عادي
آداب إسلامية

قواعد للسير في الطرقات

22:28 مساء
قراءة 3 دقائق
قواعد للسير في الطرقات

الطريق ملك للجميع، ومن المرافق العامة التي ليس لأحد حق التصرف فيها، أو تملكها من دون الآخرين، وللسير في الطرقات قواعد وآداب يجب على المسلم مراعاتها، واحترام من يمرون عليها، حفاظاً على الذوق العام، وتأدباً بالسلوك الإسلامي القويم.

وللحديث عن أصول السير في الطرق تقول انتصار إبراهيم محجوب في كتابها (الإتيكيت خلق وآداب إسلامية)، الطريق له آداب وأصول يتفق الجميع عليها، ومن هذه الآداب الإسلامية، إلقاء التحية والسلام على الجميع، فذلك من دواعي المحبة والودّ، ورد السلام بأحسن منه.

السير باتزان وتواضع، والبعد عن الركض والتبختر والتكبر، قال تعالى: «وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ» (سورة لقمان – الآية 18)، وقال تعالى: «وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا» (سورة الفرقان – الآية 63)، وقال صلى الله عليه وسلم: «من تعظّم في نفسه، واختال في مشيته، لقي الله وهو عليه غضبان» (رواه البخاري).

تجنب الأكل والشرب بالشارع، لأنه مخالف لآداب المروءة وكذلك تجنب اللعب والمزاح غير المقبول، وعدم السخرية ممن يمرون في الطريق.

كف الأذى عن الطريق: بعدم رمي الأوساخ وفضلات الأطعمة.

إماطة الأذى عن الطريق: بإبعاد الحجارة أو الأسلاك أو الزجاج وغيرها عن الطريق.

كذلك مساعدة المحتاج، وإغاثة الملهوف، وإرشاد الضال، وإعانة ابن السبيل، ومساعدة الأعمى والضعيف والشيخ الكبير، والطفل الصغير.

أيضاً البعد عن الجلوس في الطريق وممرات العبور، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إياكم والجلوس في الطرقات قالوا: يا رسول الله ما لنا من مجالسنا بُدّ نتحدث فيها، قال: فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: غض البصر وكفُّ الأذى وردّ السلام والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر» (رواه الشيخان).

اغتنام الوقت الضائع في الطريق بإشغاله بذكر الله تعالى والتفكر في آياته ومخلوقاته.

ويجب على المسلم تجنب تحريك اليدين بعنف في أثناء السير في الأماكن المزدحمة، والتزاحم في الطرقات، والعبث في الممتلكات العامة والخاصة، والتحدث في الأمور الخاصة بصوت مرتفع، والتحدث فيما لا يعنيه.

ويوضح محمد سعيد مبيض في كتابه (الآداب الاجتماعية في الإسلام)، أنه يتوجب على كل فرد أن يراعي الآداب العامة ومنها: الابتعاد عن الصراخ والقهقهة والغناء في الطريق أو أن يفتح مذياعاً أو مسجلاً يحمله - قال تعالى: «وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ» (سورة لقمان – الآية 19).

وليس من الأدب أن يسير الرجل بين امرأتين ولو كانتا من محارمه؛ بل يسير بجانبهما لحديث ابن عمر رضي الله عنهما «أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يمشي الرجل بين المرأتين» رواه أبو داود وضعفه الألباني.

عدم التبرج: بأن تبتعد المرأة عن إظهار زينتها ومفاتنها للمارين في الطرقات، وأن تغضّ بصرها عن الرجال.

وفي الحديث «إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمسن طيباً» - رواه مالك في الموطأ ومسلم. هذا المنع للتعطر إلى المسجد وهو للطرقات أشد فاتقين الله أيتها المؤمنات المتبرجات في هؤلاء الشباب الذين كثرت أمامهم عوائق الزواج ولا تكُنّ سبباً في فتنتهم وابتلائهم - فقد روي في الحديث «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء» متفق عليه.

عدم التميزُ عن الآخرين أثناء السير: بألا يتقدم إنسان ويسير مرافقوه خلفه، ولا يركب ومرافقه مترجل إلا لضرورة – روي عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كان لا يدعُ أحداً يمشي معه إذا كان راكباً حتى يحمله معه، فإن أبى قال تقدم أمامي وأدركني في المكان الذي تريد».

أن يرشد الضال ويساعد المحتاج ويشكر المحسن ويأخذ على يد المسيء وينتصر للمظلوم ويرد السلام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4bsm2bf2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"