عادي

«زايد للمَحْميات الطبيعية».. تنوّع بيولوجي وجهود لحماية النظم البيئية

20:14 مساء
قراءة 4 دقائق
السلاحف البحرية

أبوظبي: شيخة النقبي
تشكل شبكة زايد للمحميات الطبيعية في أبوظبي، التي تضم 20 محمية بيئية متكاملة وشاملة، تضم عدداً من أهم الموائل البرية والبحرية في الإمارة، وتمثل حجر الزاوية لحماية التنوع البيولوجي وجهود حماية النظم البيئية والتراث الطبيعي والثقافي، وعدد المحميات البرية 14 محمية، وتمثل 16.9% من مساحة أراضي الإمارة، و6 محميات بحرية تمثل 13.9% من إجمالي مساحة البيئة البحرية.
ويعد مؤتمر «COP28»، الذي تستضيفه دولة الإمارات من 30 نوفمبر وحتى 12 ديسمبر، في مدينة «إكسبو دبي»، منصة متميزة لتبادل وجهات النظر والأفكار، لتعزيز العمل المناخي، والترويج لتطبيقات المحافظة على الحياة الفطرية وتنميتها.
وتضم قائمة المحميات البحرية في الامارة: «متنزّه السعديات البحري الوطني»، ويقع في المنطقة البحرية المتاخمة لجزيرة السعديات، وهو موطن يتميز بوفرة الحياة البحرية، مثل سلاحف منقار الصقر المهددة بالانقراض. أما «الياسات»، فجزرها محاطة بالشعاب المرجانية التي تعدّ موطناً مهماً لكثير من الكائنات البحرية. كما تتميز بأهميتها البيئية والتاريخية والثقافية. و«متنزّه القرم الوطني»، موطن ملايين أشجار القرم التي تدعم الأنظمة البيئية. و«مروّح» تتميّز بكونها غنية بتنوعها البيولوجي الذي تدعمه بيئات بحرية وساحلية. كما أنها موطن لثاني أكبر تجمع لأبقار البحر في العالم، ما أكسبها أهمية دولية. ففي عام 2019، عثر علماء الآثار، على أقدم لؤلؤة في العالم في الموقع الأثري في جزيرة مروّح، وتلا ذلك اكتشافات تاريخية على الجزيرة، التي تكشف بأنها تعود إلى العصر الحجري، وهذه الحقبة شهدت حياة على الجزيرة.
وتقع «بو السياييف»، غرب قناة المصفح وهي منطقة مهمة للطيور المهاجرة والمقيمة، وتضم مجموعة من الموائل المناسبة لطيور النحام الكبير (الفلامنغو) وغيره من الطيور المهاجرة. وقد انضمت للشبكة العالمية لمواقع الأراضي الرطبة عام 2016 ضمن الاتفاقية الدولية المعروفة باتفاقية «رامسار». وتشكل «رأس غناضة» تجمعات الشعاب المرجانية في المحمية قيمةً اقتصاديةً مهمة مباشرة وغير مباشرة، حيث تساعد على حماية المنطقة الساحلية من الأعاصير وهي عنصر مهم للجذب السياحي.
و«البدعة الطبيعية» وتتميز بالطبقات والكثبان الرملية، كما تضم غطاء من الشجيرات. و«الدلفاوية»، التي تتميّز بالطبقات والكثبان الرملية، كما تضم أعشاباً معمرة ونجيليات. و«الرملة» واحدة من أكبر المحميات الطبيعية، حيث تمتد على مساحة 544 كيلومتراً مربعاً في منطقة الظفرة. و«قصر السراب» من أهم المحميات للسياحة البيئية، كما أنها إحدى أهم المحميات التي يتجول فيها المها العربي بحُرية، في منطقة الربع الخالي. و«محمية المها العربي» في منطقة رزين ومساحتها 5975 كيلومتراً مربعاً، وهي موطن لأكبر عدد من المها العربي في العالم. و«الغضا الطبيعية» فيها عتوزيع محدود لشجيرات الغضا، وهي آخر موقع لهذه الشجيرات، ويمثل توزيعها الحدّ الشرقي في شبه الجزيرة العربية.
و«الوثبة للأراضي الرطبة» أول محمية أنشئت في أبوظبي. كما أنها أول موقع ينضم إلى القائمة الخضراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة في منطقة الخليج العربي. وهي موطن أساسي لنحو 4 آلاف طائر نحام كبير (فلامنغو). و«متنزّه جبل حفيت الوطني» في منطقة العين، وهو المحمية الجبلية الوحيدة في إمارة أبوظبي. وموطن لأنواع نادرة مثل الطهر العربي والنخيل القزم. و«يو الدبسا» الوجهة المُثلى للنباتات المحلية في منطقة الظفرة. وتستضيف «الحبارى» أكبر برامج لإعادة توطين الحبارى في المنطقة. كما أنها المحمية الوحيدة التي شوهد فيها قط الرمال بعد غياب طويل. وتقع «بدع هزاع» في منطقة الظفرة وتغطي الغابات أكثر من 75% من مساحتها. و«برقا الصقور» من أهم مواقع تكاثر الحبارى، وتقع في منطقة الظفرة. كما يكسوها غطاء نباتي مميز. أما «الطوي» فهي واحدة من المناطق المهمة لتكاثر الحبارى بمساحة 46 كيلومتراً مربعاً.
ونجحت «شبكة زايد للمحميات الطبيعية» في تسجيل أنواع من الحيوانات عدّت منقرضة، أو لم تسجّل لأكثر من 20 عاماً في الطبيعة، واكتشاف أنواع جديدة سجلت لأول مرة في العالم أو في الدولة. كما أسهمت الشبكة في الحفاظ على الموائل والأنواع البرية والبحرية المهددة بالانقراض، مقارنة بالأنواع خارج نطاق المحميات، بسبب المهددات البشرية كالاحتطاب والرعي الجائر.
وتتميز الشبكة باحتوائها على عدد من أهم الموائل البرية والبحرية في الإمارة، لما تضمه من موائل غنية بالتنوع البيولوجي من حيث عدد وأنواع النباتات والحيوانات المحلية وكثافتها، فضلاً عن استيعابها الكائنات المهددة بالانقراض محلياً وعالمياً. وتعد الشبكة ذراعاً بيئية مستدامة تستخدمها هيئة البيئة أبوظبي لتنفيذ برامج صون الأنواع المهددة بالانقراض، والإسهام في الحفاظ على عناصر التنوع البيولوجي في إمارة أبوظبي، بما يضمن استدامة الموارد وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بها.
وتمتاز المحميات البحرية في إمارة أبوظبي بوجود أكبر تجمع في العالم لأبقار البحر بعد أستراليا، بواقع 2762 بقرة بحر في محمية مروّح، ووجود أكبر قطيع من الدلافين الهندية، إلى جانب نجاح المحميات البحرية في احتضان السلاحف الخضراء وسلاحف منقار الصقر المهددة بالانقراض، بما يؤكد أهمية المحميات في الحفاظ على الحياة الفطرية.
وتعمل الهيئة على تعزيز فاعلية إدارة المناطق المحمية، بإعداد خطط تطويرية للمواقع المحمية، وتتضمن تصميم برامج الرصد البيئية، وتعزير برامج التفتيش والحماية، وتطوير البنية التحتية والمرافق، وتطوير الخطة التشغيلية والصيانة، وتعزيز وتدريب الكوادر الوطنية وفق أحدث المعايير العالمية المستخدمة في إدارة المناطق المحمية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p9cskm6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"