نوبل العرب

مبادرة «نوابغ العرب»، التي أصبحت قولاً وفعلاً تعرف باسم «نوبل العرب»، هدية كبيرة قدمها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، لجميع العلماء العرب، تكريماً لإنجازاتهم وجهودهم العلمية، وجاءت في إطار جهود سموه لاستئناف الحضارة العربية والإسلامية، وإعادة ما تحقق في القرون الماضية إلى الواجهة مجدداً، بعدما ملأ العرب والمسلمون العالم بمنجزات في العلوم والاختراعات والنظريات التي قام عليها العلم الحديث، وشكّلت منطلقاً سليماً للنهضة العالمية.
يوم أمس كان مميزاً للعلماء العرب بإعلان صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، حصول الدكتور هاني نجم، من المملكة العربية السعودية، بفئة «الطب» في الدورة الأولى من مبادرة «نوبل العرب»، تقديراً لإنجازات هذا الطبيب الذي تخصص في الجراحة القلبية للأطفال والكبار، وأجرى أكثر من 10 آلاف عملية قلب ناجحة، مستحدثاً ممارسات جراحية مبتكرة واستثنائية في تخصصه، لذا كان نصيبه الحصول على الجائزة لتكون فاتحة خير لما هو قادم مستقبلاً.
رسالة «نوبل العرب» واضحة للقاصي والداني وتحتفي بالعقول والمبدعين العرب، ورسالة تقدير لكل من يسهم في ريادة العالم العربي معرفياً ويكون قدوة لأبنائه؛ تكريمهم ودعمهم خطوة رئيسية في مواصلة مسار التقدم المعرفي للمنطقة والعالم، وهي ما أكد عليها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، وقال سموه: «منطقتنا أهدت العالم عبر القرون السابقة علوماً واختراعات، وقادرة على تحفيز أبنائها على استئناف هذا الدور ومواصلة هذا المسار من جديد، لأن العقول العربية المتميزة التي تؤمن بالعمل من أجل مستقبل الإنسان والإنسانية تُعَدّ بالملايين».
«نوبل العرب» مشروع عربي ومبادرة تسهم في تكريم كثير من العقول، والتي كانت إنجازاتها في المجال الطبي حبيسة غرف العمليات الجراحية أو المستشفيات التي يعملون بها، واختيار الدكتور هاني نجم للفوز بالفرع الطبي، سيتبعه قريباً الإعلان عن الفائزين في بقية فروعها التي تضم الهندسة والتكنولوجيا، والاقتصاد، والعمارة والتصميم، والعلوم الطبيعية، والأدب والفنون، وشمولية الفئات لأهم تخصصات العلم الحديثة، تؤكد أهمية وجودها وصدقها في تسليط الضوء على إنجازات أبناء الأمة، الذين قدموا ويقدمون الكثير للعلم، وهو ما نستشفه من وجود كثير من الخبرات العربية التي تعمل بكل جد في دول أوروبا والعالم، وتسهم في نهضة العالم في جميع المجالات.  
اختيار الفائز بالجائزة عن فئة الطب، جاء بعد دراسة عشرات آلاف الترشيحات التي وردت من مختلف المؤسسات الطبية والأفراد في كل أرجاء الوطن العربي، ومر بمراحل طويلة من الفرز والتقييم، لكي تُمنح لمستحقها فعلاً.
شكراً صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد على هذه المبادرة، التي ستكون فاتحة خير في العلوم على مستوى العربي والعالم، لأن أمتنا العربية تستحق الكثير.
[email protected]