الإمارات.. محطة تاريخيّة لمستقبل العالم

00:28 صباحا
قراءة 3 دقائق

اليوم، تاريخي بكل معنى الكلمة، لأنه من اليوم وعلى مدار أسبوعين سيبدأ العالم بشقيه الحكومي والمدني مناقشات وحوارات للوصول إلى توافقات من شأنها إحداث تغيير حقيقي وعملي في مواجهة التغير المناخي الذي يهدد كوكبنا.

جولات وجولات على مدى سنوات بذلتها الأمم المتحدة ومعها المنظمات المعنية بالبيئة لقرع أجراس الخطر لتفادي الكوارث الطبيعية التي باتت تهدد العالم، وهي كوارث ناجمة عن الخلل الذي أحدثه الإنسان في الأرض، إما لغياب الوعي والمعرفة، أو للحاجة والفقر الشديدين أو لتحقيق مكاسب مالية ضيقة على حساب الآخرين.

«كوب 28» الذي تستضيفه دولة الإمارات في دبي، سيكون مختلفاً، لأن التحضيرات التي بذلت كانت كبيرة، والجهود والجولات التي قامت بها فرق الإمارات على مختلف المستويات شكلت نقلة نوعية في العمل الدبلوماسي، فيما المبادرات التي قدمتها الإمارات بما فيها تمويل المشاريع ومساعدة الدول على مواجهة تحدي التغير المناخي كان لها الأثر الكبير في تقريب وجهات النظر بين الأغنياء والفقراء، بين الشمال والجنوب.

أسست منظمة الأمم المتحدة الاتفاقية الإطارية بشأن تغير المناخ «UNFCCC» في عام 1992، وتم الاتفاق على عقد مؤتمرات للدول الأطراف في هذه الاتفاقية، وأول هذه المؤتمرات كان في برلين عام 1995، وأصبحت تعقد سنوياً، وتعرف باسم «مؤتمرات الأطراف»، وتعد أعلى سلطة سياسية عالمية معنية بتغير المناخ.

يقول سلطان الجابر رئيس مؤتمر الأطراف «كوب 28» إن المؤتمرات السابقة نجحت في تحديد الأولويات الصحيحة، لكنها واجهت تحديات في تنفيذ المخرجات التفاوضية، وأن العالم أصبح بحاجة إلى مؤتمر استثنائي، يحقق نقلة نوعية في العمل المناخي، وهذا ما يسلط أنظار العالم على «COP28»، ويترقب ما سيتوصل إليه من مخرجات ونتائج.

يعتبر سلطان الجابر الذي يعمل على مدار الساعة مع فريق العمل الإماراتي للوصول إلى توافقات حكومية وأهلية عالمية، أن المسؤولية التي تمثلها استضافة مؤتمر الأطراف كبيرة؛ فالعالم يعاني حالياً انقسامات وتوترات جيوسياسية متعددة الأسباب، ومع مشاركة 198 دولة ومنظمة، تمتلك كل واحدة منها مواقف وآراء ومصالح مختلفة، ستكون المسؤولية أكبر في الأيام المقبلة.

أمام هكذا حدث تاريخي تشارك فيه 200 دولة، بقادتها وفرق مفاوضيها وممثلي المجتمع المدني حوّل العالم، لا بد من ارتفاع الأصوات والانتقادات من مختلف الأطراف وحتى تبادل الاتهامات لتشكيل ضغوط، فكل طرف يبحث عن إثبات نظريته ورؤيته، ليؤكد للعالم أن موقفه هو الأسلم والأصح لإنقاذ العالم.. أصوات لا بد أن يصلنا جانب من انتقاداتها، وهذا أمر طبيعي يجب ألا يقلقنا أو يوقفنا عن متابعة مسيرتنا المناخية وجهودنا البيئية لخير بلادنا وللبشرية جمعاء.

مع السعي الإماراتي الكثيف لإنجاح أعمال المؤتمر، فإن هذا الحضورالكبير من القادة يعكس مدى الاحترام والتقدير الذي يكنّه العالم لدولة الإمارات، سواء في نموذجها التنموي أو العمراني أو الإداري أو البيئي، وهو نموذج يمثل فخراً للعرب وللمنطقة بأكملها.

التجمع الدولي سيشكل فرصة مهمة، لإظهار زهو دبي حاضنة الفعاليات، وإمكانات أبناء الإمارات لتنظيم حدث بهذه الضخامة ولفترة تمتد 12 يوماً، ودماثة ونخوة شباب الوطن، كلٌّ في مجال عمله، من باب الطائرة إلى باب الفندق ومن باب الفندق إلى قاعات الاجتماعات.

الحدث يمثل نافذة عملية لإطلاع المشاركين الذين يقترب عددهم من 100 ألف شخص على النجاح الذي بلغه النموذج الإماراتي، والقوة التي يتمتع بها اقتصادها، والعمران الذي بلغته وكيف تحولت إلى أحد أفضل مقاصد المال والأعمال والسياحة والتجارة والطيران والخدمات والتقنية والابتكار.. مرحباً بالجميع في هذه الأرض الطيبة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/m9f6sw5z

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"