عادي

«تشات جي بي تي» تسعى لطمأنة البشر

20:06 مساء
قراءة 3 دقائق
شعار «تشات جي بي تي»

بعد عام على إطلاق منصة الذكاء الاصطناعي التوليدي الأشهر في العالم «تشات جي بي تي»، أكد رئيس شركة «أوبن إيه آي» القائمة على هذا البرنامج سام ألتمان لوكالة «فرانس برس» تأييده لوضع ضوابط تنظيمية لهذه الثورة في مجال التكنولوجيا، «شرط عدم إبطاء التقدم المذهل في المجال».

كان نجم شركات التكنولوجيا في سيليكون فالي قد شارك للتو في مؤتمر مع كبار المسؤولين التنفيذيين من «غوغل» وميتا (فيسبوك وإنستغرام) على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (آبيك) السنوية، التي تعقد في سان فرانسيسكو هذا الأسبوع.

وعلى الرغم من نجاحها، فإن «تشات جي بي تي» والواجهات الأخرى القادرة على إنتاج النصوص والصور والأصوات بناءً على طلب بسيط تثير أيضاً مخاوف جدية بشأن مخاطر كثيرة قد تطال خصوصاً الديمقراطية (تضليل إعلامي على نطاق واسع) أو الوظائف (مهن بديلة).

مساعدة المبدعين

وتابع سام ألتمان حديثه عن الفنانين الغاضبين من تطبيقات «اوبن ايه اي» قائلاً: «نأمل حقاً أن يتم اعتماد هذه الأدوات من المبدعين وأن تكون مساعدة لهم».

وأضاف: «بالطبع، سيتعين علينا إيجاد نموذج اقتصادي ناجح، وسنحتاج إلى السماح للناس بأن يقرروا ما إذا كانوا يريدون المشاركة فيه أم لا».

وقدّم فنانون ومبرمجون وكتّاب (بينهم جورج آر آر مارتن، مؤلف سلسلة «غايم أوف ثرونز») شكوى هذا العام ضد «أوبن إيه آي» ومنافسين للشركة الناشئة في كاليفورنيا، متهمين إياها باستخدام أعمالهم لإنشاء واجهاتها في تجاهل لحقوق الطبع والنشر الخاصة بهم، من دون موافقة أو أجر.

في هوليوود، ركز الإضراب التاريخي لكتّاب السيناريو والممثلين، والذي انتهى أخيراً، بشكل خاص على مخاوفهم من استخدام الذكاء الاصطناعي لاستغلالهم في الأعمال السينمائية.

الصين والذكاء الاصطناعي

سام التمان ليس لديه أعداء فقط. فعند خروجه من قاعة المؤتمرات، تجمهر مشاركون في قمة آبيك، من المعجبن برجل الأعمال، لالتقاط صور سيلفي معه.

ورداً على سؤال حول استخدامات الذكاء الاصطناعي في الصين، قال إنه «لا يعرف الكثير عن كيفية استخدام الصين للذكاء الاصطناعي».

وأضاف: «هذا الأمر خارج مجال خبرتي».

واتسمت قمة آبيك بالتنافس بين الولايات المتحدة والصين، المنخرطتين في منافسة اقتصادية وسياسية شرسة. وبالنسبة للعديد من المنظمات الأمريكية، فإن الأمر يتعلق بالنموذج الاجتماعي، بينما حتى الرئيس جو بايدن نفسه جدد استخدام كلمة «ديكتاتور» لوصف الزعيم الصيني.

وتستخدم بكين الذكاء الاصطناعي لأغراض مراقبة السكان، ولاسيما من خلال التعرف الى الوجه.

وفي إبريل/ نيسان، قالت السلطات إنه سيتم فحص أدوات الذكاء الاصطناعي للتأكد من أنها «تعكس القيم الاشتراكية الأساسية ولا تحتوي على (مواد تتعلق) بتخريب سلطة الدولة».

الانتخابات الأمريكية

وتتم مناقشة تنظيم الذكاء الاصطناعي أيضاً في البرلمانات الأوروبية والأمريكية، ولكن بهدف عدم استخدامه للتمييز أو التلاعب أو الاحتيال.

وقال سام ألتمان، إن شركة «أوبن ايه اي» وغيرها من عمالقة الذكاء الاصطناعي الأمريكيين تطالب بقواعد جديدة، شرط «ألا تبطئ بعض التقدم المذهل الذي يحدث».

وتشعر الحكومة الأمريكية بالقلق بشكل خاص بشأن الدور الذي سيلعبه الذكاء الاصطناعي التوليدي خلال الحملة الانتخابية لعام 2024.

وتسهّل التكنولوجيا إنشاء مونتاجات واقعية للغاية (عبر تقنية «التزييف العميق») ومحتويات كاذبة، ما يعزز تالياً حملات التضليل.

واعترف سام ألتمان خلال المؤتمر قائلاً: «هناك الكثير من الأشياء المجهولة، ونحن لا نعرف حتى الآن ما الذي يستطيع الذكاء الاصطناعي التوليدي فعله في ما يتعلق بالفيديو على وجه الخصوص».

وأضاف: «لكن ذلك سيحدث بشكل سريع في عام الانتخابات، وسيتعين علينا مراقبته من كثب للرد فور حدوثه». (أ.ف.ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yma37uz2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"