- عروض فنية وتجارب ثقافية استثنائية
- عبدالله العبيدلي: التعرف إلى جماليات تاريخ دبي
دبي: مها عادل
في أجواء تراثية، انطلقت فعاليات مهرجان «أيام الشندغة» الذي تنظّمه هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة) في حي الشندغة التاريخي بدبي، وتستمر حتي 3 ديسمبر/كانون الأول المقبل. ويهدف المهرجان بفعالياته الحافلة بالتنوع والأصالة إلى تعزيز التراث البحري المحلي بين أفراد المجتمع بكل فئاته، تحت شعار «لنحتفِ معاً بتراثنا البحري»؛ إذ يسعى من خلال أجندته التفاعلية والتثقيفية إلى تعريف الجمهور بهذا الإرث، ويروي قصة دبي وأهلها مع البحر والعلاقة الممتدة بينهما على مر السنوات، وكيف تنظر هذه الإمارة للمستقبل المشرق عبر نافذة التاريخ والتراث ولتجمع بين روح الأصالة والحداثة معاً. والزوار على موعد مع المتعة والثقافة، من خلال حضور مجموعة من ورش العمل المرتبطة بعالم البحر والحرف اليدوية التراثية، فضلاً عن فرصة زيارة المتاحف المجاورة والسوق.
على هامش جولتنا في أروقة المهرجان، يحدثنا عبدالله العبيدلي، مدير متحف الشندغة عن ملامح المهرجان وفعالياته ويقول:
يتضمن برنامج مهرجان «أيام الشندغة» تشكيلة متنوعة من ورش العمل التي تتيح للمواطنين والمقيمين على اختلاف جنسياتهم وأعمارهم، فرصة ممارسة «حرفة الجلافة»، عبر تمكينهم من صنع «طاولة جانبية» باستخدام رقائق الخشب وأوراق القطن والحبال، ما يمنحهم إمكانية التعرف إلى مختلف أنواع الخشب المستخدمة في صناعة السفن، كما يشمل أيضاً ورشة «صب الشمع داخل الصدف» التي تحفز الزوار على ابتكار تصاميم خاصة للشموع وطرق تزيينها المختلفة، بينما يتدرب المشاركون في ورشة «صناعة حقيبة مكرمية» على طرق الاستدامة وتصميم الحقائب باستخدام شباك الصيد، وتعريفهم بأشكال وأنواع خيوط المكرمية ومعدات الحياكة، كما يتمكنون من اختبار حياة الخور والتعرف إلى حياة الصياد الإماراتي وتفاصيل معداته البحرية، وإطلاق العنان لخيالهم في ورشة «الإبحار والرسم»، فيما تهدف ورشة «بناء القوارب» إلى تعزيز التعاون وغرس روح العمل الجماعي بين المشاركين، كما سيتمكن الجمهور خلال أيام المهرجان من التعرف إلى طرق صناعة السفن التقليدية والأشرعة والحبال، وصنع القرقور وشباك الصيد وعملية فلق المحار، إلى جانب ممارسة مهنة قرض البرقع، واكتشاف أسرار صنع الدخون والحناء.
عن أهمية الدور والرسالة التي يحملها المهرجان يوضح العبيدلي: تكمن أهمية مهرجان «أيام الشندغة» الذي يرفع شعار «لنحتفِ معاً بتراثنا البحري» في قدرته على توطيد علاقة المجتمع بالتراث المحلي، والمساهمة في حفظه وصونه باعتباره مرجعاً فكرياً وثقافياً، وذلك بفضل ما يتضمنه من تفاصيل وحكايات مرتبطة بالذاكرة الشعبية، كما يُسهم في ترسيخ الهوية الوطنية في نفوس الأجيال الناشئة. وتسعى «دبي للثقافة» من خلال المهرجان إلى دعم السياحة الثقافية في دبي، عبر تقديم مجموعة من التجارب الثقافية الاستثنائية والعروض الفنية والتراثية التي تعيد تمثيل وتجسيد شكل الحياة القديمة في دبي، ما يُسهم في منح الجمهور فرصة التعرف إلى العادات والتقاليد والممارسات التراثية القديمة والحرف اليدوية المرتبطة بالبحر، بالإضافة إلى اكتشاف تفاصيل حي الشندغة التاريخي، والتعرف إلى جماليات تاريخ دبي العريق، وهو ما يتناغم مع التزامات «دبي للثقافة» الهادفة إلى صون التراث والمحافظة عليه، وتعزيز قوة السياحة الثقافية في دبي.
سلسلة عروض
بالنسبة لبرنامج الفنون بالمهرجان، يقول عبد الله العبيدلي: يقدّم المهرجان سلسلة من العروض الفنية والتجارب الثقافية الاستثنائية التي تتنوع بين العروض الموسيقية التراثية والفنون الأدائية التي تجسد ثقافتنا الفنية بالدولة، ومن بينها ورشة «كتابة وأداء النهمة» التي تفتح عيون الزوار على عناصر ووظائف النهمة البحرية، بالإضافة إلى تقديم رقصات «العيالة» والعديد من العروض التفاعلية المستلهمة من الموسيقى الساحلية التقليدية، وسيشهد المهرجان تقديم عرض «قصص من البحر»، الذي يعيد سرد قصص الساحل بلمسة عصرية.
فعاليات للصغار
يقول العبيدلي: لدينا فعاليات يستضيفها المهرجان لاجتذاب الصغار وتعريفهم بالتراث الثري الإماراتي؛ حيث يشكل الأطفال جزءاً مهماً من الشريحة المجتمعية التي يستهدفها المهرجان، ولذلك تم تخصيص مجموعة من الفعاليات وورش العمل التي تتيح لهم استكشاف تفاصيل التراث البحري المحلي، ومن بينها ورشة «إصلاح القوارب» التي تمنح الصغار فرصة خوض تجربة بناء قوارب تقليدية، في حين يتعرفون من خلال ورشة «صنع الأسماك بمفهوم الحواس»، إلى اكتشاف أنواع الأسماك المحلية التي تعيش في المنطقة، كما يتيح برنامج الفعاليات للصغار من كل الثقافات والجنسيات فرصة ذهبية للتعرف إلى مجموعة من الألعاب التقليدية الإماراتية الشهيرة والمحببة، ومن بينها لعبة «الجحيف»، و«الكرابي» و«الدسيس»، وغيرها.