التعاطي مع الصحة والعلاج أمر ينبغي أن يتسم بالتعقل والرصانة والتمسك باستشارة طبيب مختص مهما كانت المغريات والقصص التي تنسج عن شفاء فلان وعلان أو خسارة وزنهم دون رياضة أو حمية أو عبر إجراء عمليات لا يتم إطلاع المريض على مضاعفاتها بدعوى أنها سريعة لا تحتاج إلى تنويم، فكل ما سبق مجرد ترويج نراه اليوم يتكرر بشكل غير معهود واستسهال غير مسبوق رغم التحذيرات.
للأسف هناك دائماً من يبحث عن الحلول السهلة والسريعة ويقتنع كثيراً بقصص ربما تلامس عواطفه دون التأكد من مصداقيتها، فتجده يتخذ قراراً مصيرياً بناءً على قصة يظنها حقيقية قرأها في إنستغرام وهي في الحقيقة دعاية لمنتج ما يباع دون ترخيص وبطرق ملتوية ويتم خداع مستخدمي التواصل الاجتماعي بقصص وتجارب غير حقيقية تؤكد استفادة أصحابها من المستحضر الذي قد يتسبب في ضرر كبير للبعض وفقدان مبالغ مالية للطرف الآخر لأنه غير مناسب ولم تذكر حقيقته كاملة وواضحة لمن يستخدمه.
لا أعرف لماذا يلجأ كثيرون للإنترنت بحثاً عن علاج دون استشارة طبيب مختص أو إجراء فحوص قد تكون مهمة ومصيرية بالنسبة لهم بدلاً من البحث عن حل سريع في وقت تنادي فيه الجهات المختصة إلى أهمية الانتباه والتيقن من وجود منتجات دوائية ومكملات مغشوشة تستخدم لأغراض التخسيس، ومنها منشطات جنسية ومقويات ذكورية، ومكملات لبناء وكمال الأجسام، ومستحضرات تجميل، نشرت أسماءها وصور عبواتها في قوائم المنتجات المغشوشة المختلفة في موقعها.
الواقع أن كثيراً من المنتجات التي يراها البعض أنها جذابة هي في الحقيقة، وكما أشارت دوائر الصحة المعنية، مغشوشة وغير صالحة واستخدام هذه المنتجات ممكن أن يؤدي إلى حدوث آثار صحية خطرة، حيث يتم تصنيعها وتخزينها في ظروف غير ملائمة، ولا تتبع ممارسات التصنيع الجيد، ما قد يؤدي إلى تلوث المنتج بمواد ضارة مثل البكتيريا والفطريات والمعادن الثقيلة، كما أن بعض هذه المنتجات ثبت غشه بمواد دوائية لم يتم الإعلان عن وجودها في المنتج.
على الجميع اليوم أن يتسلح بثقافة الوعي ويواجه طوفان الدعايات الذي يواجهه في كل مكان وزمان، ويعمل على عدم شراء أو استهلاك أي منتج مشكوك فيه وأخذ المشورة من الطبيب المعالج أو أخصائي الرعاية الصحية قبل استخدام أي منتج طبي أو مكمل غذائي، وذلك لمناقشة الفوائد والمخاطر المحتملة.