيزه في المنطقة العربية».

انتخاب مجلس جديد

ضمن فعاليات هذه الدورة، تم انتخاب مجلس جديد ورئيس مجلس جديد لمنظمة إيكروم؛ حيث تم انتخاب بينوا دوبوسون رئيساً جديداً للمجلس، في حين انتخب كل من كنزا دوفورمانتيل وجوليا أنطونيا نائبتين للرئيس، وضمت قائمة أعضاء المجلس (المنتخبين حديثاً والمعاد انتخابهم) وهم: نورة الخميس، فادي بلعاوي، نانيت دي يونج، كنزا دوفورمانتيل، أنثي كالدلي، آنا لابورد ماركيز، ألين ماجنين، كازوهيكو. نيشي، إيزابيل رابوسو دي ماجالهايس، مختار سانفو، لاشا شارتافا، جي يونج شين، ألكسندرا وار، وعلا ويتربيرج، ونوقش العديد من المواضيع والقضايا المُلحة.

وقال د.ويبر ندورو، المدير العام لمنظمة إيكروم: «هذه المناسبة خطوة حاسمة ضمن التزامنا الدائم بحماية التراث الثقافي والمحافظة عليه، ونحن حريصون على تعزيز التعاون ومواصلة مهمتنا في المحافظة على التراث الثقافي؛ إذ نعرب عن امتناننا لأعضاء المجلس لمشاركتهم في هذا الاجتماع بروح عارمة بالرغبة في التغيير، وتمكيننا من الاستفادة من خبراتهم القيّمة لمضاعفة الدور الفعّال لمنظمة إيكروم في جميع أنحاء العالم».

ومع انتهاء ولاية د.ويبر ندورو التي استمرت ستة أعوام، رشح المجلس مدير عام جديداً، وحاز موافقة الدول الأعضاء، وبناءً على ذلك، تم تعيين أرونا فرانشيسكا ماريا جوجرال مديرة جديدة لقيادة المنظمة بدءاً من يناير/ كانون الثاني 2024.

والتي قالت: «متحمسة وممتنة حقاً للثقة التي منحتني إياها الجمعية العامة؛ حيث انتخبتني مديراً عاماً جديداً لمنظمة إيكروم للسنوات الأربع المقبلة».

«التراث والهجرة»

أقيمت جلسة نقاش موضوعية، على هامش الفعاليات، حول مفهوم «التراث والهجرة»؛ إذ تكمن العلاقة بين التراث والهجرة في حقيقة أن الهجرة لعبت دوراً مهماً في تشكيل التراث الثقافي للعديد من المجتمعات في العالم.

وتحدثت جيجي ليمي جوزيف، مهندسة معمارية متخصصة في التخطيط الحضري (FAUUSP - البرازيل) ومديرة البرنامج الأول لإفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، ومنسقة شبكة متاحف الهجرة في التحالف الدولي لمواقع الضمير، كيف أن الهجرة تغير مفاهيم التراث، واستعرضت المسارات المقترحة لمزيد من الشمولية، كما تحدثت عن كيفية مساهمة النهج الأكثر شمولاً للتراث في رفاهية المجتمعات المتنوعة، وكيف تغير هذا النهج طرق رعاية التراث وإبراز قيمته، وما الاستجابات المطلوبة من قطاع الصون.

وقالت جيجي ليمي جوزيف في محاضرتها: إن «الناس كانوا على مر التاريخ في حالة تنقل. ومع ذلك، فإن القوى المؤثرة، مثل أزمة المناخ والصراعات والحاجة للتنمية، تقود عملية التغيير على نطاق ووتيرة غير مسبوقة».

وتساءلت: «مع تزايد الهجرة العابرة للحدود الوطنية، هل سيشهد المستقبل توترات متزايدة باستمرار، أم أنه سيؤدي إلى ظهور بيئة ثقافية جديدة؟، وهل ستعيش المجتمعات المتنوعة تدريجياً وتزدهر مع بعضها؟».

وأشارت المحاضرة إلى أن الهجرة قد تجلب معها الخسارة للمجتمعات المهاجرة من خلال فقدان الرابط مع ثقافات البلد الأم، ولكنها في الوقت نفسه، تحقق الإثراء الثقافي لكل من المغتربين والبلدان المضيفة الجديدة. وأضافت: «تؤدي هذه التبادلات إلى ظهور مفاهيم مختلفة حول الهوية والانتماء الذي يمتد إلى ما وراء الحدود الوطنية، والذي يتم استكشافه بشكل متزايد ضمن رواية القصص التراثية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr2zmu33

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"