المتغيرات حولنا سريعة، والعالم اليوم أصبح مرتبطاً ومتقارباً بشبكات اتصال عالمية، وخطوط مواصلات معقدة شكلت تغييراً جذرياً في تغيير الأنظمة، في إعادة توزيع البشر، وفي خلق بيئات متجانسة أكثر، متفاهمة ومترابطة. ويأتي الطيران على قمة هذه الشبكة العالمية التي قربت البعيد، وجعلت العالم متصلاً في حال من الارتباط الإنساني والاجتماعي، لا يمكن اليوم إلا المحافظة عليها، وتأكيد صمود منظومة الطيران اقتصادياً مع متطلبات الاستدامة.
قطاع الطيران، على قائمة الخطة العالمية اليوم في ملف التغير المناخي، ملف مرتبط بمنظمة الطيران المدني الدولي «الإيكاو»، التي أخذت ومنذ عام 2010 على عاتقها جميع التحولات الضرورية لوضع القطاع على خارطة الاستدامة، والتقليل من تداعيات الانبعاثات العالمية التي يتسبب بها، في جدية وفي حالة توافقية، وضمان أن الجميع متساوون في الفرص الاقتصادية، والاجتماعية والبيئية.
في دبي وتحت رعاية كريمة من صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عقد بتاريخ 20-24 نوفمبر، المؤتمر الوزاري العالمي «مؤتمر الطيران والوقود البديل»، بتنظيم «الإيكاو»، واستضافة الهيئة العامة للطيران المدني لدولة الإمارات، اجتمع فيه 40 وزيراً في الطاقة، والطيران والاستثمار، من 100 دولة و1000 مشارك من العالم، للتشاور ومناقشة ملف وقود الطيران الذي يعدّ الأهم اليوم على خطط المنظمة والتغير المناخي، ويشهد اليوم ضغطاً عالمياً كبيراً لدفع قطاع الطاقة لإنتاج أنواع أكثر استدامة وأقل في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، في رحلة تحولية شاملة، لمستقبل جديد يضع القطاع على أعتاب حقبة جديدة في التحول التكنولوجي في قطاع التصنيع، وإنتاج الطاقة، والتطوير، والاستثمار، لضمان استمرارية نمو سوق السفر، وبقاء تنافسيته في حال متوازية مع المتطلب العالمي للوقود النظيف، الذي لا يزال اليوم يعاني تحديات كبيرة، في توافر البنية التحتية، والقدرات المطلوبة للتحول وتوافر مصادر التمويل اللازمة في العالم لدعم إنتاج الوقود النظيف في كل مكان دونما قيود.
في دبي، نجح المجتمع الدولي في التوصل إلى اتفاق في قطاع الطيران، لوضع إطار عالمي للتقليل من الانبعاثات بنسبة 5% باستخدام أنواع مختلفة من وقود الطيران النظيف بكل أنواعه التي اعتمدتها المنظمة، يأتي هذا الإعلان هنا في دبي يوم 24 نوفمبر، ليؤكد الدور القيادي والمحوري لقيادة دولة الإمارات، في الجهود العالمية للتقليل من تداعيات التغير المناخي، مع جميع منظمات الأمم المتحدة المعنية، سواء الإيكاو أو منظمة الملاحة البحرية أو مؤتمر الدول الأطراف للاتفاقية الإطارية لتغير المناخ «كوب».
ونستمر نحن في إبهار العالم في ما يمكن للحوار الشفاف والإرادة الحقيقية أن يحققا، هنا أصبح إعلان «إطار دبي العالمي لوقود الطيران» إنجازاً تاريخياً سنفخر به طويلاً.
[email protected]
