خلال الأسابيع المنصرمة كانت جل العناوين الرئيسية في الصحف العربية لا تخرج عن التالي: قصف غزة لا يهدأ.. وعشرات الضحايا في «ممرات الموت»، القتلى الفلسطينيون خلال شهر أكبر من خسائر الصراع في أوكرانيا، إسرائيل تقر بتلقي جيشها خسائر مؤلمة جداً وترفض وقف إطلاق النار، المواجهات والتهديدات تتسع من جنوب لبنان إلى الجولان، نشطاء أمريكيون يحتلون تمثال الحرية رفضاً للإبادة في القطاع، الإمارات تستنكر قتل الأطفال وتتحرك في المحافل الدولية، وجهودها الإنسانية لا تهدأ.. ومجلس الأمن يفشل في إنهاء الحرب، تل أبيب تهاجم غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، قطاع الصحة في غزة يقترب من الانهيار لغياب الوقود، أبو الغيط يدعو لعدم الاستهانة بتصريح الوزير الإسرائيلي «النووي»، الأمين العام للأمم المتحدة «غزة باتت مقبرة للأطفال»، حالة العجز أضحت واقع الأمم المتحدة والقاعدة أصبحت انتهاك القانون، تريد إسرائيل بزيادة حجم التدمير والقتل أن تقلل من زمن العمليات بعدما أصبح الزمن عنصراً محرجاً لكل أصدقاء وحلفاء تل أبيب في الجريمة، ضرورة تعاطي «العدل الدولية» مع النزاعات، خلاف أمريكي - إسرائيلي حول «اليوم التالي»، إسرائيل تلجأ إلى «الاحتياطي» للمرة الأولى لإنقاذ عملتها، ليس لدى نتنياهو تفاصيل أخرى، سؤال المليون في إسرائيل: ماذا سنفعل في اليوم التالي للحرب؟ التوتر يتصاعد في الضفة وإسرائيل تقتل 4 في طولكرم، خلافات مجلس الأمن تخرج إلى العلن بعد جلسة مغلقة حول الحرب، الصين تقترح وأمريكا ترفض «هدنة إنسانية فورية» في غزة، هل يستغرق تدمير «حماس» أسابيع أم أعواماً، آفاق إنهاء حرب غزة تتعقد... وواشنطن تحت عبء الضحايا المدنيين، واشنطن تزود إسرائيل بقنابل دقيقة قيمتها 320 مليون دولار، القيادة المركزية الأمريكية تعلن أن الغواصة النووية «أوهايو» دخلت حيز مسؤوليتها في الشرق الأوسط، انتقادات حادة في «الخارجية» الأمريكية لطريقة التعامل مع حرب غزة، نازحون فلسطينيون يفرون من «الموت الأحمر» إلى الجوع والبرد.
بالطبع هناك عناوين أخرى كثيرة جلها يوضح مدى الدعم الأوروبي الأمريكي لإسرائيل، ويوضح مدى التأييد الشعبي في كل أقطار العالم لشعبنا العربي الفلسطيني في غزة، لكن السؤال الذي لم تتم الإجابة عنه حتى الآن: ماذا بإمكان الأمتين العربية والإسلامية أن تفعلا؟ وفي أي اتجاه على المجتمع الدولي أن يتحرك، ليس فقط كمواقف بل كفعل له قيمته وتأثيره وفاعليته بعد أن حدد موقفه من هذا الوضع المأساوي الذي تشهده غزة، وهذا الغرور الذي تمارسه إسرائيل.
