لماذا نراه الأول في العالم؟

22:53 مساء
قراءة دقيقتين

أحمد بن ركاض العامري*

ليس من السهل أن يقيس أصحاب المشاريع الثقافية حجم مشاريعهم بأنفسهم، فهذا يشبه تماماً محاولة أب أن يحدد تماماً حجم محبته لأولاده.

هكذا نشعر عندما نتحدث عن معرض الشارقة الدولي للكتاب، هذا المشروع الثقافي الكبير الذي أطلقه ورعاه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ليكون عنواناً لوجودنا الحضاري، وحاضنةً للثقافة العربية والمثقفين العرب، ومنارةً إنسانية للعلم والمعرفة واجتماع الثقافات والحضارات بمختلف منابتها.

وها نحن اليوم نشهد منجزاً نوعياً مفصلياً في مسيرة مشروعنا الثقافي، حيث تستقطب الشارقة أكثر من نصف العالم عندما تؤكد 109 دول حضورها المعرض. هذا على مستوى المشاركات الرسمية، أما بالنسبة للمشاركات غير الرسمية، فيمكننا القول بكل ثقة إن العالم أجمع حاضر على أرض الشارقة في رحاب الثقافة والمعرفة والحضارة وهذا يعني الكثير وفق معايير قياس المشاريع الثقافية.

إن هذا يعني أولاً أن ثقافات العالم أجمع تعلن التفافها حول مشروع الشارقة الثقافي، تجتمع لتؤكد أن الكتاب ذاكرة التاريخ، ومفتاح المستقبل، ولغة حوار، ونبع العلوم والمعارف، وأداة تنمية وتقدم، وأن في طياته تكمن الحلول للتحديات بكل تجلياتها، ويعني ثانياً أن الشارقة تترجم مقولاتها ومواقفها الخاصة بمستقبل الإنسانية وعوامل استقراره وازدهاره، وتثبت بما حققته من بناء ونهضة ومكانة عالمية وسمعة لا يختلف عليها أن بناء الإنسان بالكتاب والعلم والمعرفة، يبني أوطاناً راسخة ثابتة أمام تقلبات الزمن.

إن هذه المكانة التي حققها المعرض، جاءت تتويجاً لمنجزات راكمها عبر عقود طويلة اتسمت بالعمل والمثابرة والتخطيط، ففي عامي 2021 و 2022، احتل المعرض، المرتبة الأولى عالمياً في بيع وشراء الحقوق، بأكثر من ألف ومئة وأربعين ناشراً ووكيلاً أدبياً، وأكثر من تسعمئة طاولة لبيع الحقوق.. فجاءت مكانته هذه بكل ما تعنيه من ثقة عالمية مطلقة بمهنيته وخططه وآليات إدارته للعلاقات بين ناشري العالم.

لقد جمع المعرض بين عنصرين مهمين جداً لأي مشروع ثقافي وجمع بين ثقة المهنيين العاملين في صناعة الكتاب، وثقة الجمهور المحلي والإقليمي والعالمي. إن قضية الثقافة عندما يتعلق الأمر بالجمهور، هي قضية في غاية الحساسية، تخضع للكثير من المعايير والأذواق والتوجهات والأمزجة المختلفة، لذلك فإن كسب الجماهير هو بمثابة تأكيد أن المعرض أصبح تظاهرة شعبية عربية وعالمية بامتياز.

إذا كنا بحاجة ماسة إلى شيء في هذه المرحلة، فنحن بحاجة إلى هذا الاجتماع الحضاري الإنساني الذي نشهده على أرض الإمارة وفي ساحات معرضها، لتكون رسالتنا للأجيال الحاضرة والقادمة، أن الكتاب من أعظم المنجزات الإنسانية وأن قوتكم ودوركم في تحقيق طموحاتهم وطموحات مجتمعاتكم تكمن بين طياته، فاقرأوا الأدب والشعر والفلسفة والعلم وتاريخ الشعوب، القراءة تبني الذات والشخصية وتحصن الهوية وترفع الأوطان.

* الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4bwk9abf

عن الكاتب

رئيس هيئة الشارقة للكتاب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"