نبيل سالم
يبدو أن وقف إطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر، بات الآن أولوية إنسانية قبل أن تكون عربية أوإسلامية، في ظل الانتهاكات الصارخة التي تقوم بها قوات الاحتلال للقانون الدولي الإنساني في هذه الحرب الدموية، والتي تتجلى في استهداف المدنيين والمؤسسات الصحية والبنية التحتية، وقطع كل مصادر الحياة على المدنيين العزل.
وفي خطوة تأتي استكمالاً للجهود العربية والإسلامية الرامية إلى وقف الحرب الإسرائيلية على غزة جاءت جولة وزراء خارجية دول عربية وإسلامية على عدد من العواصم العالمية.
ويشارك في هذه الجولة التي يؤمل أن تسهم في وقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة كل من وزراء خارجية السعودية ومصر وقطر والأردن وفلسطين وتركيا وإندونيسيا ونيجيريا والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي.
وتأتي هذه الجولة في وقت يتصاعد فيه الرفض الشعبي العربي والدولي للحرب الإسرائيلية والجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال، حيث بدا ذلك واضحاً في المحطة الأولى من الجولة العربية والإسلامية وهي بكين، تفهم العالم للمواقف العربية والإسلامية؛ حيث دعت الصين والدول العربية والإسلامية، المجتمع الدولي إلى وقف فوري لإطلاق النار ومنع حدوث أزمة إنسانية في القطاع.
وخلال لقاء الوفد مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أكد الأخير أن بلاده تدعم الجهود الرامية إلى تخفيف التوتر في غزة وإحلال السلام في أسرع وقت ممكن، مؤكداً أن الصين تدعم مخرجات القمة العربية- الإسلامية التي بعثت برسالة واضحة وقوية فيما يتعلق بوقف إطلاق النار وحماية المدنيين وتنفيذ حل الدولتين.
بدوره قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، إن الرسالة التي يريد الوفد توجيهها، هي «ضمان وقف فوري لإطلاق النار ووقف المجازر وتقديم المساعدات الإنسانية لغزة».
وأشار بن فرحان إلى أن الصراع في غزة تسبب في خسائر فادحة في الأرواح، مضيفاً: «كارثة إنسانية على أبوابنا، يجب على المجتمع الدولي أن يتحلى بالمسؤولية ويمنع إسرائيل من انتهاك القانون والقانون الإنساني في غزة».
وكما هي الحال في بكين لاقت زيارة اللجنة الوزارية تفهماً كبيراً في موسكو خلال اللقاء الذي عقد مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، حيث ندد الوزير الروسي خلال الاجتماع «بكل مظاهر الإرهاب التي تنتهك القانون الدولي»، فيما كرر وزير الخارجية السعودي بأن «رسالتنا اليوم واضحة وهي أنه يجب وقف الحرب في غزة فوراً، وإطلاق عملية سلام جادة».
وعلى الرغم من الخسائر البشرية المؤلمة التي خلفتها الحرب، لا سيما على المدنيين، فإنها شكلت فرصة ضاغطة على المجتمع الدولي للبحث عن أسباب الأزمة وحلها، بدلاً من الاستمرار في الدوران حولها، مع استمرار الاحتلال والتهويد والاستيطان والعنف.
ومن هنا يأتي التحرك الدبلوماسي العربي- والإسلامي الذي قد يساعد على وقف نزيف الدم الفلسطيني، وإحياء الأمل في حل عادل للقضية الفلسطينية.