عادي
افتتحه وزير التسامح.. بمشاركة 160 شخصية من 50 دولة

مؤتمر «الإمارات للإفتاء» يناقش الاستيعاب الشرعي للمستجدات

01:45 صباحا
قراءة 4 دقائق
عبدالله بن بيه
نهيان بن مبارك

أبوظبي: عبدالرحمن سعيد

تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، وبرئاسة العلامة الشيخ عبدالله بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، انطلقت أمس الثلاثاء فعاليات اليوم الأول للمؤتمر العالمي الثاني الذي ينظمه مجلس الإفتاء الشرعي بأبوظبي، بعنوان «نحو الاستيعاب الشرعي للمستجدات العلمية - المنهجية الحضارية والتطبيقات الواقعية وأخلاقيات الاستدامة».

ويستمر المؤتمر لمدة يومين، ويشارك فيه أكثر من 160 شخصية علمية وفكرية، يمثلون أكثر من 50 دولة، إضافة إلى 71 جهة إفتائية حول العالم، حيث يوفر المؤتمر منصة لتبادل الخبرات والتجارب بين المؤسسات الإفتائية في مناهج التعامل مع المستجدات العلمية، وإيجاد بيئة داعمة لإنشاء مختبرات بحثية وعملية بالتعاون والتنسيق مع المؤسسات التعليمية والأكاديميات المختلفة.

وفي كلمته الافتتاحية للمؤتمر، أكد الشيخ نهيان بن مبارك، أن هذا المؤتمر المهم الذي يضم نخبة متميزة من علماء الدين ورجالات الفكر والعلم والخبرة، يجيء متراسلاً تماماً مع ما تمثله دولة الإمارات، من رغبة أكيدة وحرص كبير على دعم كافة المبادرات البناءة، وذلك انعكاساً أميناً وتلبية صادقة لكل ما يدعو إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، من التمسك بتعاليم الإسلام السمحة والتمكين لقيمه السامية، والترسيخ لمبادئه العليا.

وأضاف: «إنكم حين تتحدثون عن الاستيعاب الشرعي للمستجدات العلمية، فإنما تؤكدون بكل قوة، ضرورة أن تكون الفتاوى والتشريعات دائماً، عوامل مهمة للتنمية والعمران وتقدم الإنسان، وإن اهتمامكم بالمناقشة المستفيضة للقضايا المتصلة بالفضاء والمناخ والطب والذكاء الاصطناعي، وغير ذلك من ظواهر هذا العصر، إنما يؤكد أهمية إيجاد مرجعية دينية للتعامل الواثق، مع كافة هذه القضايا والأمور».

من جانبه، قال العلامة عبدالله بن بيه، في كلمته الرئيسية، إن المؤتمر هو الوتيرة السريعة والمطردة للابتكارات والمستجدات العلمية في مختلف المجالات وتعدّد الاستخدامات ذات الصلة بحياة الناس، وما يترتب على ذلك من حاجة الإنسان فرداً أو مجتمعاً لمعرفة الحكم الشرعي الأخلاقي للتعامل مع هذه الوسائل والمخترعات وفق منهج فقهي أقرب للانضباط، كما يأتي هذا المؤتمر من استشعار الحاجة لاستجلاء المنهجية الأصولية الملائمة والتذكير بقواعدها ومقاصدها وليسهم في بناء منهجية شرعية منضبطة للتعامل مع المستجدات العلمية من المقاصد ومنظومة المصالح والمفاسد التي هي جسر العبور ودرب المرور بين الواقع المتبدّل والنّص المعلّل.

وتحدث الدكتور شوقي علام، مفتي جمهورية مصر العربية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، حول الدور الذي يلعبه المؤتمر في رسم خارطة طريق لمواجهة التحديات التي تواجهها دور الإفتاء، واتساع دوائر النظر الشرعي وآفاقه وتنوع مصادر التشريع وأصوله، وفتح باب الاجتهاد، مشيراً إلى أن طبيعة المستجدات ترفع سقف التوقعات من علماء المسلمين.

وأكدت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس التنفيذي للمُسرعات المستقلة لدولة الإمارات في كلمتها، أن التأقلم مع مستقبل جديد مستدام أصبح ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى، ومع اقتراب انعقاد مؤتمر «كوب 28»، والذي يفصلنا عنه أقل من شهر واحد، تصدرت أزمة المناخ قائمة أولوياتنا، ومع ذلك علينا أن نفكر فيما هو أبعد من الشهر المقبل، واعتماد رؤية تستشرف المستقبل.

وقال الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الزيد، نائب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وأمين المجمع الفقهي الإسلامي، إن ديننا الإسلامي الحنيف يتضمن عوامل البقاء والاستمرار، وهو قابل لاستيعاب التطورات والحضارات، إذ يتضمن النصوص المرنة والقواعد الجامعة والكليات العامة، فضلاً عن كون مبنى أحكام الشريعة يقوم على التيسير والسهولة، لذا فإن على المجامع الفقهية ودور ومؤسسات الإفتاء أن تستعيد دورها الحضاري وتستوعب المتغيرات والتطورات.

كما عرض الدكتور حمدان مسلم المزروعي، رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، فيلماً للجهود الإنسانية التي تبذلها الإمارات في العديد من دول العالم والتي تمثل جزءاً من رسالتها الإنسانية التي رسخها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منذ تأسيس الدولة وحتى يومنا الحاضر، وتتابع قيادتنا الرشيدة على هذه الخطى.

وفي الكلمة الختامية للجلسة الافتتاحية، ألقى الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، كلمة أكد فيها أن الشريعة بأحكامها الثرية قادرة على التعامل مع المستجدات في كل المجالات، فطبيعة الشريعة المرونة والاستجابة السريعة لها.

ونظمت جلسة بعنوان «الإفتاء في المستجدات العلمية نحو منهجية منضبطة ومستدامة تتفاعل مع الحاجات الإنسانية»، وشارك فيها كل من د. عمر حبتور الدرعي، مدير عام مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، ود. حميد عشاق من دار الحديث الحسنية بالمغرب، ود. سعيد شبار، الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى بالمغرب، ود. أحمد الحداد، عضو المجلس، وأدارها د. عبد الرحمن الناصري، مدير قسم الدراسات بالمجلس.

ناقشت الجلسة الثانية «الفتاوى الشرعية في مجال الفضاء والمناخ واستيعابها للمستجدات العلمية»، وشارك فيها محمد شوكت عودة، مدير عام مركز الفلك الدولي، ود. حمزة يوسف هانسن عضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي بالولايات المتحدة، ود. حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة، ود. ماريا محمد الهطالي، ود. وديمة غانم الظاهري من جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، وأدارها محمد سعيد النيادي، مدير عام الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بالإمارات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/26j2925b

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"