عادي
آداب إسلامية

التعامل مع الجار.. طريق للجنة

01:01 صباحا
قراءة 3 دقائق
التعامل مع الجار.. طريق للجنة

أولت الشريعة الإسلامية الجار اهتماماً عظيماً، وحثنا المولى عز وجلّ على الإحسان في معاملته، لحرصها على إشاعة روح الحب والمودة بين الناس، وتوطيد الروابط الاجتماعية، وبناء مجتمع قوي ومتلاحم ينعم بالسلام، لذلك فقد يكون «الإتيكيت» والآداب الإسلامية الراقية في التعامل مع الجيران من أسباب دخول الإنسان الجنة.

ووفقاً لما قاله صبحي سليمان في كتابه (الأصل في الإتيكيت - أدب إسلامي رفيع)، فإن الإسلام قد أوصى بالجار، وأعلى من قدره، فله حرمة مصونة، وحقوق كثيرة لم تعرفها قوانين الأخلاق، ولا شرائع البشر، ولقد بلغ من عظم حق الجار في الإسلام، أن قرن الله حق الجار بعبادته وتوحيده، فقال سبحانه جلّ وعلا: «وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا» (سورة النساء – الآية 36).

ولقد أضافت السنة النبوية في بيان رعاية حقوق الجار، والوصية به، وصيانة عرضه، وحفظ شرفه، وستر عورته، وسد خلّته، ومن أجلّ تلك النصوص قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيوَرِّثه» (رواه البخاري ومسلم).

أما عن قواعد «الإتيكيت» الإسلامي في التعامل المهذب مع الجار فهي:

كف الأذى

فإذا كان الأذى بغير حق محرَّم، فأذية الجار أشد تحريماً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل: من يا رسول الله؟ قال: من لا يأمن جاره بوائقه» (رواه البخاري).

والمراد أن الجار الذي لا يؤمن غوائله وشروره غير كامل الإيمان، فهو بعصيانه وظلمه قد نقص إيمانه، وفي الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره».

فقرن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين كف الأذى عن الجار، وبين الإيمان بالله واليوم الآخر، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه عنه قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، إن فُلانة تقوم الليل، وتصوم النهار، وتفعل وتَتَصَدّقُ وتؤذي جيرانها بلسانها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا خير فيها هي من أهل النار. قالوا: وفلانة تصلي المكتوبة وتتَصَدّقُ بأثوار ولا تؤذي أحداً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي من أهل الجنة (رواه أحمد والبخاري).

تفقد أحوال الجار

فمن الناس من لا يعرف جاره الملاصق، وربما دامت الجيرة سنوات عديدة وهم على هذه الحال، إما تجاهلاً وإما اشتغالاً بالدنيا، وهذا يكثر في المُدن الكبرى التي ترزح تحت وطأة المدنية الحديثة، ولا ريب أن هذا الصنيع تفريط وتقصير، فمن حق الجار أن تتعرف إليه وتجعل لفرحه وحزنه ومشكلاته حيزاً من تفكيرك ومشاعرك، ولا يحصل هذا إلا بتفقد أحواله، والسؤال عن حاجاته، فقد يكون مريضاً وقد يكون مديوناً، وكم من إنسان ينام قرير العين وجاره قد أطارت الهموم والأحزان النوم عنه.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع» (أخرجه البخاري)، بل قد جاءت الوصية بتعهد الجيران بالطعام، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: «أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم: إذا طبخت مرقاً فأكثر ماءه، ثم أنظر إلى أهل بيت جيرانك فأصبهم منه بمعروف» (رواه مسلم).

تعهد الجار بالهدية

الهدية تجلب المودة، وتُكذّب سوء الظن، وتستل سخائم القلوب، جاء في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: «قلت: يا رسول الله: إن لي جارين، فإلى أيهما أهدي؟ قال: إلى أقربهما منك باباً» (رواه البخاري).

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5ejb9m55

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"